في تطور كان منتظرا، أعلن رئيس اتحاد كتاب المغرب عبد الحميد عقار، في بلاغ رسمي، أن هذه المؤسسة الثقافية المغربية العريقة تعيش واحدة من أحلك لحظاتها التنظيمية، التي ترجمت صعوبة واضحة في تدبير الإختلاف والتنازع الذي تحركه عدد من الطموحات والرؤى المتباينة، بين أعضاء المكتب التنفيذي المنتخب أثناء مؤتمره الأخير (المؤتمر 17). مطالبا الكاتبات والكتاب المغاربة بضرورة عقد مؤتمر استثنائي في أفق الثلاثة أشهر القادمة. الأزمة التي تداعت مباشرة بعد إعلان نتائج التصويت على أعضاء المكتب التنفيذي ورئيس الإتحاد، سوف تتفاقم أكثر بعد تقديم عضو من القيادة الجديدة لاستقالته من مهام أمين المال، يوم 19 يناير المنصرم (الشاعر جمال الموساوي)، ومطالبة عدد من أعضاء الإتحاد بإقالة رئيس الإتحاد أو تقديمه لاستقالته لأنه في نظرهم لم يعد مؤهلا لترتيب مشاكل قيادة هذه المنظمة العتيدة. ورغم اتصالنا صباح أمس بعدد من أعضاء الإتحاد، ومن المكتب التنفيذي، فإنهم جميعهم قد تحفظوا عن الجواب رسميا عن التطورات المؤسفة التي يشهدها المكتب التنفيذي، معتبرين أن الحل سيتم إيجاده داخليا، دون الحاجة «للتهليل الإعلامي» الذي لا يخدم أي طرف ولا يخدم المؤسسة. في رسالته، أكد عبد الحميد عقار، رئيس اتحاد كتاب المغرب، أن «المكتب التنفيذي للإتحاد يجتاز منذ انتهاء المؤتمر 17، صعوبات كبيرة وخلافات غير مبررة، حالت دون الحضور المأمول والمرغوب فيه للإتحاد بالمشهد الثقافي، ودون تجديد الفروع، ودون التمكن من وضع مشروعي البرنامج الثقافي والميزانية المقدرة له، لعرضهما، طبقا للقانون الأساسي للإتحاد، على أنظار المجلس الإداري للمناقشة والمصادقة.»، مضيفا، في تحديد للجهات التي يعتبرها مسؤولة عن الأزمة، قائلا: «هناك جمود وانتظارية لم يعودا مشروعين ولا مقبولين من أحد. إن السجالات والرغبات العدائية تجاه رئيس الإتحاد من عضوين من أعضاء المكتب التنفيذي، بلهجة فيها تحامل واستعداء وإساءة، أفقدت المكتب التنفيذي انسجامه وتوازنه الضروريين للعمل المشترك، وما يحتاجه من ثقة، واختلاف معقلن، يدبران في احترام متبادل...». ليخلص إلى الدعوة إلى عقد مؤتمر استثنائي يقام في يوم واحد وبجدول أعمال محدد ومقصور فقط على انتخاب مكتب تنفيذي ورئيس جديد للإتحاد، «مع ما يقتضيه السياق من تعديلات قانونية جزئية طفيفة، في أجل أقصاة ثلاثة أشهر». مختتما رسالته بقوله: «الرئيس والأعضاء المنتخبون عابرون، أما الإتحاد فباق. إن بقاءه ينبغي أن يظل محميا بالشرعية الديمقراطية، وباحترام إرادة الكتاب واختياراتهم المعبر عنها بحرية في المؤتمر. تلك هي مهمة المؤتمر الإستثنائي، والذي آمل أن يلتف حول الدعوة إليه أعضاء الإتحاد ومسؤولوه بكثافة». الشاعر جمال الموساوي، الذي قدم استقالته منذ أسبوعين، كان قد أكد بدوره في رسالته إلى رئيس الإتحاد أنه يأسف للأجواء التي سادت وتسود المكتب التنفيذي الحالي، مؤكدا بالحرف: «إنه بعد 4 اجتماعات فإن الأجواء يطبعها التنافر الذي لا يمكن أن يلتئم، والمزاجية التي لا يمكن استيعابها ولا علاجها، ويبدو أنها أجواء محكومة بحسابات كثيرة لا حدود لها، وبالتالي هي أجواء لا توحي لي بأي أفق للعمل»..