بقدر ما «ارتفعت» تصفيقات الحاضرين تحت سقف القاعة، «نزلت» دموع التأثر من عيني الكاتب والقاص عبدالحميد الغرباوي لحظة تكريمه، وتسليمه هدايا هذا التكريم، على هامش «المهرجان الوطني الأول للقصة القصيرة جدا» بخنيفرة، وظهر الرجل باكيا ومتأثرا للغاية عند إلقاء كلمته التي افتتحها بعبارة: «حمدا لله أنني أعيش هذه اللحظة وأنا حي بينكم»، في إشارة منه للتقاليد التي لا تعترف بالعطاءات إلا بعد وفاة صاحبها، كما قال «اخترت الصمت لأن اللحظة تتجاوز شغبي»، و»فضلت الإنصات إلى قلبي تجاوبا مع اللحظة، وأنا أعرف أسماء كثيرة تستحق التكريم لكن لتسمح لي بانتشاء هذه اللحظة الجميلة»، وبما أن دورة المهرجان تحمل اسمه، فقد سبق للمنظمين، في لقاء صحفي، أن أوضحوا أن هذا الاختيار «لم يكن عبثا بقدر ما كان نابعا من تأمل للمشهد الثقافي بالمغرب»، مع وعي كبير بقيمة هذا المبدع المتعدد. البيان الختامي للمهرجان القصصي أكد على إدراك الجميع ب «جدوى الكتابة في تنمية الوعي وترسيخ قيم الحداثة والكرامة الإنسانية التي لا تكتمل حياة الإنسان بدونها»، كما أعلن عن دعم المشاركين في المهرجان ل»مطالب التغيير والتحديث، وخاصة شباب 20 فبراير وتطلعهم الوطني والإنساني إلى مجتمع ديمقراطي بكل المعاني الإنسانية العالمية للديمقراطية»، مع «الانخراط الايجابي في معركة هؤلاء الشباب التي يخوضونها بكل الوسائل السلمية الحضارية»، ولم يفت البيان «دعوة المثقفين الشرفاء في بلدنا إلى دعم نضال الشباب وتهيئ تربة وطنية حرة لإنتاج الثقافة وتوزيعها واستهلاكها بشكل ديمقراطي حر وعميق»، أما التوصيات فقد أجمع المشاركون من خلالها على «جعل المهرجان الوطني تقليدا سنويا وتطويره كي يصبح عربيا»، و»الحرص على طبع أشغاله في كتاب توثيقا لذاكرة الملتقى»، إلى جانب الالتزام بمحوره في جنسه الأدبي، سواء القصة القصيرة جدا أو القصة القصيرة. ومعلوم أن خنيفرة عاشت على مدى أيام 8، 9 و10 أبريل الجاري، على إيقاع فعاليات المهرجان الأول للقصة القصيرة جدا، هذا العرس القصصي الذي تجاوز صداه الحدود الترابية ليبلغ مختلف أرجاء الوطن، حيث عرف مشاركة العديد من القصاصين والمبدعين والنقاد، ومن حسنات هذه المحطة الإبداعية احتفاؤها بجنس القصة القصيرة جدا، وبناء جسور ممتدة بين قصاصي مختلف مناطق البلاد، ولإعطاء هذا الجنس القصصي استمراريته تم تخصيص ورشة للكتابة القصصية على هامش المهرجان، ومنحت جوائز تحفيزية لسبعة من تلاميذ الأولى والثانية باكالوريا، هم منى ياقوتي، نجاة ولد البيضة، عبداللطيف باجي، يوسف والياس، مريم أجدي، كنزة غاغا، المصطفى مبارك، إضافة إلى أصغر مشاركة اسمها أسماء ملوكي، وكانت نية المنظمين من وراء ذلك هو ضمان تقليد ملائم لحب كتابة وقراءة الإبداع القصصي في أفق تكوين جيل من مبدعي «القصة القصيرة جدا» يضاف إلى المشاركين في التظاهرات المقبلة على خلفية أمل المنظمين في جعل المهرجان محطة ثقافية سنوية، وسبق للمنظمين أن عبروا عن أملهم في قيام مختلف جمعيات المدينة ومؤسساتها الثقافية بتطوير هذا المهرجان نحو أفق أرحب يكون ملتقى للمبدعين من المحيط إلى الخليج. «التظاهرة القصصية» افتتحت بكلمة لعامل الإقليم الذي أعرب عن أمله في انفتاح المهرجان مستقبلا على أصناف أدبية أخرى في سبيل جعله مناسبة للحوار والتبادل الثقافي بين رجال الأدب، كاشفا للحاضرين عن جملة من البنيات والمشاريع الثقافية الجاري أشغالها حاليا في إطار برنامج تأهيل المدينة، ومنها المركب الثقافي ودار المواطن ودار المنتخب، لكون الثقافة عنصراً أساسياً في صلب أي مشروع للتنمية الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، بينما ممثل جهة مكناس تافيلالت ركز على أهمية الانخراط القوي في فتح مختلف مجالات المشروع الحضاري الذي وضعت بلادنا فيه أقدامها، ولم يفته تثمين دسترة الأمازيغية من خلال الخطاب الملكي للتاسع من مارس الماضي، أما رئيس المجلس الإقليمي فرأى في التظاهرة الثقافية خطوة جبارة من أجل المساهمة في تغيير الصورة النمطية عن هذه المدينة الحاملة لزخم عريض من الثقافة والحضارة والتاريخ العريق والمؤهلات الطبيعية، تلاه رئيس المجلس البلدي الذي اعتبر التظاهرة بدوره مكسبا ثقافيا هاما وذات وزن ثقيل بالنسبة لمسار البعد الثقافي، ومناسبة لتأهيل الموروث الثقافي للمدينة التي تستعد لتدشين بنيات ثقافية قريبا. أما منتدى جذور للثقافة والفن، فجاءت كلمته ثقافية وإبداعية بامتياز، جدد فيها إيمانه ب»أن المدخل الحقيقي للتنمية المحلية في بعدها الشامل والمستدام رهين في المقام الأول بتشييد فعل ثقافي نبيل لا ينفصل عن تأسيس وعي استراتيجي سديد»، كما رأى المنتدى «أن إرساء الفعل الثقافي ليس بالأمر اليسير بالنظر إلى قسوة التاريخ من جهة، وفتور الإرادة الناجم عن فقدان الثقة في قدرة الثقافة على التغيير والتنوير والإصلاح من جهة أخرى»، لكن الحب الدفين الذي يملك علينا كل أطراف أحلامنا المشرئبة إلى معانقة القيم الأصيلة التي تمنحنا إياه الثقافة، تضيف كلمة المنتدى، «جعلنا مفعمين دائما بالأمل في اجتراح هذا المبتغى الجموح مهما تنوعت الموانع والإكراهات»، أما جمعية الأعمال الاجتماعية لموظفي وزارة الداخلية، المنظمة للمهرجان، فلم يفتها الإعلان أن مهرجان القصة صار حقيقة وواقعا بهذا الإقليم الذي ينام بين أحضان شجر الأرز وأم الربيع، متمنية أن يصبح تقليدا سنويا في أفق أن تكون الثقافة مكوناً رئيسياً في المجتمع المحلي. الستار رفع عن صميم فعاليات المهرجان بندوة «القصة القصيرة جدا بين التأسيس والتجنيس»، والتي كان طبيعيا أن يقودها شيخ القصة القصيرة، أحمد بوزفور، إلى شط الأمان بحكمته الإبداعية المنتشية دوما بحريق الأسئلة وعوالم المبدع المتجددة، وشارك في الندوة عدة نقاد وقصاصين، بينهم حميد لحميداني بورقة حول «ظاهرة القصة القصيرة جدا في المغرب»، تناول من خلالها تاريخ تداول مصطلح القصة القصيرة جدا منذ صدور كتاب نقدي للسوري أحمد جاسم الحسين، وكيف أن هذا المصطلح تطور وتمخض بعد تجارب إبداعية عديدة، كما كشف لحميداني عن حصاد ما تم إنتاجه من حقل جنس القصة القصيرة جدا بالمغرب، إذ شارف ال 50 مجموعة، وحوالي 8 مهرجانات ولقاءات نظمت حولها، أما عدد المقالات التي تناولت هذا الموضوع فبلغت زهاء ال 80 مقالة، والنقاد المتتبعون لنمطها تجاوزوا ال 15 ناقدا، ما يعني أن الساحة الثقافية أخذت تعج بهذا اللون القابل للتحليل والقراءة والنقد، يضيف لحميداني الذي لم يفته التوقف عند بنية هذا الجنس القصصي ومفهومه وخصائصه ودلالته، وعلاقته بالأشكال السردية والأدب والشعر والفن التشكيلي، وتصيد هذا الجنس للمواقف وتفكيكها من أجل التعبير عن الواقع والميل إلى الرمز أحيانا والنكتة أحيانا أخرى. أما محمد رمصيص فقرأ، من خلال «عتبات تأملية في القصة القصيرة جدا»، تاريخ جنس القصة القصيرة جدا، ولم يفته التذكير بأولى مجموعة في المغرب صدرت عام 1983 مع إبراهيم بوعلو في مجموعة «50 أقصوصة في دقيقة»، وفي السياق نفسه تحدث عن صوت الراحل المهدي الودغيري كمرحلة تأسيس، ليتم التدرج إلى مرحلة النضج التي مرت عبر الهوية والشك في أفق التجنيس، متوقفا عند حالة السرد والنص والحذف والكثافة وسؤال المعنى والتأويل والوعي الجمالي، وتساءل «إن كان البياض أيضا عبارة محذوفة؟»، قبل أن يشير إلى عدد من مبدعي القصة القصيرة، بينهم سعيد منتسب ومجموعة «الجزيرة الزرقاء»، والكتابات المغرقة في الاقتضاب، والرهانات الجمالية في القصة الوميضة بوصف جنس القصة القصيرة مغامرة وإن قصر حجمه، في حين جاءت سعاد مسكين بورقة حول «القصة القصيرة بين البدايات والتراكمات» لتغوص في أعماق اتجاهات القصة الطويلة والقصيرة والقصيرة جدا، وارتفاع نسبة كتاب هذا النمط القصصي الجديد، وطرحت مسكين عدة تساؤلات حول حدود تأسيس القصة القصيرة جدا في ارتباطها بالقصة القصيرة، انطلاقا من تحليلها لنشأة الجنسين القصصين ومدى الاختلاف والعلاقة بينهما، وكيف ينظر النقاد للقصة القصيرة جدا والجماعة التي تبنتها والصحافة التي ركبت موجتها، مع تحديد أنماط هذا الجنس القصصي وآفاقه وموضوعاته، مع سؤال عريض يطرح نفسه حول ما إن كان القارئ في حاجة إلى تقبل القصة القصيرة جدا أم أنها أجبرت شكلها عليه. ومن جهته شارك خليفة بابا هواري بمداخلة عنوانها «القصة القصيرة جدا الحدود التصنيفية للجنس الأدبي»، سافر من خلالها عبر مفهوم الجنس الأدبي؟ كنوع وتوجيه وانشغال ونتيجة لأعمال الكتابة، وقوة لها سلطة إبداعية، لينتقل نحو تفكيك نظرية التجنيس في النص الإبداعي، وأشار بابا هواري إلى الذين يشبهون القصة القصيرة جدا بالنكتة حيث رأى «أن لا علاقة بين هذه وتلك»، قبل تطرقه لدور النشر التي ليست هي من تحدد أو تختار نصوصا بل هي تقوم بدور الطبع والنشر، ذلك حتى لا يتم منح هذه الدور صبغة ثقافية، ومن «إضاءات في مسألة التجنيس» قام المتدخل بعدة رؤى نقدية في بعض القصص القصيرة جدا. وحيث «قبل البداية كان الحكي»، عرف الناشط الجمعوي، جواد صابر، تسيير الندوة المخصصة لقراءة في مجموعة «دموع فراشة» للقاص حميد ركاطة، وشارك فيها محمد يوب الذي تناول تطور السرد القصصي القصير جدا، قبل أن يدخل في قراءة سيميائية لغلاف المجموعة، والعين المنسدلة من السماء ودموعها المالحة، والفراشة التي ترمز للكائنات البشرية الضعيفة التي تبحث عن الحقيقة والخلاص فتحترق بمجرد وصولها إلى النور في أجواء ملبدة بالغيوم السوداء، وكيف أن الدموع هي المتنفس الوحيد أمام الواقع المرير الذي تنتفي فيه كل قيم العدالة والمساواة، وكل شخصيات المجموعة لها رؤية موحدة إلى العالم، رؤية تحمل صفة التناقض، لكنها تنشد إلى تحقيق عالم منسجم، أما زمن قصصها، يرى محمد يوب، ف»يجمع بين زمنين، زمن الوقائع، أي الزمن الذي وقعت فيه أحداث القصص، وزمن القص وهو الزمن الذي سرد فيه القاص هذه القصص»، في حين جاءت قراءة حسن البقالي لمجموعة حميد ركاطة من زاوية ما يحمله هذا العمل القصصي من أحداث وشخصيات ومشاهد وخصائص، ليتوقف عميقا حول الدال والمدلول فيها، انطلاقا من نموذج قصة «ندف من حزن» ليسبح البقالي بين أسطر «دموع فراشة» بوصف دقيق لمعانيها في زمن يعاني من «تسونامي الردة» الذي تتعرى فيه المساحيق وتعجز الأشياء عن الحب، أما محمد عياش فقد لجأ من خلال تأملاته في عتبات مجموعة ركاطة إلى استجواب «ديمقراطية الإبداع» والرجات التي تحدثها النصوص، وكيف أن الرقم السري للقصة مدفون وراء المحدد الإبداعي، وبينما توغل محمد عياش في حديثه عن تقنيات الوصف في بعض النصوص عرج باتجاه جولة نقدية في ما حملته فراشة حميد ركاطة من سيناريوهات وتمفصلات لغوية ودلالية. مشاكس المهرجان، القاص الجميل عبدالله المتقي جاء إلى الندوة بقبعته المألوفة وهو يتأبط «بروتريه بالكلمات» لحياة حميد ركاطة بأسلوب قصصي بديع، منذ سقوط هذا القاص من الرحم، وعائلة الجبلي والفقيه و»اللوحة» وعشق الموسيقى واصطياد الفراخ، إلى مرحلة حب المسرح والدراسة بالإعدادي والجامعي والاتحاد الوطني لطلبة المغرب، وقصة الاختفاء لمدة أربعة أشهر عن أعين المخبرين، وإلى حين تخرجه مدرسا يوم شد الرحال من مكناس الزيتون إلى جبال القحط بالجنوب، وبعدها إلى خنيفرة واختيار تربية الأجيال على فن الركح قبل ميلاد «دموع فراشة»، وهي المجموعة التي قرأ منها صاحبها خلال الندوة جملة من النصوص. وبالرغم من أن المهرجان جاء أساسا للاحتفاء بالقصة القصيرة جدا، فقد أبى المنظمون إلا أن يكون مسك ختامها بتقديم ديوان شاعر الضفة الأخرى، قاسم لوباي،cité métaphore (المدينة المجاز) من طرف الصحفي محمد الحجام، مدير «ملفات تادلة»، هذا الأخير الذي تناول في مداخلته حكاية مؤسسته مع نشر الكتب «اعتبارا لما اكتشفناه من كنوز إبداعية ومعرفية تحتاج إلى تعريف»، لأن «كل ما ينتجه البشر يحتاج إلى العلوم المعرفية والتجريبية والإنسانية من جهة، ومن جهة أخرى يحتاج إلى الوجدان والإبداع والتحرر»، حيث أن «الذات المبدعة تطمح إلى كل ما يتجاوز الفضاء الخارجي»، وعن ديوان قاسم لوباي اكتفى محمد الحجام بسؤال: «كيف لي أن أقدم عمل هذا الشاعر وهو في الأصل جزء من الإبداع الرافض لكل تقديم وتدخل؟»، إلا أنه عبر عن افتخاره بتمكنه من إخراج ديوان هذا الشاعر إلى النور «بعد سنوات طويلة لم يراكم فيها لوباي غير المجاملات العقيمة»، حيث تجد في ديوانه «شعرية الترحال وخيال المهووس بمكونات الزمن والنهر وخنيفرة الثائرة دوما والجميلة جدا رغم الخدوش التي على وجهها»، ولم يفت الشاعر لوباي قاسم أن يملأ المكان ببعض قصائده الموشومة بالصور البلاغية المعبرة، فأشعر للحب والانتماء للمدينة والحياة والذاكرة. أما القاص والشاعر صاحب ديوان «فصوص من سديم»، م. المصطفى شراف، فاستطاع أن يكون متألقا في تسيير «الوجبة» الأولى من القراءات القصصية، وقد رأى بلغته المتميزة «أن للقصة القصيرة جدا فرادة الافتتان باللغة، إذ هي إلى جانب دراماها تعبق بوميض اللحظة وفجائية المصير، هكذا كان الحكي متجانسا حكائيا في احترامه لوعي تجنّسه ومتباينا مرة أخرى حين يرفض المعيار»، في حين كان صاحب «مساؤك بارد كالخيانة»، عبدالله المتقي، في الموعد لتقديم «الوجبة» الثانية من القراءات، وهو المتورط حتى النخاع في حب الجنس القصصي والمتسلح دوما بخطاب السخرية في تعريته لحماقات المجتمع، فقرأ القصاصون المشاركون في «الوجبتين» قصصهم المتسمة بالإبداع الجميل، باللغتين الأمازيغية والعربية، في انسجام بين الفكرة والتكثيف، ومن المشاركين من كتاب القصة، عبدالله المتقي، عبدالحميد الغرباوي (عريس برائحة الصعتر)، حسن البقالي، حسن برطال، السعدية باحدة، البشير الأزمي، كريمة دالياس، حميد ركاطة، محمد معتصم، إبراهيم أبويه، عبدالحكيم باكي، عمر طاوس، أوسعيد لحسن، خديجة أبرنوس، إسماعيل غزالي، عبدالسلام بلقايد، محمد الشايب، محمد سعيد الريحاني، صخر المهيف، محمد الحاضي، أحمد السقال، الحبيب الدايم ربي، نعيمة القضيوي الإدريسي، عبد الغني صراض، عبد الغفور خوى، محمد منير، بوعزة الفرحان، محمد أكرض الوريني، عبدالرحيم التدلاوي، محمد محقق، خليفة بابا هواري، عبداللطيف الهدار، المصطفى فرحات، عبدالرحمان الوادي، عمر الحمزاوي، محمد آيت حنا، إدريس الواغيش، محمد العلوي ناسنا، أحمد بهيشاوي، عبدالسميع بناصر، ثم إسماعيل اليحياوي الذي قرأ عبدالله المتقي نصوصه بالنيابة. المهرجان الوطني الأول للقصة القصيرة جدا، من تنظيم جمعية الأعمال الاجتماعية لموظفي وزارة الداخلية بخنيفرة، بتنسيق مع منتدى جذور للثقافة والفن بخنيفرة، وشراكة مع مجلس جهة مكناس تافيلالت والمجلس الإقليمي لخنيفرة والجماعة الحضرية لخنيفرة، وقد رافقته في أيامه معارض للفن التشكيلي والكتاب، من توقيع جمعية وشمة ودار التنوخي، واختتم بتوزيع شهادات تقديرية على المشاركين والإعلاميين والداعمين، ليسدل الستار على فعاليات طبعته الأولى برحلة استطلاعية للتعريف بما تزخر به المنطقة من مؤهلات طبيعية، بتنسيق مع نادي إسمون نعاري وجمعية مدرسي علوم الحياة والأرض، حيث عاد الباحث مصطفى فروقي بضيوف المهرجان إلى قدسية الماء لدى الأفارقة القدماء والهنود الحمر والرومان، ليدخل بالجميع في قصة بحيرة أكلمام أزكزا ومدلول اسمها الأمازيغي، وما نسج حولها من أساطير وحكايات، وما تناقلته الذهنية الخالدة بالقول إن هذه البحيرة كانت عبارة عن منتجع للرحل به بئر، وفي إحدى الليالي ملأت إحدى النساء قربتها من هذا البئر ونسيت إغلاقه ما جعله يفيض ويحدث طوفانا إلى حد إغراق كل شيء، بما في ذلك الرحل وخيامهم ومواشيهم وحينها تكونت البحيرة، ولم يفت أعضاء جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض بدورهم المشاركة في الهواء الطلق بورقة حول مؤهلات الإقليم الطبيعية والسياحية والمائية والغابوية، وقيمة شجر الأرز والغطاء النباتي وخصوصياته، ودور التحسيس البيئي في حماية الثروة الغابوية. ومن حق الجميع التعبير عن بالغ الاستياء حيال غياب القناتين التلفزتين والإذاعة الوطنية عن الحدث وكم تناسلت التعاليق الساخرة والغاضبة في هذا الصدد حتى أن البعض تساءل :»لو تعلق الحدث بحفل شواء أو فولكلور تشييخي هل ستغيب كاميرات قنواتنا؟»، بينما اقترح آخرون ضرورة تنظيم لقاء حول واقع الإعلام البصري والسمعي ببلادنا وعلاقته بالثقافة.