من بين اللحظات الأساسية لحفل افتتاح الدورة السابعة للملتقى الوطني للفيلم القصير هواة بشفشاون ، الذي ستحتضنه القاعة الكبرى لمجمع محمد السادس للثقافة والفنون والرياضة يوم الأربعاء 27 ماي 2015 ابتداء من السادسة والنصف مساء ، لحظة تكريم المخرج والمبدع الموسيقي كمال كمال والشهادة التي سيقدمها في حقه القصاص والناقد السينمائي المراكشي المقيم بالديار الهولاندية فؤاد زويريق . ومعلوم أن المبدع كمال كمال هو الذي وقع عليه اختيار إدارة هذا الملتقى السينمائي الوطني لترأس لجنة تحكيم المسابقة الرسمية لأفلام الهواة القصيرة ، التي تضم في عضويتها إلى جانبه كلا من الناقد السينمائي وصاحب شبكة " الفوانيس " (السينمائية والمسرحية و ...) الإلكترونية فؤاد زويريق والمخرجة والمنتجة الوثائقية الأستاذة الجامعية والخبيرة الدولية فاطمة بنسالم والمصور السينمائي الشفشاوني ياسين الزاوي . وترسيخا لتقليد جميل سنه ملتقى شفشاون منذ دوراته السابقة تحت شعار " في مؤسستنا سينمائي " سينظم يوم الجمعة 30 ماي الجاري ابتداء من العاشرة صباحا بالثانوية التأهيلية الإمام الشاذلي بشفشاون لقاء مفتوح مع المخرج كمال كمال بحضور تلاميذ وأطر هذه المؤسسة التعليمية وضيوف الملتقى تتخلله نقاشات وحوارات والتقاط صور تذكارية . ولتقريب هذه الشخصية السينمائية الوطنية من جمهور الملتقى الوطني للفيلم القصير هواة بكل فئاته نقترح الورقة التالية :
كمال كمال : من الموسيقي إلى السينما
المبدع كمال كمال (أو كمال بنعبيد) من مواليد 23 يونيو 1961 ببركان (المغرب الشرقي)، درس الموسيقى بكونسيرفاتوار وجدة من 1971 إلى 1978 ، كما درس الأدب الفرنسي بجامعة محمد الأول بوجدة (كلية الآداب والعلوم الإنسانية) واستفاد من دروس نظرية وتطبيقية في تقنيات كتابة السيناريو بالكونسيرفاتوار الحر للسينما الفرنسية (CLCF) بباريس لمدة ثلاث سنوات . يمارس حاليا التأليف الموسيقي و كتابة السيناريو ، كما يمارس الإنتاج والإخراج للسينما والتلفزيون . ويمكن اعتباره من المخرجين العصاميين الذين دفعهم عشقهم للإخراج إلى تعلم تقنياته والإستئناس بآلياته عبر الممارسة الميدانية وعبر الإحتكاك بالتقنيين والمخرجين المحنكين . وهو خير مثال للسينمائيين الهواة للإقتداء به وبتجربته الإبداعية الشمولية ، فقد جمع بين عشق الأدب والفنون وكتابة الشعر وبين الإنفتاح منذ نعومة أظافره على عوالم الموسيقى المختلفة ، كما انجذب بروحه المغامرة إلى عوالم تنظيم المهرجانات الموسيقية بالجهة الشرقية للمملكة (وجدة والسعيدية أساسا) وإنتاج الأعمال السمعية البصرية (المسلسل التلفزيوني " إدريس الأكبر " سنة 1991) . انطلقت مسيرة كمال كمال الإخراجية بالوصلات الإشهارية والفيديوكليبات ، التي أخرجها لفائدة التلفزة المغربية ، وشيئا فشيئا بدأ يتمكن من أدوات التعبير السينمائي والسمعي البصري ، الشيء الذي حفزه على كتابة سيناريو وإخراج أول أفلامه الروائية الطويلة " طيف نزار " (2002) ، الناطق بالعربية الفصحى والحاصل على جائزة أول عمل بمهرجان السينما الإفريقية بخريبكة ، وأتبعه بفيلمين آخرين تحضر فيهما الموسيقى بشكل ملحوظ هما " السمفونية المغربية " (2005) و " الصوت الخفي " (2013) . وقد حصل هذا الفيلم الأخير سنة 2014 على ثلاث جوائز بمهرجان طنجة الوطني للفيلم : الجائزة الكبرى ، جائزة الموسيقى ، جائزة الصوت . كما حصل على الجائزة الكبرى لمهرجان السينما الإفريقية بخريبكة سنة 2014 (جائزة عثمان صامبين) وجائزة " سعد الدين وهبة " في الدورة 36 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي . من أعماله التلفزيونية نذكر : أفلام " سيد الغابة " (2004) و " الركراكية " (2007) ، الذي احتفى فيه بالفن التشكيلي ، و " الصالحة " (2009) ، الذي احتفى فيه بفن العيطة ، ، ومسلسل " الحياني " (2012) وسيتكوم " عائلة محترمة جدا " ... والملاحظ أن أعمال كمال كمال السينمائية والتلفزيونية تحضر فيها الموسيقى بقوة ، ويرجع سبب ذلك إلى ممارسته للموسيقى وتعلمه لها منذ الصغر وإلى انجذابه وهو طفل إلى الأفلام الهندية بغنائها وموسيقاها وألوانها وغير ذلك من التوابل المعروفة ، فمشاهداته للأفلام الإستعراضية (المصرية والهندية وغيرها) واستمتاعه بموسيقاها في مراحل الطفولة (رفقة والده) والمراهقة والشباب هي التي رسخت لديه عشق السينما. تجدر الإشارة إلى أن المخرج بنعبيد ، زيادة على إبداعاته السينمائية والتلفزيونية والموسيقية المختلفة ، ساهم ولايزال في تأطير العديد من الورشات التكوينية في تقنيات كتابة السيناريو ، كما ترأس أو شارك في لجن تحكيم مسابقات الأفلام هنا وهناك .