-4- و كانَ ما كانَ مِمّا لَستُ أَذْكُرُهُ، و طَنْجَة كَما هذا البَحْرُ العَجيبِ الرّؤى، تَحتَ عُيونِ بَيّاعي الهِجارَة، تَحتَ السّطوح المُلَوّنَة، و تَحتَ إيقاع الحُزْنِ المَغاربيّ، و تَحتَ كُلّ مُحيطات الزّرْقَة. و تَحتَ أَهْدابِ الأَطْفال، و تَحْتَ شُجونِ المَطَر، رُحْتُ أراقِبُ عَن مَدى.. ! طُلوعَ شُموسٍ و أُفولَ أُخَر.
-5- و اخْتمَرَ حَتى صارَ مُرّاً طَعْمُهُ الزّمَنُ، و قد اضْمَحَلّت حتى انْمَحَت أو كادت، بَلابِلُ فَصاحَتِها في لَثْغَتِها الهَجينَة. و ظَلّت طَنْجَة هي .. هي، خَلفَ بِحارِ الإمْكان، بَرّاقَة تَروحُ السّيّاحُ على آمالِها الدّفينَة، و جَماهيرُها الدّائخَة "بالعٌشْبَة" والغُرْبَة، قد أَقْلَعَت بِكُلّ جيناتِها عَبرَ البِحارِ الرّحال، و الصّدى مِن خَلْف بواخرها المُثْقَلَة بالحَزانى يُرَدّد، " إلى اللا ّمكان ..! إلى اللا ّمكان ..إلى اللاّ مكان .. ! -انتهت-