يجتاز المكتب التنفيذي لاتحاد كتاب المغرب منذ انتهاء المؤتمر السابع عشر، صعوبات كبيرة وخلافات غير مبرَّرة، حالت دون الحضور المأمول والمرغوب فيه للاتحاد بالمشهد الثقافي، ودون تجديد مكاتب الفروع، ودون التمكّن من وضع مشروعَيْ البرنامج الثقافي والميزانية المقدَّرة له، لعرضهما، طبقاً للقانون الأساسي للاتحاد، على أنظار المجلس الإداري للمناقشة والمصادقة. هناك جمود وانتظارية لم يعودا مشروعَيْن ولا مقبولَيْن مِن أحد. إن السِّجَالات والرغبات العَدَائية تجاه رئيس الاتحاد من عضوَيْن من أعضاء المكتب التنفيذي، بلهجة فيها تحامل واستعداء وإساءة، أفْقدَتْ المكتب التنفيذي انسجامه وتوازنه الضروريين للعمل المشترك، وما يحتاجه من ثقة، واختلاف معقْلَن، يُدبَّران في احترام متبادل؛ وأبانَت، فضلا عن ذلك، عن نزوع ابتزازي وانقلابي، مبتغاه إجبار الرئيس وبعض الأعضاء على الاستقالة أو الإقالة؛ ضداً على إرادة الكاتبات والكتاب مِمَّن شاركوا في المؤتمر17، وانتخبوا بحرية، وبشكل ديمقراطي، أجهزة الاتحاد، وصادقوا في الجلسة الختامية على محضر انتخاب رئيس الاتحاد، وأصبحت كلمة الرئيس الختامية بمثابة التزام وتعاقد أخلاقيين مباشرين مع المؤتمرات والمؤتمرين، باسمه الشخصي، وباسم المكتب التنفيذي والمجلس الإداري. إن القبول بهذا النزوع الانقلابي، والعمل بمقتضاه، دون الرجوع إلى المؤتمر وهو أعلى سلطة تقريرية، يشكلان طعناً غير مسبوق في إرادة الكاتبات والكُتَّاب، وفيه إفراغ للمؤتمر من المعنى والجدوى، والحال أنه وحده المخوّل له البت في السابقة، قبولا أو رفضا. لذلك: أدعو إلى عقد مؤتمر استثنائي لاتحاد كتاب المغرب. مؤتمر يقام في يوم واحد، وبجدول أعمال محدَّد ومقصور فقط على انتخاب مكتب تنفيذي ورئيس جديد للاتحاد، مع ما قد يقتضيه السياق من تعديلات قانونية جزئية طفيفة، وذلك في أجل أقصاه ثلاثة أشهر. إن المؤتمر الاستثنائي ليس موجّهاً ضد عضو من أعضاء المكتب التنفيذي الذين أعتز بهم وأقدرهم، وأحترم المخالفين لي في الرأي، بل ضدّ تفكير وممارسة يمثلان سابقة غريبة عن تاريخ المسؤولية في الاتحاد: بدل تعويض العضو المستقيل، إجبار الرئيس على الاستقالة أو الإقالة. في السابقة كذلك، خطَر على مصير الاتحاد، علينا جميعاً نحن أعضاءَه، أَن نتحَلَّى بالشجاعة الفكرية والأخلاقية لتَلافيه، بقطع النظر عن درجة الاتفاق أو الاختلاف فيما بيننا. الرئيس والأعضاء المنتخبون عابرون، أما الاتحاد فباقٍٍِ. إن بقاءه ينبغي أن يظل محمياً بالشرعية الديمقراطية، وباحترام إرادة الكتاب واختياراتهم المعبَّر عنها بحرية في المؤتمر. تلك هي مهمة المؤتمر الاستثنائي، والذي آمل أن يلتف حول الدعوة إليه أعضاء الاتحاد ومسؤولوه بكثافة. لقد قلتُ، وأكرر القول اليوم، إن مجال تفكير الاتحاد واهتمامه، هو بالأساس المغرب، كل المغرب، وثقافتُه بروافدها ولغاتها وتجاربها وأسئلتها المتنوعة، وليس هو هذا الرئيس، ولا هذا العضو أو ذاك. إن اتحاد كتاب المغرب، لن يحافظ على أفقه المشْرَع والمفتوح على ما يتجاوز الأفراد، وهذا الجنس التعبيري أو ذاك، وهذه القضية الشخصية أو تلك، وما يتجاوز الأمزجة والحساسيات، إلا إذا ظل المغرب، كل المغرب أفقا لتفكيره. المغرب المتعدّد ذو التاريخ الحضاري والثقافي العريق، والمنتسب إلى العصر، والمتطلع إلى الإسهام بإبداعاته وبتجربته في الإطار الإنساني الكوني.