في مُزدحم المسلسل الجنائزي – الحِدادي الذي غمر المشهد الثقافي المغربي وحصد أسماء كثرت عددا منذ سنوات الجائحة العِجاف ، أبى الفنان أحمد جواد صاحب الخرجات المسرحية المبتكرة والجريئة ، إلا أن يخرج على الناس ويخرج من الدنيا بخرجته التراجيدية الأخيرة القاسية والنارية ، احتجاجا وهروبا من وضعه الاجتماعي الضّنك الذي طا لما اشتكى منه على الملأ وعبْرتدويناته في هذا الفضاء الأزرق ، بعد أن طحنه عنف الحاجة violence du besoin وفق تعبير ماركس كما طحن سواد الناس . هي لحظة انهيار قاسية لم نكن نتوقعها ولا نسيغها بحال من صديق الجميع أحمد جواد المحبّ للحياة والمُحتفي بها . وربما بدافع من هذا الحب المفرط للحياة ، أنهى أحمد جواد الحياة . وليس من يدُه في النار كمن يده في الماء . تراجيديا أحمد جواد إدانة عضوية صارخة لاختلال المعايير والتقاديرفي هذا البلد الأمين الذي لا يُراعى إلّا ولا ذمّة لمنتجي الخيرات الرمزية والرأسمال الثقافي والمعنوي ، من حيث لا يصلهم من الرأسمال الوطني المادي سوى الفتات والسّقط الذي لا يسمن ولا يغني من جوع . البلد الذي يشكل بقرة حلوبا للمناورين والانتهازيين والسارقين ، ورحى طاحنة تدور على سواد الناس . الصديق أحمد جواد / ما كان لك أن تفعلها . لكنك فعلتها . لكن فاعلا قائما جاثما فعلها . على روحك السلام . نجيب العوفي