أتجول باحثا بين دروب أسئلة نصوص المدينة، المغسولة الوجه، بشيء من ماء الزهر المفقود وطلعة الملح القادم . إليك تشدني الفراشات البيضاء، والمشاكسة في فراغات المعنى المحتمل والعميق عموديا أقرأها زائرا ومسائلا ..ورافضا لصورة جدل، يدخن سجارة في مقهى عقيم . أخترق تفاصيل الحروف المرفوعة الرأس، والأخرى المنقسمة الأطراف . يصيبني شيب اللفظ حينا بحجارة الدلالة المبتورة العين .فأقول لابأس ..، فلتكن بداية هذه السفرة، عثرة قدم تشعل الضوء في طريقي إلى الأمام . وحينا آخر، أجدني واجما، تعتريني نار الدهشى القصوى . وعبر احتراق الدخول السهل، إلى تلوينات متعة حرف، يسائل ولا يشكو لسلطان قبيلة الرقمي الفياضة ..، وبمعية سواعد الأشجار الطالعة، تحت هذي التكوينات الجارية، أطرح سؤال البحر الحزين .. والمنتشر غريبا، بين عطش المد ..، ورمل الجزر العليل . هي ريشة حمراء، أزرع بها أجمل الأسئلة الفاضحة، في تربة تدير أكبر مقاولة لبناء الأقنعة، وربطات الأعناق الطويلة، في مدينتي .. تربة شقراء وأنيقة ..، احتلها القمر الهرم منذ كنت طفلا، تستهويه اليوم أرجوحة الأجداد، المشدودين بعمود رمال مخيمة حبلى بالمزيد من الجراح .. أيها الزمن البسيط ..، أيها البحر الجارف الواسع الجبين ..، كان لسانك أطول من شمسي ..وصدقتك، كنت غارقا معي في لعب الكبار، ولم أصدق صرخات أطفال الحي .. أيها السؤال الصعب، الذي كنت ذات يوم صديقي ..، أمقتك، لأنك صيرتني نزيل أجمل زنازن بلاد لغات المواسم المعتقة . قسرا حملتني على صهوة فرس جذاب من سراب . معي تصعد الآن، أيها الشغب الطفولي المجند بتباشير اللون القادم، كما أنا تماما، سلّما يعزف سمفونية المطر، وبحروف آهلة بتفاصيل رائحة الشوارع الموصدة، تكتبني أملاح قصائد صمتك المشروخ الجسد أيها البحر الهارب إلى خلف العدم . كل الحجارة والمحارات وزبد الموج الهائج، الذي انهارت قواه، شاهدة اليوم كما الأمس، على خيانتك العظمى لرجال من نار، سكنوك إلى عهد قريب .أنت الآن يا شقيق النعامة مسكين .. تصيرك التعازي الجميلة، والمنقولة إليك في أظرفة شجرية اللون، من جهات عليا، يكسرها الجبن الوارف الظلال، تعرفها أنت، و هم يركبونها سفينة محملة بمثلجات أطفال مهربة ، بها أبحروا فرادى وجماعات صامتين، يدخنهم يبس المكان، بين أمواج بحار عربية مسروقة الطعم والرائحة .