كنتُ أعرفُ فحوى الرسائل قبل أنْ اقرأها والأسوأ من ذلك غالبا ما كنتُ آمر نفسي بالإذعان لأتلاعبَ مع وجهة نظري تلحُّ عليّ إنها القاضي المزعج ( الشيطان ) تحتفل بوجوهي السعيدة على جانب آخر من دفترٍ قديم تخربشُ بتسلسل هرمي تلك المسائل التي تركتها بلا حل آه ..لا قد أجرحُ كبريائي وأنا أرسمُ خطواتي على الرمل وقد أغني أغني للحبّ أغنية جديدة وأستمرُّ بالغناء قد لا يحدث هذا ولكنْ أصبحَ الوردُ يشوكني لا ألتجئ إليه إلا قليلا؟ أسألُ نفسي غريزيا ما سرُّ هذا الرفض؟ ما وراء حسن نية الورد؟ ربما لا يفصحُ الوردُ عن رغباته الفعلية؟ أعتذرُ من الزميلات الوردات وأرشها برذاذ عطري وأذيبها براحة اللذات في دمع معتق – كي تصالحني وأغني للورد أغنية جميلة تصافح الوفاء بروضٍ متملقٍ مخمور ينتظرُ المغيبَ تتبادل القبلات مع فجر يتيم الأبوين ينتحب على شباك غريب. وأغني للحزن أغنية جميلة تقصُّ جراحاتي بنهم شديد لساعات طويلة تشربُ نخبَ الورد نخبَ طلائع الورد الخائبة والأقمار تتسكعُ كشهاب أنهر من أيّ نهار تمتطي ظلّ الأثير الأزعر برغبة ملحة ( لكن الشوك لا يغار) الشوك المسكين الرازح تحت عبء ثقيل الراسف في مئات الأغلال لا يزعجه شعور ستضحكني الغابات كيف تثور...ههههه وفصاحة الأهواء حيث تبلغُ حدَّ النفور سأعزفُ ألحانَ الرياح بسموٍّ قبيح وأستريح ( لم يصبني شيء) لتختنق الرياحُ قليلا لو شئت أفكُّ غطاء الشمس عن ظلي لأسحق الأرض ستحبني لهنيهة قبلَ كلِّ النساء ؟ ستعرفُ أني عالم مضيء من الناس السعداء؟ ستحبني أكثر من أنشودة فراشية تعجُّ بالعزاء؟ ستحبني أكثر؟ لو أنني ظلُّ شجرة بكماء تستميل النفوس بموسيقا العراء ؟ سوف يحبني ولو كنتُ أجملَ من قصيدة غنائية مشبعة بالغناء؟ ستستحيل شتى طقوس الكنار يا حبيبي ستحبني أكثر ! لكنني امرأة مزيّفة ...لا تغار ولو زحفَ الليلُ لا تهاجم أسوار الإنكار يؤلمني الوقتُ ..حين يهزني ولو هشّمتني لقطع صغيرة – سيؤلمني أيضا سأرتفع إلى أعلى القمر بزيفي وأنوثتي وأكتسحُ بعدا بعناية وهدوء أتجهنم أكتسحُ الانكسار فلستُ أنا الملومة من أرض تخون نيسان حين تمشي عليها فتناديك: أيااااااااااااااااار ولستُ أراقصُ غبار الطلع حين تغردُ حولك ثعالبُ آذار أنا نصفي خداعٌ.....نصفي الثاني دمارْ ( ومنها ما تفحّم الأحجار ) ستحبني قليلا؟