كان الافتتاح،و كانت اللقاءات و كانت الورشات،لكنني لم أكن حاضرا في الموعد،فلقد كان حضوري في اللحظات الاخيرة من عمر هذا الملتقى،ففي جو حميمي مفعم بقيم الحب و الجمال كانت اللحظات..لحظات البدء و طي مسافات الماضي،بحثا مسافات أخرى حالمة و مبدعة بكل تفاصيل الحكاية،ذلكم الإمتداد الجميل المختلط بطموحات مبدعين كبار أسهموا في رسم خطوات المبدعين الصغار المتألقين في سماء مدينة جميلة رائدة على مختلف الأصعدة، و تبحث عن نفسها بين توهج خطوات الكتابة، و بين امتداد حكاياتها الممتدة لمسافات أخرى أكثر احتراقا..أكثر هوسا. هي إذن الحكاية و في مساء مشوق..ممتع و ساحر و جميل تختتم فعاليات الملتقى الوطني الثاني للقصة القصيرة بتارودانت الذي نظمته جمعية مبدعي ابن سليمان الروداني بتارودانت ونادي الإبداع الأدبي والمسرحي ابن سليمان الذي ساهمت في دعمه عمالة تارودانت وبلدية تارودانت ومنذوبية وزارة الثقافة بتارودانت وجمعية سوس ماسة درعة للتنمية الثقافية ومؤسسة إقرأ للتعليم الخصوصي، و بالتلي عاشت حاضرة سوس تارودانت أيام 17-18-19 يناير 2014 جوا قصصيا متميزا بمشاركة عدد من الأسماء الوازنة في الساحة القصصية والسردية عبر ربوع هذا الوطن من طنجة و الدارالبيضاء و الصويرة و أكادير و الجديدة و شتوكة و أولادتايمة،و أولادبرحيل و بولمان و وارزازات و زاكورة... في اليوم ما قبل الاخير خلال الساعة الرايعة مساءا تفاصيل الملتقى كانت على موعد مع توقيع اصدارات رائعة:المجموعة القصصية الرجل الذي فقد ذيله للقاص الجميل عز الدين الماعزي،و المجموعة القصصية سيرة ذاتية للقاص الرائع محمد البغوري،و المجموعة القصصية أجساد فقط للقاص المتألق محمد بوشيخة،كان لقاءا جميلا رسم ملامح إبداعية تجسد عمق الكتابة القصصية لهؤلاء المبدعين بمختلف تلاوينهم. و خلال الساعة السادسة و النصف عشنا أبهى اللحظات مع قراءات قصصية أبدع فيها نخبة من القاصين المشاركين في فعاليات هذا الملتقى و أتحفتنا القاصة ربيعة عبد المالك بقصتة جميلة،كما أتحفتنا القاصة خديجة المسعودي بقصتها وجهان لبياض واحد،و عشنا لحظات ابداعية أخرى مع القاص مبارك السعداني في ثلاث قصص قصيرة الاولى بعنوان صورة و الثانية عنونها بفيض أما الثالثة فكانت بعنوان اجتهاد،كما قدمت لنا القاصة الرائعة عائشة بورجيلة قصتها رسالة ذبابة حمارية الى حمار،فيما قدم لنا القاص حسن الرموتي قصته التمثال. و بعد معزوفات موسيقية بواسطة آلة العود مع للفنان و الموسيقي سعيد عكرود،كان للحضور مرة أخرى قراءات اخرى،حيث عشنا مع قصتين الاولى بعنوان غير مرغوب فيه،و الثانية بعنوان ماسبب الاعتقال للقاص المتألق أحمد الهاشمي،كما أتحفنا القاص عبد السلام هيلالي بقصته الجميلة فرار الليل،و قصة أخرى بعنوان ديم قدمها لنا القاص الشاب أيوب مديان الفائز بالجائزة الاولى خلال الدورة الاولى،كما كنا على موعد آخر مع قصة بدون عنوان للقاص و المهلوس المتألق شكيب أريج،و بعد أن أتحفتنا القاصة خديجة المسعودي بأغنية جميلة اختتم القراءات بقصة قصية بعنوان الحداد المؤجل للقاص الرائع محمد كروم مؤسس الملتقى. كما عاش الملتقى حكاية من نوع آخر تجسد في سمر موسيقي و شعري و قصصي خلال الفترة الليلية،و عرفت هذه الليلة الابداعية حضورا لمبدعين كبار كالشاعر مولاي الحسن الحسيني و القاصة ليلى الشافعي،و القاص ادريس الجرماطي،القاص احمد الهاشمي،القاص عز الدين الماعزي،القاصة ربيعة عبد الكامل،القاص محمد البغوري،القاص ادريس خالي،القاص محمد بوشيخة،القاصة عائشة بورجيلة،القاص كريم بلاد،القاص البشير إريكي،شكيب اريج،القاصة فاطمة الزهراء العشرات،القاص محمد ليبوركي،القاصة ميمون ام العيد،القاص امبارك السعداني،القاصة خديجة كربوب،القاص أيوب مديان،المبدع البشير إريكي و المبدع مولاي الحسن الادريسي..و مبدعون آخرون، بالاضافة الى مبدعي و مبدعات نادي الابداعي بثانوي سليمان الروداني. و صباح يوم 19 يناير كنا في موعد مع الباحث المتألق نور الدين صديق في جولة سياحة لمآثر مدينة تارودانت من السور القديم بالقصبة و باب الزركان الى السجن القديم و دار البارود في كورونولوجيا تاريخية عن هذه المآثر و عن تارودانت بصفة خاصة. و اختتم اللقاء في عناق حار بين مختلف المشاركين و المشاركات الذين ضربوا الموعد في الدورة المقبلة لطي المسافات الجميلة بحثا عن مسافات أجمل السنة المقبلة شاكرين كل المساهمين على إنجاح هذا الملتقى. و للتذكير فقد عرف الملتقى عدة إنشطة و من ضمنها حفل الافتتاح الذي أعلن فيه عن الفائزين بالمسابقة القصصية أضافة الى العديد من الورشات قصصية لفائدة التلاميذ و توقيع اصدارين...