احتفاءً بالشاعرة عوشه بنت خليفة السويدي الملقبة ب (فتاة العرب) نظمت مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية أمسية بعنوان (مغاصات المكان في شعر فتاة العرب الشاعرة عوشه بنت خليفة السويدي) مساء يوم الأربعاء 20 فبراير شارك فيها الباحث مؤيد الشيباني الذي رصد سيرة الشاعرة الإماراتية عوشة بنت خليفة السويدي فتاة العرب (1920 2018) والتي تعد رائدة من رواد الشعر النبطي في الإمارات. كما قرأ الشاعر محمود نور مختارات من شعرها وسط حضور نوعي لجمهور من المثقفين والأدباء والمهتمين. وقد ذكر الباحث مؤيد الشيباني في معرض حديثه عن الشاعرة الراحلة عوشة بنت خليفة السويدي فتاة العرب، أنها تعد من رواد الشعر الشعبي في الإمارات والخليج وقد عُرفت سابقا بفتاة الخليج، وهي من مواليد أبوظبي، اعتزلت الشعر في أواخر التسعينيات وبقيت تروي أشعارها في مدح الرسول (صلى الله عليه وسلم). وعمل الشيباني على إجراء مقارنة بين فتاة العرب ونازك الملائكة من حيث المفردات ذات الدلالة وفضاء المكان وضرب أمثلة شعرية تأكيداً لطبيعة العلاقة التشابهية، كما أشار إلى أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، قد اختار لقب «فتاة العرب»، بعد تكريمها وتقليدها وسام إمارة الشعر في عالم الشعر الشعبي في عام 1989. ثم قرأ الشاعر محمود نور قصائد مختارة للشاعرة، لاقت استحسان الجمهور، ودار بعدها حوار حول الشعر الشعبي وطبيعة مفرداته التي تحتاج إلى عمل دؤوب لتظل حاضرة في المشهد الثقافي، كما طرحت الروائية فتحية النمر سؤالاً هل كتبت فتاة العرب الشعر الفصيح؟ فأجاب الباحث مؤيد الشيباني أنها كتب الشعر النبطي فقط، كما طالب الشاعر حسين درويش بضرورة إطلاق جائزة شعرية باسم فتاة العرب تمنح لأصوات متميزة في لشعر النسائي، على شاكلة جوائز عالمية تمنح لأدب المرأة مثل جائزة فييمنا الفرنسية وجائزة الأورانج البريطانية وغيرها.. وفي نهاية الندوة شكر الدكتور محمد عبد الله المطوع الباحث مؤيد الشيباني والشاعر محمود نور على جهدهما الطيب في الندوة وقدم لهما درع مؤسسة سلطان بن علي العويس التذكارية. بعدها وقع الباحث مؤيد الشيباني كتابه الجديد (بحر عوشه، مغاصات المكان في شعر فتاة العرب الشاعرة عوشه بنت خليفة السويدي) الذي يرصد سيرتها، والصادر حديثاً عن مؤسسة العويس الثقافية ضمن سلسلة أعلام من الإمارات. ويأتي هذا الكتاب الذي حمل الرقم 23 في سلسلة "أعلام من الإمارات" استكمالاً للمشروع الذي أطلقته مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية عام 2012 ليوثق سيرة شخصيات إماراتية تركت بصمتها على المشهد الثقافي الإماراتي. وجاء في مقدمة الكتاب: (إن أبرز ما يصادفك وأنت تقرأ ديوان فتاة العرب، ذلك الكم الهائل من الدلالات والمضامين والرموز الثقافية، بمعطياتها المكانية والتاريخية والاجتماعية على شكل مفردات وصور شعرية ثابتة في مكانها فنياً، وسابحة في فضاء المعرفة موضوعياً. إن هذا التناقض الإبداعي الجميل هو سر الأخذ بهذه التجربة الشعرية إلى ميادين الدراسة والبحث والمتابعة).