صدر حديثا عن المطبعة والوراقة الوطنية بمراكش كتاب "الخصائص الأسلوبية للنص الشعري: مرتكزات نظرية ومحاولات تجريبية"، في طبعته الأولى 2014، من تأليف د.عبد الحكيم المرابط. ويقع الكتاب في 144 صفحة من الحجم المتوسط. ويسعى هذا العمل إلى رصد ما توصلت إليه الدراسات النقدية الحديثة في تأسيسها لعلم الأسلوب في علاقته بالنص الشعري، ثم محاولة السير قدما نحو التفكير في إنتاج إضافة جديدة، لتغطية الجوانب التي تبدو ناقصة أو مغيبة عما وصلت إليه الدراسات السابقة، وذلك بمحاولة خلق حوار بين ما خلفه التراث النقدي العربي من قضايا نقدية ذات صلة وطيدة بالموضوع، من جهة، وبين ما استحدثه النقد الأدبي حديثا، من جهة ثانية. وقد كان الدافع إلى مثل هذا العمل، في وقتنا الراهن، يؤكد الباحث: "ضرورة تحيين القضايا النقدية ذات موقع المطارحة بين القديم والحديث، من أجل الاستدلال على الحيوية المستمرة لتلك القضايا النقدية وقدرتها على مواكبة التطورات التي تلحق مسيرة نقدنا العربي، في كل وقت وحين، والدفع بعجلته إلى الأمام لاستشراف أفق جديدة نحو التقدم والتطور". لهذه الغاية وجد المؤلف في الأسلوبية وعلاقتها بالنص الشعري، أفضل اتجاه نقدي يسمح له بإبراز ذلك، خاصة وأن تراثنا النقدي بمصادره المتعددة ، يضيف الكاتب، يرتكز على الشعر، كما أن نقادنا القدامى يصدرون في أحكامهم النقدية اتجاه هذا الشعر، عن خلفية معرفية متمثلة في العلوم اللغوية بفروعها المتعددة. ناهيك عن كون علم الأسلوب، حسب الكاتب دائما، يشغل حيزا كبيرا ضمن المساحة الواسعة للنقد الأدبي العربي، فشكل الملاذ الأمين وانتشرت تصوراته واتجاهاته في مختلف دراسات النقد الأدبي العربي الحديث، وقدرة الأفكار العامة لهذا العلم أن تتجذر وتستقطب عددا واسعا من الدارسين والنقاد.. ونظرا إلى فرادة علم الأسلوب وما حمله من جدة في معالجة العديد من الإشكالات والقضايا المرتبطة بالظاهرة الأدبية عامة، حاول د. المرابط تخصيص هذا العمل للانفتاح على تجربته لاسيما في علاقته بالنص الشعري. كما سعى إلى تسليط الضوء على طبيعة العلاقة التي ينسجها علم الأسلوب بالنص الشعري، قديما وحديثا، وذلك بتوجيه من أسئلة ملحة في هذا الصدد، من ضمنها: هل من الممكن إقامة أسلوبية النص الشعري باستثمار ما خلفه التراث النقدي من قضايا لغوية لها صلة بالنص الشعري؟ وإذا أمكن ذلك، فعلى أي مستوى من مستويات التحليل الأسلوبي يستطيع إفادتنا التراث النقدي في إقامة أسلوبية النص الشعري؟ أهو المستوى الصوتي أم المستوى التركيبي أم المستوى الدلالي أم هذه المستويات في مجملها؟ وهل استطاع النقد الأدبي العربي الحديث، في سعيه نحو تحديث رؤيته النقدية، أن يسبر أغوار الخصائص الأسلوبية للنص الشعري بالاستفادة من التراث النقدي، أم أنه ظل تابعا في بلوغ ذلك إلى ما حققه النقد الغربي؟ جذير بالذكر أن د. عبد الحكيم المرابط من مواليد مدينة زاكورة جنوب المغرب، باحث في الدراسات النقدية واللغوية، حاصل على الدكتوراه في اللغة العربية وآدابها من جامعة القاضي عياض مراكش، له مقالات منشورة في مجلات مغربية وعربية، فاعل جمعوي..