في عقده الثاني ..أحب زميلة له في الصف..تناول ورقة.. رسم عليها قلبا أحمرا وكتب وسطه كلمة " أحبك " .. ثم دسها خلسة في جيب وزرتها..عثرت عليها في جيبها أثناء فترة الاستراحة..ما إن قرأتها حتى احمرت وجنتاها خجلا.. وأجهشت بالبكاء..سلمتها للمعلم الذي أعلن ساعتها حالة استنفار قصوى..وشرع في البحث عن الجاني..أنكر جميع التلاميذ أنهم كتبوها..خلع عنه وزرة المربي الذي كاد أن يكون رسولا.. وارتدى معطف المحقق" كونان"..طلب من الجميع أن يكتبوا كلمة أحبك ليقارن ويدقق فيها..كان له ما أراد..وبخه وضربه..ولا أحد عرف كيف علم المدير بما حدث..لامه هو الآخر واتخذ في حقه قرار الطرد.. الشيء الذي خلف استياء عميقا لدى التلاميذ .. عقدوا اجتماعا طارئا..في صبيحة اليوم الموالي..أصبحت حيطان المدرسة مخضبة بكلمة "أحبك " مكتوبة باللون الأحمر..سرى الخبر في البلاد كما تسري النار في الهشيم..حضر وزير التربية الوطنية.. وحضر الإعلام بكل أطيافه..طلب الوزير إحضار التلميذ المطرود..ناوله مقص وطلب أن يقص شريط إطلاق اسم "أحبك " على المدرسة..ووجه كلمة للجميع..قال فيها: إن الطفل الذي يرسم اليوم قلبا ويكتب فيه كلمة احبك ويدسها في جيب زميلته.. لن يدس غدا قنبلة في حقائب المسافرين ......... أفاق من حلمه على رنين الجرس يعلن نهاية الحصة ......كان لا يزال يفرك الورقة بين يديه مترددا بين أن يضعها في جيب زميلته أو يمزقها وينسى الحب وما يأتي منه ....فهو على كل حال لن يصبح وزيرا.....