شكل أحمد نقطة النون وثلاث فتيات ذيله ،كله حياء و خجل،صفر الحياء البدوي سيده و التواضع الخجل جذموره . في نفسه يحوم الكثير ، فبعد أن يستقر على حافة حداثة منفتحة يدفعه الأمل إلى تجاذب أطراف الحديث مع أولئك الفتيات الثلاث، فيبدأ بترديد الكلام في خلده الذي يأبى الجهر بما يجول فيه، ثم يتوقف هنيهة مستسلما لخيال آخر يجتاحه مرغما إياه على نسيان ما حداه آنفا ، فيتذكر أنه مجبر على أن يحملق بعينيه الدائرتين في وجه حسناء وأن يكشر عن أنيابه و يفتح فيه بابتسامة تدب الصحو في فؤاد فجلاء ،ثم يثني بحركة أخاذة لا تنبه الغافل ولا تثير غفوة المعشوق .شد وثاقه وقوى عزمه وحرك رأسه المثبت على رجليه بقيود من هواء فأصدر تمهيدا لتكسير هاجس التواصل فحيحا يشبه فحيح الأفاعي بعد تقوية النهم، إلا أنه وجد نفسه كجيف مطروح على ماء ،فرأسه لم يترك مكانه وعيناه تحملقان في حذائه المطاطي بلمعانه البراق كالسراب ،سمع إحداهن تستغفر الله بعدما عطست ، و الآخريات تشمتنها فحوقل و كبر داخل كيانه فأيقن أن النظر إليهن زنا ،فرفع رأسه من جديد حيث ينظر ولا نظر ،خبش دامس يحيط بعينيه، تنحنح إيذانا بالذهاب فخرج وقد ترك حرف النون يستنجد بنقطتين من فوق ليحوي شكل التاء ،أو بنقطة من أسفل ليصير باء تبحث عن اسم مجرور.