التصقت بالطين حتي أصبحت جزءاً منه وذابت فيه كما تذوب أشعة الشمس في أرض جفاف ،انهمر عليها كالمطر, روى عطشها وتفتحت كالزهور، تأوهت كمريض يصرخ من شدة الألم ،فتحت عينيها وأدركت أنها تحلم فالحقيقة شيء آخر. كل تجاربها مع الرجال باءت بالفشل حتى اقتنعت أنه قد تتعدد الأسباب لكن موت الحب واحد. كثيراً ما انتابها شعور باليأس والإحباط العاطفي وكانت في صراع دائم مع نفسها تحاول جاهدة أن تطرد فكرة أن كل الرجال متشابهون،وتعاود الكرة، تحب الثاني والثالث والرابع... يبدأ الحب دائما باللقاء ..بالتعارف..بالرسائل القصيرة..بالعناق.. بالقبل..بالاختلاف..بالغيرة..بالذبول.. بالجفاء..بالفشل ثم الموت. تعكف في بيتها يومين أو أكثر تعاف نفسها الأكل وتعود شيئا فشيئا إلى حالتها الطبيعية،تبتسم في وجه أول شاب وسيم يمر من تحت الشباك ،يلقي لها بورقة صغيرة ملفوفة بعناية ،تفتحها بلهفة وشوق وتجد فيها موعدا للقاء.