انطلقت الدورة الحادية والثلاثين للجمعية العامة للمركز الدولي لدراسة صون وترميم الممتلكات الثقافية (إيكروم)، التي تتزامن مع الذكرى الستين لتأسيس المنظمة، في تمام الساعة 9:00 صباحاً من يوم الأربعاء الموافق 30 أكتوبر/ تشرين الأول 2019 في مقر منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) في روما، إيطاليا. وستنتهي أعمال الدورة الحادية والثلاثين للجمعية العامة لايكروم في يوم الخميس الموافق 31 أكتوبر/ تشرين الأول 2019. وركز هذا اللقاء، الذي استمر ليومين، على القضايا ذات الصلة والمواضيع الأكثر أهمية التي تتعلق بتعزيز التراث الثقافي، كما وفر منصة هامة لتحفيز الحوار حول النُهج المستدامة لحماية التراث الثقافي والطبيعي والحفاظ عليه في العالم. جمعت وفود الدول الأعضاء لمنظمة ايكروم، البالغ عددها 137 دولة، في هذا الحدث لمناقشة وتعزيز التوجهات الاستراتيجية وخطة العمل للمنظمة، ومراجعة الأنشطة والمشروعات التي نفذتها برامج ايكروم المختلفة خلال عامين 2018-2019. كما تم انتخاب المجلس الجديد لايكروم. وكان الحدث أيضاً فرصة طيبة للترحيب بدولة كوستاريكا، التي انضمت حديثاً لقائمة الدول الأعضاء في منظمة ايكروم. من ناحية أخرى، عقدت جلسة نقاش مواضيعية حول “التخلص من آثار الاستعمار في مجال التراث” كجزء من نشاطات الدورة الحادية والثلاثين للجمعية العامة بتاريخ 31 أكتوبر (تشرين الأول) 2019. كما تم بهذه المناسبة ايضاً تنظيم حفل توزيع جائزة إيكروم التي تُمنح للأفراد الذين ساهموا بشكل كبير في تطوير إيكروم، أو الذين لديهم جدارة خاصة في مجال صون وحماية وترميم التراث الثقافي. في تصريح له بمناسبة انعقاد الدورة الحادية والثلاثين للجمعية العامة، عبر الدكتور ويبر ندورو، المدير العام لمنظمة ايكروم، عن شكره العميق وتقديره البالغ للدعم والتعاون المتواصلين من جانب جميع الدول الأعضاء في تنفيذ برامج وأنشطة منظمة ايكروم. وقال ويبر ندورو: “إن المساهمة السخية للدول الأعضاء في ايكروم هي الركن الأساسي لنجاح جميع مشاريعنا وبرامجنا المنفذة في أنحاء كثيرة من العالم”. وأضاف ندورو: “أتوجه بشكر خاص للبلد المضيف، إيطاليا، التي احتضنت هذا المركز منذ تأسيسه وتواصل تقديم الدعم السخي لمشاريع وأنشطة ايكروم في جميع أنحاء العالم”. تعد إيطاليا مساهماً رئيساً في ميزانية ايكروم، كما أن لديها شراكات علمية وتقنية مؤسساتية طويلة الأمد تساهم إلى حد كبير في المنظمة. وأضاف ويبر ندورو في تصريحه “نأمل حقاً في زيادة هذ التعاون وتطوير اتفاقية مع الشريك الإيطالي لدعم النشاطات المشتركة الرامية إلى حماية وتحسين التراث الثقافي والطبيعي في إفريقيا وأجزاء أخرى من العالم”. تتزامن الدورة الحادية والثلاثين للجمعية العامة لمنظمة ايكروم هذا العام مع ذكرى مرور ستين عاماً على البدء بأنشطة المنظمة. لعقود من الزمن، تعاونت ايكروم مع دولها الأعضاء لدعم هذه الدول في الحفاظ على التراث داخل حدودها وخارجها. من خلال العمل على المستويين الدولي والحكومي، وكذلك مع المؤسسات والمهنيين على أرض الواقع، تعمل المنظمة على إشراك أجيال جديدة من المهنيين وعامة الجمهور وتعريفهم بالاحتياجات الحالية والمستقبلية لصون التراث الثقافي والحفاظ عليه. ضمن هذا الإطار صرّح ويبر ندورو قائلاً:”على مدار ستين عاماً، طورت ايكروم برامجها وأنشطتها على نحو مستمر لمواجهة التحديات الجديدة ومواكبة التطور الدائم لمفهوم التراث الثقافي الذي، بالإضافة إلى تجاوزه للحدود الوطنية، يتعين عليه التعامل مع القضايا الجديدة و المخاطر الناجمة عن آثار تغير المناخ، والحروب المدمرة، والنزاعات، والإهمال بسبب الممارسات البشرية”. وأضاف ندورو: “التنمية المستدامة هي أيضاً هدف رئيس لمنظمة ايكروم، خاصة في بعض المناطق من العالم، مثل إفريقيا. وهذا يشمل دعم فرص ريادة الأعمال وضمان الوصول إلى تعليم جيد ضمن سياق أكثر عمومية للمساواة بين الجنسين”. في هذا الصدد، أطلقت ايكروم مبادرة إقليمية جديدة طويلة الأمد في إفريقيا تركز بشكل أساسي على الشباب وتشركهم في رعاية التراث – صونه، وصموده، وإدارته وتعزيزه بهدف الحفاظ على الثقافة. حول ايكروم ايكروم هي منظمة حكومية دولية تعمل في خدمة الدول الأعضاء على تعزيز عملية صون وإعادة التأهيل لكافة أنواع التراث الثقافي في كل منطقة من العالم. تم تأسيس ايكروم نتيجة للآثار الكارثية التي نجمت عن الحرب العالمية الثانية من دمار واسع النطاق، والحاجة الملحة لإعادة بناء الممتلكات الثقافية. بدأت ايكروم نشاطها بشكل رسمي في مدينة روما في الأول من مارس (آذار) من عام 1959، كنتيجة للدورة التاسعة للمؤتمر العام لليونسكو الذي عقد في نيودلهي، الهند، في عام 1956. بفضل الدعم الذي قدمته حكومة الشارقة، افتتحت ايكروم أول مكتب إقليمي لها في عام 2014، والذي يعمل على التصدي للاحتياجات الملحة لحماية التراث الثقافي المهدد بالخطر في المنطقة العربية. بالإضافة إلى العمل مع السلطات الحكومية لتعزيز إدارة التراث الثقافي، يركز مكتب ايكروم – الشارقة على برامج بناء القدرات من أجل استعادة الصروح الأثرية والتاريخية في العراق وتعزيز التراث الحي في السودان، على سبيل المثال.