كانت الولادة عسيرة، وخرجت القصيدة ناقصة، لو اكتفت الشاعرة بالجلوس على الكنبة ، وقرأت أشياء عن الحب والعاصفة، لواكتفى الشاعر بالنظر في عينيها وتأمل الحديقة، وانتظرا يوما أو يومين لكانت القصيدة مثيرة وناجحة، لو خرجا معا إلى السينما و تمشيا بعض الوقت على الشاطىء، وألقيا حجرا داعبا به البحر الفضي حتى وقت متأخرمن الليل ، على ضوء قمر منزلق بين السحاب والذكريات ، لكانت القصيدة رومنسية لودخلا ملهى ليلي، ورقصا بجنون، و شربا "الفودكا" بنهم ومجون، وصرخا في وجه الحراس الأشرار " وآآآآآآآآع " ، لا كانت القصيدة صاخبة، لو تناولا فطور الصباح، في سوق مكتظة بالباعة المتجولين والمنبوذين، واطعما حماما بليدا اثناء عودتهما، ولم يسرع الخطى ، حتى يأخذا حقهما من المطر الخفيف، لا كانت القصيدة هادئة، لو زارا العائلة بعد الظهر، وشربا الشاي وأكلا خبزا ساخنا مذهونا بزيت الزيتون والعسل الحر، وتحدثا عن الشتاء والصيف والغلاء، وعن ما العمل، لا كانت القصيدة هادفة،لو دهست سيارة الشاعر في الشارع المؤدي إلى المقبرة، وهما في طريقهما لزيارة الجدة، وأردته قتيلا، لكانت القصيدة حزينة ، لو ماتا معا، قبل أن ينظرا أويبتسما لبعضهما و هما يشدان على أيديهما مودعين بعضهما، لكانت القصيدة مأساة .