ها هو الليل يسكنها بحروف الظل المتسربل بالعتمة, لمصير مجهول يكتنفها الغموض ويلفها بظلاله بأرق النجوم وشح القمر ! حسبته للوهلة الأولى يداعب عينيها بالنعاس متلهياً مستتراً بإشراقة معتمة مستفزة, يخالجها الظمأ أحياناً وتارة أخرى يدغدغ عواطفها بوهن العزوف عن الصواب المستنير. هو المستبد بغيه بلا حدود ! المتطرف لأبعد مدى ؟ يحجر بأفكاره جلمود صبرها وتأنيها بالمضي نحوه بشغف الفطيم عن أثداء الأرض المترهلة من عطب الحرث والنسل ! هي تبقى أمنيات أن يسكنها الفرح بالعيد بكل شموس الكون والرؤية المستنيرة ؛ تهرول نحو النجوم الحزينة بعيون ملؤها الدمع المتحجر بالأحداق عنوة وقصرا . تهرب منه إليه لعلها تستريح من عناء السفر الكريه بلا جدوى؛ ولكنها تجده من خلف السحب يتربص لها بتهويدة متألقة بالنزق والغدر تسرق منها الأمل بغد واعد مزدهر؛ فتأبى الطاعة وتتمرد على سوداوية الفكر الفاشي فتبتعد ممتدة بظلها نحو وسادتها المتكئة على أريكتها المخملية لتغفو بين الصحو والنعاس الذي أرق سهدها وتنفض عنها الوهن وتودعه بنرجسية لا مبالية بدكتاتوريته المستبدة المصطنعة لعصر مجهول ما زال في العدم ! تحتضن الشوق وتلهو عنه بفسحة لتستريح. لتشرق شمس فجرها وتتحرر من نزق العبودية.