خصصت مجلة "ذوات" الثقافية الإلكترونية الشهرية، الصادرة عن مؤسسة "مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث"، ملف عددها الرابع والعشرين لموضوع السينما في الوطن العربي، وذلك لما تطرحه هذه السينما من أسئلة وإشكالات جوهرية، تتعلق أولا بالمنتوج السينمائي الموسوم ب "العربي"، وببنياته وآلياته، وأشكال توزيعه، وتجلياته في المهرجانات العربية والأجنبية، وأقطابه المتعددة، والفاعلين فيه من منتجين، ومخرجين، وممثلين، وموزعين، وأرباب قاعات. وقبل الشروع في تقديم بعض الأجوبة عن مجموعة من هذه الأسئلة والإشكالات، يقدم الملف نبذة عن مسار السينما العربية، وتطورها في مجموعة من البلدان العربية، أبرزها مصر ولبنان، والدول المغاربية: تونس، والجزائر، والمغرب، معززة بالأرقام، وبمعطيات موضوعية تشي بتحول هذه السينما، وانتقال مركزيتها بعد الريادة المصرية، إلى البلدان المغاربية، خاصة المغرب، والذي يعرف نقلة نوعية في مجال الفن السابع. لكن بشكل عام، وعلى الرغم من مجموعة من المحاولات الجادة والمتميزة؛ فالسينما العربية لم تبلغ بعد مستوى كبيرا من النضج والفاعلية الإنتاجية المتواصلة، كما أنها لم تحقق بعد الإشعاع العالمي إلى جانب الدول الكبرى سينمائيا؛ فباستثناء الحضور المتميز في بعض المهرجانات الأجنبية والعربية، والتتويج الذي صارت تحظى به بعض الأفلام المغاربية (المغرب، تونس، الجزائر)، وبعض الأفلام اللبنانية والسورية والعراقية، لا يمكن الحديث عن إنتاج سينمائي عربي كبير بمعنى الكلمة. ويضم ملف العدد المعنون ب "السينما العربية: المسار والتحول"، والذي أعده الكاتب والناقد السينمائي المغربي إدريس القري، وقدم له بمقال بعنوان "السينما في العالم العربي: رافعةُ تطوُّرٍ مُهْمَلةٌ"، مقالا للمخرج والناقد السينمائي التونسي، الدكتور وسيم القربي، بعنوان "هوية السينما العربية: أسئلة الممارسة التجريبية وقلق الانتساب"، ومقال للباحث السوسيولوجي والناقد السينمائي المغربي، الدكتور فريد بوجيدة، بعنوان "السينما العربية سؤال المسار والغربة: قراءة في التحولات"، ومقال للباحث الأكاديمي والمخرج السينمائي الجزائري، الدكتور إلياس بوخموشة، حول "جمهور السينما بالجزائر بين الوفاء والقطيعة"، ثم مقال آخر للمخرج والناقد السينمائي السوري، الأستاذ نضال الدبس، بعنوان "الفيلم العربي.. نافذة بقضبان". أما حوار الملف، فكان مع المخرج السينمائي المغربي، ورئيس قسم الإخراج بالمعهد العالي لمهن السمعي البصري والسينما، الدكتور عز العرب العلوي لمحارزي، والذي يتحدث فيه عن أوضاع السينما العربية من زوايا متعددة. وإضافة إلى الملف، يتضمن العدد 24 من مجلة "ذوات" أبوابا أخرى، منها باب "رأي ذوات"، ويضم ثلاثة مقالات: "الثقافة والأمن الثقافي: أمن ثقافي أم تنمية ثقافية؟" للكاتب المغربي عبد الدين حمروش، و"الشعر في زمن الإنترنت" للكاتب والشاعر المصري عماد فؤاد، و"الجدل الإسلامي - المسيحي في الفضاء الإلكتروني: "شبكة ابن مريم الإسلامية" أنموذجا" للباحث التونسي ياسين عاشور؛ ويشتمل باب "ثقافة وفنون" على مقالين: الأول للكاتبة والروائية الفلسطينية حزامة حبايب بعنوان ""العائد".. فرجة سينمائية مؤلمة ومبهرة"، والثاني للكاتب السوري كريم أبو حلاوة بعنوان "تأملات في الشغف الإنساني والوجد الصوفي". ويقدم باب "حوار ذوات" لقاء مع الكاتب والروائي الجزائري عز الدين جلاوجي، أنجزه الباحث الجزائري شرقي عبد الباسط. ويقترح "بورتريه ذوات" لهذا العدد صورة للفنان التشكيلي الفلسطيني وليد الجعفري، أبدع في رسمها الكاتب والشاعر عمر شبانة. وفي باب "سؤال ذوات"، يسائل الإعلامي والكاتب التونسي عيسى جابلي مجموعة من الباحثين العرب حول هل حسنت التكنولوجيا حياتنا؟، فيما يعرض الباحث التربوي التونسي مصدق الجليدي نتائج بحث مقارن حول النظم التربوية المغاربية. وتقدم الروائية والمترجمة العراقية لطفية الدليمي، تقديما وترجمة لقراءة في كتاب "أفلاطون في عصر غوغل"، للفيلسوفة والأكاديمية الأمريكية ريبيكا نيوبرغر غولدشتاين، والذي يتضمن أيضاً تقديماً لبعض الإصدارات الجديدة لمؤسسة "مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث"، إضافة إلى لغة الأرقام، والمتضمن لتقرير أخير لمنظمة الأممالمتحدة للطفولة (اليونيسف) في اليوم العالمي للختان، والذي تعلن فيه أن أكثر من 200 مليون امرأة في العالم تعرضت للختان.