بيان صحفي جلسة نقاش موضوعي ومعرض للصور حول إعادة الإعمار بعد الصراع – التعافي والمشاركة المجتمعية روما – إيطاليا، 30 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017 – تابعت اليوم الجمعية العامة للمركز الدولي لدراسة صون وترميم الممتلكات الثقافية (إيكروم) دورتها الثلاثين في روما، إيطاليا، من خلال عدد من جلسات الحوار والعروض التقديمية والاجتماعات فيما بين مندوبي الدول الأعضاء المشاركين. وتركز هذه الفعالية، التي تستمر لمدة ثلاثة أيام خلال الفترة من 29 تشرين الثاني/ نوفمبر وحتى 1 كانون الأول/ ديسمبر 2017، على النهج المستدامة في عملية إعادة البناء للمدن التاريخية المدمرة أوالمتضررة، كما تعمل كمنصة عالمية لمناقشة وإقرار التوجهات الاستراتيجية وخطة العمل للوكالة الثقافية التي تتخذ من روما مقرا لها، وانتخاب المجلس الذي يديرها، وصياغة الدور المستقبلي لها. جلسة نقاش موضوعي حول "إعادة الإعمار بعد الصراع – التعافي والمشاركة المجتمعية" انطلقت اليوم جلسة نقاش موضوعي حول "إعادة الإعمار بعد الصراع – التعافي والمشاركة المجتمعية" كجزء من فعاليات الدورة الثلاثين للجمعية العامة لمنظمة إيكروم. وتهدف هذه الفعالية التي تستمر لمدة يومين إلى معالجة ومناقشة المواضيع التي تتعلق بعملية إعادة الإعمار والتعافي للمدن التاريخية المأهولة بالسكان، سواء كانت هذه المدن صغيرة أم كبيرة. وتركز هذه الفعالية حول السياقات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والبيئية وفقاً لمبادئ إدارة التراث المتكاملة. وحول هذا الموضوع يقول الدكتور ستيفانو دي كارو، المدير العام لمنظمة ايكروم: "سوف توضح نتائج جلسة النقاش الموضوعي دور منظمة إيكروم الذي يتكامل مع عمل الهيئات الدولية الأخرى بهدف النهوض في مجال إعادة الإعمار بعد الصراع للمدن التاريخية، كما ستشكل جلسات الحوار هذه الخلفية لمنتدى حول الموضوع نفسه من المخطط تنظيمه خلال العامين المقبلين". من ناحيته، الدكتور زكي أصلان، مدير ايكروم – الشارقة، المركز الاقليمي لحفظ التراث المادي العمراني والأثري في العالم العربي، الذي يقع في مدينة الشارقة- دولة الإمارات العربية المتحدة، يقول حول هذه الفعالية: "من خلال العروض التقديمية، ودراسات الحالة، والحوارات الجماعية تهدف هذه الفعالية إلى تحديد وفهم المراحل الثلاثة لإعادة الإعمار بعد الصراع للمدن التاريخية". ويضيف الدكتور زكي: "تتضمن هذه المراحل كل من: مرحلة ماقبل الصراع (الوقاية)؛ مرحلة الصراع (الحماية)؛ وأخيراً مرحلة مابعد الصراع (التعافي، الصيانة، الاستدامة وإعادة التخصيص)". في كلمته الرئيسة في حفل الافتتاح، ناقش السيد محمود محي الدين، نائب رئيس مجموعة البنك الدولي لبرنامج التنمية 2030، نطاق التحدي الذي يواجهه خبراء التنمية ممن يعملون في ظروف صعبة وتتأثر بالصراعات. كما شرح دور مجموعة البنك الدولي في هذا المجال، وسبل الوقاية من أجل حماية التراث الثقافي من خلال تقوية إدارة خطر الكوارث والإستعداد المؤسساتي. واختتم السيد محمود محي الدين كلمته بالحديث عن الشراكة التي تجمع بين مجموعة البنك الدولي ومنظمة اليونسكو، حيث قدم ملخصاً عن الورقة العالمية المشتركة التي تم التخطيط لها بعنوان "دمج الثقافة، التعافي وإعادة الإعمار من أجل التنمية الحضرية المستدامة". تهدف هذه الورقة إلى تطوير إطار عمل ودليل عملياتي لفُرق المهمات والممارسين، بهدف توجيههم أثناء عمليات التخطيط والتمويل والتطبيق لأعمال إعادة التأهيل الحضري خلال مرحلة مابعد الكوارث أو مابعد الصراع. وشدد السيد محمود محي الدين على رغبة البنك الدولي في التعاون مع مركز إيكروم في المشاريع والمبادرات المستقبلية. من جهته عرض السيد محمود حمود، مدير المديرية العامة للآثار والمتاحف، خطط الترميم للمباني في مدينة حلب القديمة، والتي تعرضت لدمار متفاوت الشدة، على مدى ستة أعوام من الحرب والنزاع المسلح في سورية. ونوه السيد محمود حمود إلى أن عملية ترميم هذه المباني قد بدأت بتنفيذ عمليات توثيق طارئة، تم اتباعها بالتحضير لدراسات ترميم المباني والأسواق، بالإضافة إلى قلعة حلب والجامع الأموي. ويقول السيد محمود حمود: "ساهمت كل من المديرية العامة للآثار والمتاحف، ومنظمة اليونسكو وبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي في عملية التوثيق، وفي التحضير لتنفيذ أعمال الترميم في مرحلة لاحقة مع مراعاة المعايير الدولية والمحلية". ثم اختتم بالقول: "تم توثيق 130 مبنى، من بين 210 مبنى في عهدة المديرية العامة للآثار والمتاحف". ولاشك أن مرحلة التوثيق هي خطوة حاسمة ضمن إطار عملية الحفظ والترميم، كما يعبر عن ذلك الدكتور ستيفانو دي كارو، المدير العام لمنظمة ايكروم، بالقول: "إن التوثيق أمر بالغ الأهمية لضمان الاستمرارية طويلة الأجل للتراث الثقافي المهدد بالانقراض، مما يشكل الأساس، إذا لزم الأمر، لإمكانية إعادة الإعمار". ويضيف مدير ايكروم قائلاً: "فيما يتعلق بحماية التراث المعرض للخطر، فإن إيكروم على استعداد لتسهيل الحوار بين اللاعبين الرئيسيين وبناء القدرات على أرض الواقع". واستكملت نشاطات جلسة النقاش الموضوعي خلال اليوم الأول بعرض فيلم وثائقي يتناول نشاطات مركز إيكروم المتعلقة بحماية التراث الثقافي في أوقات الصراع، ويسلط الضوء على حالات وأمثلة مختلفة في العديد من المناطق حول العالم. "ماذا بعد اليوم: ظلال التراث" معرض للصور حول إعادة الإعمار بعد الصراع افتتح اليوم معرض للصور، يتعلق بنفس موضوع جلسة النقاش الموضوعي، بعنوان "ماذا بعد اليوم: ظلال التراث"، وذلك في الأكاديمية المصرية في مدينة روما. ويهدف المعرض إلى استعراض التراث الثقافي المدمر في أربعة دول من الشرق الأوسط، ويعرض صور للمواقع قبل وبعد تعرضها للدمار ليبين مدى الضرر الذي لحق بها. وتم تنظيم هذه الفعالية برعاية ايكروم – الشارقة، المركز الاقليمي لحفظ التراث المادي العمراني والأثري في العالم العربي، الإمارات العربية المتحدة، بالتعاون مع الأكاديمية المصرية في مدينة روما. وقد ساهمت شبكة (إيكروم – الشارقة) من الخبراء والمحترفين والمشاركين بالدورات التدريبية، بالإضافة إلى المؤسسات الشريكة التي تعمل بفعالية ضمن بلادها، بتقديم الصور المعروضة في هذا المعرض. وحول هذه المعرض تقول الدكتورة جيهان زكي، مديرة الأكاديمية المصرية في مدينة روما "يتضمن معرض الصور، والذي سيستمر لمدة شهرين، مجموعة من الصور المؤثرة بل والصادمة لمواقع ثقافية وتراثية هامة تعرضت للضرر أو دمرت بالكامل". وتضيف د. جيهان قائلة: "هذا الدمار كان نتيجة للنزاعات المسلحة، أو بسبب قلة الإدراك وعدم احترام الآخر، أو نقص الوعي حول الأهمية المادية والأخلاقية لهذه المواقع والأمكنة، ليس فقط بالنسبة للدول المتأثرة وإنما للبشرية جمعاء". تعرض الصور المشاركة بالمعرض مواقع تراثية مهمة في أربع دول عربية، هي: ليبيا، العراق، سورية واليمن. وتتضمن هذه المواقع كل من المدينة القديمة في حلب ومدينة تدمر (سورية)، مدينة الموصل (العراق)، مدينة صنعاء (اليمن)، وغيرها الكثير. وتضيف د. جيهان زكي: "يهدف المعرض إلى زيادة الوعي، من خلال عرض الدمار والضرر الكبير الذي لحق بهذه المواقع، وذلك بغية التأكيد على ضرورة التحرك السريع للمجتمع الدولي وبشكل جماعي لحماية وترميم والحفاظ على هذه الكنوز المعروضة من أجل الأجيال القادمة". تلعب الأكاديمية المصرية، وهي الأكاديمية الوحيدة من نوعها في مدينة روما التي تمثل العالم العربي وافريقيا، دوراً هاماً في بناء وتعزيز الثقة، والاحترام، والفهم المتبادل بين المجتمعات والثقافات. وضمن هذا الإطار تقول د. جيهان زكي: "من هذا المكان، يمكن للحوار أن يبدأ. ولاشك أن الدبلوماسية الثقافية تملك دوراً عظيماً لتؤديه، وفي مقدمة جدول أعمالها الدعوة للسلام". يؤكد المعرض على الحاجة إلى حماية وصيانة التراث الثقافي، ويدعو إلى السلام والاستقرار في هذه المواقع والمدن والدول المتضررة والمدمرة. وهذا ماتؤكد عليه د. جيهان زكي عندما تختم بالقول: "في نهاية الأمر، الدعوة إلى السلام هي واحدة من الرسائل الأساسية التي يحملها معرض الصور الذي تستضيفه الأكاديمية المصرية اليوم، بالتعاون مع شريكنا، إيكروم". سوف تتابع الجمعية العامة غداً جلساتها ولقاءاتها الإدارية. كما ستواصل جلسة النقاش الموضوعي حول "إعادة الإعمار بعد الصراع – التعافي والمشاركة المجتمعية" أعمالها من خلال العروض التقديمية ودراسات الحالة من عدة دول، بما فيها البوسنة والهرسك، اليابان، لبنان، مالي، المكسيك وسريلانكا. بينما تختتم غداً كلاً من الجمعية العامة وجلسة النقاش الموضوعي أعمالهما بمجموعة من التوصيات والاقتراحات التي سوف تشدد بشكل عام على الحاجة إلى التعاون بين القطاعات والوكالات التنموية المختلفة في قضايا إعادة الإعمار، وفي نفس الوقت دعم وإشراك المجتمعات، مع مراعاة التنوع الثقافي. للمزيد من المعلومات الرجاء الاتصال مع: محمد أدهم السيد مستشار الإعلام والتواصل هاتف: +39 0658553 392 (عربي، إنكليزي، فرنسي) بول آرينسون مدير خدمات المعرفة والتواصل منظمة إيكروم هاتف: +39 340 8621843 (إنكليزي، فرنسي، إيطالي) صوفي جانوسكي المسؤولة الإدارية الرئيسة، منظمة إيكروم هاتف: +39 346 1772569 (إنكليزي، فرنسي) حول منظمة إيكروم تحتفي الجمعية العامة هذا العام بمرور ستين عاما على انطلاقة نشاطات إيكروم. تأسست منظمة إيكروم خلال الدورة التاسعة للمؤتمر العام لليونسكو في نيودلهي، 1956، بهدف دراسة التجارب الخاصة بترميم التراث وإعادة الإعمار في مختلف الدول بعد الدمار الذي تسببت به الحرب العالمية الثانية. وتم توقيع اتفاقية في عام 1957 بين حكومة الجمهورية الإيطالية ومنظمة اليونسكو لتأسيس المنظمة في روما. في عام 2014، افتتحت إيكروم أول مكتب إقليمي لها، وهو ايكروم – الشارقة، المركز الاقليمي لحفظ التراث المادي العمراني والأثري في العالم العربي، الإمارات العربية المتحدة. ايكروم هي المنظمة الوحيدة من نوعها التي تعمل على المستوى الدولي لتعزيز الحفاظ على جميع أنواع التراث الثقافي. ايكروم هي منظمة حكومية دولية تعمل على خدمة الدول الأعضاء لديها. تساهم المنظمة في تحقيق هذه المساعي من خلال توفير المعرفة والأدوات والتدريب لأولئك الذين يعملون بجهد كبير للحفاظ على الثقافة. تعمل ايكروم على المستوى الدولي والحكومي، كما تعمل مع المؤسسات والمختصين الميدانيين. من خلال أنشطة محددة، تهدف ايكروم إلى إشراك وإعلام الأجيال الجديدة من المهنيين والمختصين والعموم حول أهمية الحفاظ على التراث. كما تحافظ ايكروم على شبكة فاعلة ونشيطة من المختصين والمهنيين من جميع أنحاء العالم الذين يملكون الحماس للعمل في مجال التراث وحمايته.