تشهد الدورة المقبلة من مهرجان تطوان السينمائي عقد ندوات ولقاءات وموائد مستديرة، مثلما ينظم المهرجان ورشات لفائدة الأطفال والشباب، إلى جانب تكوينات تربوية في المجال السينمائي. وتفتتح الدورة 22 من المهرجان، التي تقام ما بين 26 مارس و2 أبريل 2016، برنامجها الثقافي وورشها التربوي بتنظيم ندوة عن "مآسي المتوسط كما تحكيها السينما"، بمشاركة وجامعيين سيناقشون أحوال المتوسطيين اليوم، وتحولات المتوسط الراهن. وحسب أرضية الندوة، التي أعدها أصدقاء السينما، سيتم التساؤل عما يمكن للسينما أن تقدمه من شهادات واقتراحات للخروج من وضع لا يمكن وصفه سوى بالمأساوي. وكيف تعمل السينما المتوسطية على تصوير هذه التطورات المأساوية؟ وتصدر الندوة عن قناعة راسخة لدى أصدقاء السينما، وهم على يقين من أن السينما إنما "تبقى الأداة المفضلة للتعبير عن رغبة أولئك الذين يسعون إلى تغليب منطق السلم على منطق الحرب". وتضيف الأرضية أن اختيار هذا المحور يأتي "وفاء لالتزامات المهرجان بنشر قيم السلم والتبادل والتسامح واحترام حقوق الإنسان. وإدراكا منه للدور الهام الذي تلعبه السينما في النهوض بالفكر المتحرر والمتنور". هذا، ويلتف المشاركون في المهرجان حول مائدتين مستديرتين، الأولى عن "السينما المغربية ومشاكل اللغة"، يضيئها نقاد وجامعيون مغاربة وفرنسيون وإسبان، من أجل تشريح الآليات والاستراتجيات المتبناة من طرف السينمائيين المغاربة لاستمالة المتلقين من بلدهم، ومن بلدان أخرى، سواء تعلق الأمر بالتقنيات السينمائية أو بالبعد الثقافي. أما المائدة المستديرة الثانية فقد اختارت الاحتفاء بتجربة المخرج الفرنسي أندري تيشيني، وهي تنعقد تحت مسمى "أندريه تيشيني. سينمائي متعدد الأوجه". وذلك اعترافا بالحضور البارز لتيشيني في السينما المتوسطية والعالمية، حيث سيجتمع عدد من المتخصصين من أجل تحديد طبيعة هذا الحضور السينمائي الاستثنائي، مثلما ستتم برمجة أفلام ترصد المسار الغني لهذا المبدع السينمائي. ووعيا من المهرجان بالدور الذي يمكن أن تضطلع به السينما في تشكيل شخصية الشباب وفي تهذيب طباعهم وحمايتهم ضد تدفق الصور، إن عبر شاشات التلفزة أو عبر مختلف وسائل التواصل من حواسيب أو هواتف ذكية لوحات إلكترونية، تقترح الدورة برنامجا غنيا ومتنوعا لفائدة أطفال وشباب من مستويات دراسية مختلفة. هكذا، ستعرف الدورة تنظيم تكوينات وورشات ودروس في السينما ولقاءات وعروض مناقشة بحضور مخرجين ومنشطين وأساتذة. فعلى مدى أسبوع كامل، سوف تتفاعل المؤسسات التربوية، من الطور الابتدائي إلى المستوى الجامعي، مع الفرجة السينمائية، حيث يترابط التعلم باكتشاف متعة تلقي أفلام متميزة تتوزع ما بين أعمال طويلة وقصيرة وأخرى وثائقية أو من نوع سينما التحريك. وسيلتقي نحو 15 تلميذ في ورشة لصنع فيلم تحريك، بإشراف البلجيكي دونيس كلين، وسيعرض منتوج الورشة في حفل الاختتام. كما يتعلم تلاميذ المستويين الإعدادي والثانوي رفقة الفرنسي رولان كاري والجزائري الطاهر شيخاوي طرائق قراءة وتحليل مقاطع فيلمية. أما الطلبة من مختلف الكليات ومن المدرسة الوطنية للهندسة ومن مركز مهن التدريس فسيستفيدون من ورشات ومن درس معلم بتأطير من سينمائيين ومن مهنيين متوسطيين. ويضع هذا البرنامج الطموح من بين أهدافه إشراك عدد هام من الأطفال والشباب في هذه التظاهرة السينمائية الجذابة، واضعا نصب عينيه أن يجعل ما بين 500 تلميذ وطالب في كل يوم من أيام المهرجان طرفا أساسا في هذا العيد السينمائي. حيث ستنظم أنشطة مختلفة بقاعات العرض وقاعات نيابة التعليم ومدرجات الكليات والمدارس العليا وكلية العلوم، والكلية متعددة التخصصات، والمدرسة الوطنية للهندسة، والمعهد الوطني للفنون الجميلة، ومركز مهن التعليم. وهي الفعاليات التي تنظم بتعاون مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين ونيابة التعليم وعمداء ومديري الكليات والمدارس العليا بتطوان.