إفراج كان يغني بصوت مرتفع وهو فوق دراجته النارية ، سعيداً بحصوله على وظيفة حارس لدى الرجل المهم جداً ، حينما مر موكب الرجل المهم جداً فلم يسمع الإنذارات خلفه ، فدفعوا به خارج الطريق وقذفوه بأبشع السباب وأطلقوا على أقدامه الرصاص . وفي المستشفى كون الحادث جنائي كان عليه أن يمر بإجراءات طويلة قبل أن يصل إلى غرفة الطوارئ ، وبعد أن أثبت لهم من الفاعل أفرجوا عن جثته . حرمان مضت سنتان من فطامها ولم ترتد حذاءاً ، كانت تجوب الطرقات مع جدتها حافية وحين امتلكته خرجت برفقة جدتها لا تدري إلى أين سوى أنها ستتمكن من ممارسة متعة المشي بحذاءٍ جميل ملون، وفي غمرة سعادتها كانت تشعر أنها تطير فتقفز مبتعدة عن جدتها ثم تعود، وفي لحظة، وجدّتها ممسكة بها تهم أن تجتاز الطريق، أفلتت منها وعبرت الشارع وقبل أن تصل الطرف الآخر صدمتها سيارة. كانت الجدة تفتش جسدها الصغير عن أثر الصدمة بينما كانت هي تصرخ: حذائي، مشيرة بيدها إلى أسفل السيارة. غلاء الزبون : كأس ماء يا صاح ؟ صاحب القهوة: هات عشرة ريال . الزبون: من الحنفية . صاحب القهوة: أنت في العاصمة ، الابتسامة بفلوس . الزبون : مط شفتيه مبتسماً بكل ما أوتي من قوة .