أجمل اللحظات هي تلك التي نعيشها بين أحضان الإبداع، الذي يشكل هوسا وهاجسا يجثم على أنفاسنا، هي لحظات تسقط سهوا من أعماق الذاكرة، تؤرخ لزمن يسرق مشاهده من يوميات ضائعة في زحمة الانشغالات اليومية، هو جنون أبدي نتنفسه يوما بعد يوم، فهل هناك أجمل من لحظة عناق طويلة مع الكلمة، مع القصة القصيرة، أعترف بأن عشقي للإبداع هو الذي دفعني إلى اقتناص هذه الفرصة لمد جسور التواصل مع عشاق الكلمة الجميلة، وإلى تسجيل لحظات ستظل ذكرى غائرة في أعماق ذاكرة أصيلة الهادئة. كانت الساعة تشير إلى حوالي السادسة مساء والشمس قد رحلت عن فضاء هذه المدينة الساحرة، التي كانت على موعد مع أمسية قصصية يوم السبت 12 فبراير 2011 بفضاء المطعم الثقافي الأندلسي السباق دائما إلى استضافة مختلف اللقاءات الأدبية. وانطلقت فعاليات الأمسية القصصية بكلمة القاص صخر المهيف (مسير الأمسية) مرحبا بالمبدعين والمهتمين بالشأن الأدبي الذين تكبدوا مشاق السفر من مدن مختلفة من أجل المساهمة في الاحتفاء بالقاص المغربي أحمد السقال، ثم أعطى الكلمة للنقد في قراءات عاشقة مع الأساتذة: عبد السلام الجباري (أصيلا)، محمد رمصيص (تيفلت)، حميد ركاطة (خنيفرة)، محمد يوب (الدارالبيضاء)، محمد المهدي السقال (القنيطرة)، محمد الحمزاوي (بن كرير) وتناولت المداخلات قراءة في عنوان المجموعة، الغلاف، اللغة، الأحداث، القضايا، المتن الحكائي، رهانات المجموعة.... وفي جو قصصي وإبداعي تناوب على منصة الإلقاء قصاصين لهم حضور جميل في الساحة الأدبية المغربية، أتحفوا عشاق القصة بنصوصهم الجميلة: أحمد السقال (العرائش)، زهير الخراز (أصيلا)، البشير الأزمي (تطوان)، محمد الكلاف (طنجة)، حسن بواريق (الدارالبيضاء)، رشيد الشباري (طنجة)، وقد أصر الشعراء والزجالين الحاضرين خلال هذه الأمسية على الاحتفاء بالقاص أحمد السقال على طريقتهم الشعرية: ريحانة بشير (الرباط)، سعاد ميلي (سلا)، ثريا القاضي (الدارالبيضاء)، قاسم لباي (جبال الاطلس)، محمد باكي (العرائش). وقد اختتمت فعاليات هذه الأمسية بحفل توقيع المجموعة القصصية: ” وطن وسجائر بالتقسيط” للقاص المحتفى به أحمد السقال، الصادرة خلال السنة الماضية عن مطبعة ليتوغراف والتي حظيت باهتمام كبير من طرف عشاق القصة. وإذا كانت كلمة القاص صخر المهيف أعلنت عن انتهاء فعاليات الأمسية القصصية، فإن التواصل الإبداعي والثقافي سيظل قائما بين مختلف الأسماء المبدعة التي حاولت منذ وصولها إلى أصيلا مد الجسور التواصل فيما بينها عبر نقاشات وحوارات جميلة وجلسات تعارفية، وسيظل الاحتفاء بالقاص المغربي أحمد السقال ذكرى حاضرة بشكل واضح في السجل الإبداعي والتاريخي للمطعم الثقافي الأندلسي...