افتتحت، مساء الجمعة 21 يوليوز الجاري، الدورة 8 لمهرجان تيميزار للفضة بتيزنيت، بالكشف عن أكبر مفتاح مصنوع من الفضة الخالصة، من إبداع الصناع التقليديين المحليين، واختار المنظمون أن يطلقوا عليه اسم “مفتاح باب الفضة”. وتم عرض هذا المفتاح الذي بلغ طوله متر واحد و20 سنتيمترا وبقطر مقياسه 35 سنتمترا، وبوز ن تجاوز 3 كيوغرامات من الفضة الخالصة، بحضور جميلة مصلي كاتبة الدولة، المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، وعامل إقليمتيزنيت سمير اليزيدي، وترواحت مدة إنجازه، من مرحلة التخطيط والتصميم إلى التطبيق، ما يناهز 3 أشهر، وشارك في صناعته وصياغته أربعة حرفيين من مدينة تيزنيت، تحت إشراف منسق التحفة المعلم أحمد الكرش، الحاصل على الجائزة الوطنية لأمهر صانع في دورتها الثانية. وقد اعتادت إدارة المهرجان على الكشف في كل دورة عن مفاجئة ترتبط بمعدن الفضة، بدءا من أكبر خنجر مرصع بالفضة، وأكبر قفطان مرصع بالفضة، وأكبر خلاّلة فضية، ثم أكبر باب من الفضة في نسخة السنة الماضية. وأشرفت جميلة مصلي بالموازاة مع ذلك على تدشين مركب جمعية تيمزار للصناعات التقليدية، في ساحة المشور على مساحة إجمالية تبلغ 4000 متر، يتكون من طابقين، ويضم 30 محلا تجاريا، سيأوي عدد مل الصناع التقليديين، الذين يشاركون في المعرض السنوي بانتظام، وكذا للذين يشتغلون داخل منازلهم، ولا يتوفرون على محلات تجارية تسمح لهم بعرض منتجاتهم. وتستمر فعاليات الدورة الثامنة لمهرجان "تيميزار" للفضة بمدينة تيزنيت إلى غاية 25 يوليوز، تحت شعار: "الصياغة الفضية.. هوية، إبداع وتنمية". ويهدف المهرجان، المنظم من طرف جمعية تيميزار، بشراكة مع المجلس الجماعي لمدينة تيزنيت، وبدعم من وزارة الداخلية ووزارة الصناعة التقليدية ومجلس سوس ماسة والمجلس الإقليميلتيزنيت وغرفة الصناعة التقليدية بأكادير، وعدد من الشركاء العموميين والخواص، إلى تشجيع الحرف اليدوية المحلية، خاصة صياغة الفضة، التي تعتبر موروثا تاريخيا وحضاريا، ورمزا لقيم الجمالية والإبداع بالمنطقة، ورافدا تنمويا يساهم في تحقيق التنمية الاقتصادية المحلية. ويتضمن برنامج هذه الدورة تنظيم معرض لمجوهرات الفضة وباقي الحرف اليدوية التي تزخر بها المدينة، وإحياء سهرات في الغناء والرقص، وعرض للأزياء والحلي المحلية، وندوة فكرية في موضوع الصياغة الفضية، علاوة على دورة تكوينية حول تقنيات الصياغة الفضية لفائدة الصياغيين بالمديرية الإقليمية للصناعة التقليدية. كما برمج المهرجان أنشطة رياضية موازية، من أبرزها طواف الفضة للدراجات الهوائية المنظم تحت إشراف الجامعة الملكية المغربية لسباق الدرجات (عصبة الجنوب) وبشراكة مع جمعية نادي “أمل تيزنيت” لسباق الدراجات، من أجل التعريف بالمؤهلات السياحية لمدينة تيزنيت والقرى المحيطة بها، وإجراء مباراة في كرة القدم المصغرة بين فريق جمعية تيميزار وفريق المهاجرين المغاربة. ومن بين أبرز نجوم الغناء الذين ينشطون دورة هذه السنة، الفنان سعيد موسكير والرابور مسلم ونجم الراي الشاب سيمو وعميد الأغنية الشعبية عبد العزيز الستاتي، ومجموعة رباب فيزيون، إلى جانب مجموعة أيت اماتن المحلية، وأفرو كناوة والفنان أعراب يتكي، والفنانة الأمازيغية كلثومة تامازيغت. وفي إطار انفتاحها عن تجارب بلدان أخرى في مجال صياغة الفضة، تشهد الدورة الحالية مشاركة عدد من الدول الإفريقية لتجسد البعد الإفريقي للمهرجان. ويتوقع المنظمون أن يفوق عدد الجمهور، الذي سيتابع فقرات الدورة الثامنة لمهرجان الفضة، على امتداد أربعة أيام، 250 ألف متفرج، كما كان الشأن خلال الدورة الماضية. ويكرس مهرجان "تيميزار" مدينة تيزنيت كعاصمة لصياغة الفضة بالمغرب، التي تتميز عن باقي المدن بصناعة الحلي بأشكالها التقليدية وبتجلياتها الثقافية العميقة، ولعل هذا البعد الرمزي للفضة هو ما يعطى قيمة مضافة للصناع التقليديين في تيزنيت المعروفين بمهارتهم وإبداعاتهم الخلاقة.