في العام 2007 غادرت عالمنا المطربة المغربية الرائعة رجاء بلمليح ، التي تعتبر من الأصوات الغنائية الجادة والأصيلة في العالم العربي التي ارتقت سلم الفن بخطى ثابتة . وقد غادرت ورحلت بعد مسيرة فنية امتدت زهاء 20 عاماً ،قدمّت خلالها الكثير من الأعمال الفنية الناجحة،التي توجتها بالعمل الفني المشترك مع خالد الشيخ ، وهو قصيدة الشاعر الفلسطيني سميح القاسم "زنابق لمزهرية فيروز".ولا شك أن وفاتها شكلت خسارة أليمة وفادحة للغناء العربي الراقي والصافي. وقد أحزننا كثيراً رحيل رجاء بلمليح ،المطربة والإنسانة المهذبة الجميلة التي كانت تتمتع بثقافة عالية ، ووعي فني راق،وذوق حساس ، وجمال مميز، وروح غنائية، وصوت جميل خلاب ودافئ . رجاء بلمليح صوت غنائي قوي يقطر شجى وحلاوة ، ويمتلئ بالقداسة والشحنات العاطفية العميقة الصادقة، وأغانيها نقيضة ،مختلفة، ومغايرة لما تشهده الساحة الفنية والغنائية ، من فن سخيف هابط وتافه وكليبات ماجنة وخليعة مليئة بمشاهد التعري والغنج والتأوه والشبق الجنسي. رجاء بلمليح غنت للوطن، للحرية، للقدس، لأطفال الحجارة، وللوحدة العربية فأبدعت وتألقت وتوهجت وملأت النفوس وغمرتها بالفرح والأمل. باختصار، رجاء بلمليح مطربة جادة وأصيلة وانسانة رائعة تعتز بها حياتنا الفنية، دخلت قلوبنا وسكنت عقولنا وأشعرتنا بانسانيتنا . ملأت حياتنا نغماً وعشقاً، ورحلت في زمن أحوج ما نكون فيه الى فنها وغنائها الملتزم بالهموم العربية .وستبقى رجاء سيمفونية خالدة ، وعنواناً للعزة والكرامة والسؤدد والقداسة والجمال .