ستَجري في أكادير وفي منطقة سوس ماسّة من 8 إلى 13 مايو 2017 الدورة التاسعة للمهرجان الدّوَلي للفيلم الوثائقي(فيدادوك)الذي تنظّمه مؤسّسة الثّقافة والتّربية بالوسائل السّمع بصريّة (آسِيا). فيدادوكهو أوّل حدَث سينمائي مغربي مكرّس حصريّا للأفلام الوثائقية الجديدة وقد فرَض نفسه مع السّنين كمرْجعٍ لعشّاق هذا النّوع السينمائي ومحتَرفيه في بلدنا وعلى نطاق أوسَع في جنوب المتوسّط. تحتوي فعّاليّات هذا المهرجان على خليط من الأعمال في أربعين فيلماً لمواهب صاعدة كما لكتّاب مكرسّين ومشاهيرمن السينما العالمية يمثّلون 25 بلداً من كلّ أنحاء العالم. سيكرّم المهرجان في دورته التّاسعة هذه السينمائيّ والاثنوغرافيّجان روش، أحد أهمّ المخرجين في تاريخ السينما وأكثرهم إثراءًمع أكثر من 100 فيلم، والذي يحتفل العالم بمئوية ميلاده على مدار هذا العام. وسيكون هذا مناسبة للجمهور المغربي ليكتشف عملَ هذا الرّائد في السينما المباشرة من خلال 10 أشرطة صوّرَها في النيجرومالي وساحل العاج من خمسينيّات إلى ثمانينيّات القرن الماضي. يُكوّن هذا إرثاً ثميناً للجيل الجديد من المخرجات والمخرجينفي قارّتنا الذين يشكّلون جوهر دورة 2017، لأنّالسينما الأفريقيّة حاضرةفي مختلف أقسام المهرجان بعدد لا سابق له من الأفلاممن بينهم أعمال لكاتب من مالي وآخر جزائري، المستفيديْن من ال"روش الوثائقية" (خليّة النحل الوثائقية)التي وضعها فيدادوك لتحديد وَدعْم وثائقيّي الغَد ليس فقط من دولة المغرب بل أيضاً من كلّ المغرب العربي ودوَل جنوب الصحراءعامّة. يتوجّه مهرجاننا بعزمٍ إلى الشباب الصاعد لهذا فهو يقدّم برامج تتوزّع على مواضيع تخصّ تحديداً جمهور المدارس والجامعات. وحرصاً منه على ترسيخ نفسه محلّياً وعلى وصوله إلى الجماهير الأكثر بعداً عن العروض الثقافية، سيتابع فيدادوك توسيع برامجه ليشمل عروض نقّالة في عشرة بلدات من منطقة سوس ماسّا وذلك في الذهاب إلى أمسكرود وسبت الكردان وتزنيت وتافراوت وطاطا.... وأخيراً ستكون دورة 2017 مناسَبة للمهرجان ليكمِل عرضَه في إعدادِ ومرافقة مشاريع عن طريق تنظيم ورشة "الإنتاج في الجنوب: أكادير والصحراء الكبرى" بالمشاركة مع مهرجان "القارّات الثلاثة" الذي تقيمه مدينة نانت الفرنسية. ستُتيح هذه الورشة ل12 مخرجاً صاعداً ممّن لديهم مشروع لشريط وثائقي طويل مغاربي ومن جنوب الصحارى الكبرى تعلّم كيفِيَّة استعمال تقنيّات وأدوات الإنتاج السينمائي الدولي المشترك. إنّها مبادرة لا سابق لها في المغرب والتي ستسمح لفيدادوكبرفع مستوى تأثيره المهني وتقوية توجّهه لكلّ أفريقيا.