شهد نادي هيئة المحامين بالقنيطرة، مساء يوم السبت 21 شتنبر 2019، حفل تقديم وتوقيع مذكرات: “سنوات الرمل” للكاتب حماد البدوي الذي نظمه “الراصد الوطني للنشر والقراءة”، بحضور ثلة من المبدعين والباحثين والفاعلين الجمعويين والسياسيين والمهتمين بالشأن الثقافي. واستهلت الروائية زوليخا موساوي الأخضري الحفل بكلمة تأملية وانطباعية حول الكتاب المحتفى به لفتح شهية النقاش وإضاءة مختلف جوانبه. وكتاب “سنوات الرمل” عبارة عن مذكرات واظب المناضل والكاتب المغربي حماد البدوي (المقيم بإسبانيا) على نشرها في حلقات على صفحات الفايس بوك، تتناول فصولا مهمة من حياته ومسيرته النضالية، وتؤرخ لجوانب مختلفة من تاريخ فصيل القاعديين ومساره النضالي. وقد ساهم الباحث جمال الفقير بورقة وسمها ب«جدلية الكاتب/الناقد في مذكرات “سنوات الرمل” لحماد البدوي: الأبعاد والدلالات»، تطرق فيها إلى الحديث عن شعرية وصف الأمكنة؛ حيث قدم الكاتب من خلال مذكراته بنية طبوغرافية للأمكنة التي ارتادها بصيغة تحمل الكثير من الأبعاد والدلالات؛ فلم يتردد في وصف الفضاء، ورصد تحركات الشخوص الموجودة فيه، بنوع من الرمزية. كما أشار الباحث في الورقة نفسها، إلى بعض القضايا المتعلقة بالأدب التي وردت بالمذكرات والتي سمحت للكاتب بممارسة النقد والجدل بطريقة توضح شغفه بالأدب واطلاعه الواسع على العديد من الأعمال الأدبية، إلى جانب هوسه بالمذياع الذي صار مع مرور الزمن آلية للتواصل والاتصال مع العالم الخارجي. كما رصد الباحث الآليات التي وظفها الكاتب في كتابة مذكراته (رسائل، مذياع، هاتف، ولقاءات مع مسؤولين شرحا لحالته ووضعه باعتباره معارضا سياسيا)، حيث استطاع الكاتب عبر الكتابة تجاوز حالات الملل والضجر التي كان يعشيها بالصحراء، والخروج من الخزان عن طريق إرادته وعزيمته وصموده، فصارت المذكرات سبيلا للتحدي والصمود.. كما عرف الحفل مشاركة الباحث عبد الله ستيتو بورقة وسمها ب«المذكرات والرسائل بين التوثيق والتاريخ وكتابة السيرة “سنوات الرمل” لحماد البدوي أنموذجا»، استهلها بالحديث عن دلالة العنوان وتصدير الكتاب الذي جاء متناغما إلى حد التماهي مع محتواه، معتبرا مذكرات “سنوات الرمل” وثيقة تاريخية تؤرخ لجوانب عديدة من حقبة هامة في المسيرة النضالية لفصيل القاعديين، ولمجموعة من الأحداث والوقائع التاريخية الماضية (الاحتفالات والمؤتمرات وزيارة البعثات الأوروبية.) التي اطلع عليها من خلال المذياع. كما تحدث في مذكراته عن شغفه بالقراءة واطلاعه على مجموعة من الكتب (اقتصاد، فكر، شعر، رواية…) من أجل فك العزلة وتحطيم الرتابة وتشكيل بعض الرؤى الإيجابية للتشبث بالحياة، باعتبارها أداة لإعادة قراءة الواقع والاندماج فيه عبر تقنية التخييل. وفي الورقة نفسها أشار الباحث إلى الرسائل كآلية لتسريد الهوية، من خلال استعراض بعض النماذج الواردة في المذكرات والتي تؤسس لهوية ذاتية سرديا تتقاطع مع الهوية الجماعية، وختم ورقته بخلاصة مفادها أن المذكرات والرسائل كأجناس عابرة تصلح مادة للحكي عن الذات باعتبارها حطمت طريقة الكتابة النمطية المتعارف عليها في السيرة الذاتية. وهو نوع من الخروج عن المألوف والانزياح عن المعتاد. وفي كلمة بالمناسبة، شكر الكاتب حماد البدوي “الراصد الوطني للنشر والقراءة”، على الاحتفاء، كما شكر الباحثين على إضاءات جوانب مختلفة من مذكراته، ثم تحدث عن تجربته في كتابة “سنوات الرمل”، كما تطرق في كلمته إلى مجموعة من القضايا السياسية والحقوقية والفكرية…، ثم فتح باب النقاش أمام الحضور النوعي الذي ساهم بتساؤلات وشهادات حول تجربة الكاتب النضالية وأدب المذكرات. واختتم الحفل بتوقيع كتاب “سنوات الرمل” على إيقاع الصور التذكارية.