يتضمن البرنامج العام للجامعة الصيفية الثامنة للسينما بالدار البيضاء (من 25 إلى 28 غشت الجاري) لقاء مفتوحا مع المبدع السينمائي والموسيقي كمال كمال حول تجربته السينمائية خصوصا والإبداعية عموما ، وذلك مساء السبت 27 غشت 2016 بالمركب الثقافي سيدي بليوط بالدار البيضاء . ينشط هذا اللقاء الفني والثقافي الباحث السينمائي يوسف أيت همو ، الأستاذ الجامعي ومؤطر العديد من الورشات حول كتابة السيناريو والتحليل الفيلمي ومؤلف مجموعة من الكتب المرتبطة بالسينما والسمعي البصري . فيما يلي ورقة تعرف بجوانب من حياة وأعمال المخرج كمال كمال من إعداد أحمد سيجلماسي :
من الموسيقي إلى السينما
المبدع كمال كمال (أو كمال بنعبيد) من مواليد 23 يونيو 1961 ببركان (المغرب الشرقي)، درس الموسيقى بكونسيرفاتوار وجدة من 1971 إلى 1978 ، كما درس الأدب الفرنسي بجامعة محمد الأول بوجدة (كلية الآداب والعلوم الإنسانية) واستفاد من دروس نظرية وتطبيقية في تقنيات كتابة السيناريو بالكونسيرفاتوار الحر للسينما الفرنسية (CLCF) بباريس لمدة ثلاث سنوات . يمارس حاليا التأليف الموسيقي و كتابة السيناريو ، كما يمارس الإنتاج والإخراج للسينما والتلفزيون . ويمكن اعتباره من المخرجين العصاميين الذين دفعهم عشقهم للإخراج إلى تعلم تقنياته والإستئناس بآلياته عبر الممارسة الميدانية وعبر الإحتكاك بالتقنيين والمخرجين المحنكين . وهو خير مثال للسينمائيين الهواة للإقتداء به وبتجربته الإبداعية الشمولية ، فقد جمع بين عشق الأدب والفنون وكتابة الشعر وبين الإنفتاح منذ نعومة أظافره على عوالم الموسيقى المختلفة ، كما انجذب بروحه المغامرة إلى عوالم تنظيم المهرجانات الموسيقية بالجهة الشرقية للمملكة (وجدة والسعيدية أساسا) وإنتاج الأعمال السمعية البصرية (المسلسل التلفزيوني " إدريس الأكبر " سنة 1991) . انطلقت مسيرة كمال كمال الإخراجية بالوصلات الإشهارية والفيديوكليبات ، التي أخرجها لفائدة التلفزة المغربية ، وشيئا فشيئا بدأ يتمكن من أدوات التعبير السينمائي والسمعي البصري ، الشيء الذي حفزه على كتابة سيناريو وإخراج أول أفلامه الروائية الطويلة " طيف نزار " (2002) ، الناطق بالعربية الفصحى والحاصل على جائزة أول عمل بمهرجان السينما الإفريقية بخريبكة ، وأتبعه بفيلمين آخرين تحضر فيهما الموسيقى بشكل ملحوظ هما " السمفونية المغربية " (2005) و " الصوت الخفي " (2013) . وقد حصل هذا الفيلم الأخير سنة 2014 على ثلاث جوائز بمهرجان طنجة الوطني للفيلم : الجائزة الكبرى ، جائزة الموسيقى ، جائزة الصوت . كما حصل على الجائزة الكبرى لمهرجان السينما الإفريقية بخريبكة سنة 2014 (جائزة عثمان صامبين) وجائزة " سعد الدين وهبة " في الدورة 36 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي ... من أعماله التلفزيونية نذكر : أفلام " سيد الغابة " (2004) و " الركراكية " (2007) ، الذي احتفى فيه بالفن التشكيلي ، و " الصالحة " (2009) ، الذي احتفى فيه بفن العيطة ، ، ومسلسل " الحياني " (2012) وسيتكوم " عائلة محترمة جدا " ... والملاحظ أن أعمال كمال كمال السينمائية والتلفزيونية تحضر فيها الموسيقى بقوة ، ويرجع سبب ذلك إلى ممارسته للموسيقى وتعلمه لها منذ الصغر وإلى انجذابه وهو طفل إلى الأفلام الهندية بغنائها وموسيقاها وألوانها وغير ذلك من التوابل المعروفة ، فمشاهداته للأفلام الإستعراضية (المصرية والهندية وغيرها) واستمتاعه بموسيقاها في مراحل الطفولة (رفقة والده) والمراهقة والشباب هي التي رسخت لديه عشق السينما. تجدر الإشارة إلى أن المخرج بنعبيد ، زيادة على إبداعاته السينمائية والتلفزيونية والموسيقية المختلفة ، ساهم ولايزال في تأطير العديد من الورشات التكوينية في تقنيات كتابة السيناريو ، كما ترأس أو شارك في لجن تحكيم مسابقات الأفلام هنا وهناك . تجدر الإشارة في الأخير إلى أن الجامعة الصيفية للسينما تنظم سنويا من طرف الجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب (جواسم) لفائدة أطرها والمنخرطين الشباب في النوادي والجمعيات السينمائية المنضوية تحت لوائها .