تعيش مدينة تزنيت على مدى خمسة أيام على وقع احتفالات الدورة السادسة لمهرجان "تيميزار" للفضة التي سيحييها مجموعة من الفنانين المغاربة، كما سيتم خلالها عرض أكبر "خلالة" مصنوعة من الفضة. المهرجان الذي يحمل شعار "الصياغة الفضية.. هوية، وإبداع وتنمية"، سيشهد تنظيم عدد من السهرات الفنية، ستحييها مجموعة الشامخ ازنزارن، والفنان بدر سلطان، ومغني الراب مسلم، والفنانة الحسانية رشيدة طلال ونجم الأغنية الشعبية سعيد الصنهاجي والفنانة الصاعدة ابتسام تسكت. وسيرا على عادة هذه التظاهرة، التي عرضت في حفل الافتتاح للدورات الماضية، أكبر خنجر مصنع من الفضة، ثم أكبر قفطان مرصع بالفضة. وتنفرد النسخة السادسة بالإعلان عن أكبر "خلالة" مصنوعة من الفضة، التي استغرق صنعها أزيد من 7 أشهر، وقد عمل على إبداع هذه التحفة الفنية ثمانية حرفيين، استعملوا فيها جل التقنيات التقليدية والعصرية في صياغة الفضة. وفي إطار انفتاحها على تجارب بلدان أخرى في مجال صياغة الفضة، تشهد الدورة الحالية مشاركة إيطاليا، كضيفة شرف، إضافة إلى فرنسا وعدد من الدول الإفريقية. كما تتميز هذه الدورة من المهرجان بتنظيم النسخة الأولى لطواف الفضة للدراجات الهوائية، من أجل التعريف بالمؤهلات السياحية لمدينة تيزنيت، والقرى المحيطة بها، كما يتضمن برنامج هذه الدورة تنظيم معرض لمجوهرات الفضة وباقي الحرف اليدوية التي تزخر بها المدينة، وإحياء أمسيات رائعة في الغناء والرقص، وعرض للأزياء والحلي المحلية، وندوة فكرية في موضوع الصياغة الفضية ودور المتاحف الجماعية في التنمية المستدامة. ويروم المهرجان، المنظم من طرف جمعية تيميزار بدعم من المجالس المنتخبة وعدد من الشركاء العموميين والخواص، إلى تشجيع الحرف اليدوية المحلية، خصوصا صياغة الفضة، التي تعتبر موروثا تاريخيا وحضاريا، ورمزا لقيم الجمالية والإبداع بالمنطقة، ورافدا تنمويا يساهم في تحقيق التنمية الاقتصادية المحلية. ويكرس مهرجان "تيميزار" مدينة تيزنيت كعاصمة لصياغة الفضة في المغرب، حيث تتميز عن باقي المدن بصناعة الحلي بأشكالها التقليدية وتجلياتها الثقافية العميقة، ولعل هذا البعد الرمزي للفضة ما يعطى قيمة مضافة للصناع التقليديين المحليين، المعروفين بمهارتهم وإبداعاتهم الخلاقة.