مع تزايد قياسي في عدد السياح الروس.. فنادق أكادير وسوس ماسة تعلم موظفيها اللغة الروسية    حارس اتحاد طنجة الشاب ريان أزواغ يتلقى دعما نفسيا بعد مباراة الديربي    إبراهيم دياز مرشح لخلافة ياسين بونو ويوسف النصيري.. وهذا موقف ريال مدريد    نهيان بن مبارك يفتتح فعاليات المؤتمر السادس لمستجدات الطب الباطني 2024    إقليم الحوز.. استفادة أزيد من 500 شخص بجماعة أنكال من خدمات قافلة طبية    تنوع الألوان الموسيقية يزين ختام مهرجان "فيزا فور ميوزيك" بالرباط    الصحة العالمية: جدري القردة لا يزال يمثل حالة طوارئ صحية عامة    بنكيران: مساندة المغرب لفلسطين أقل مما كانت عليه في السابق والمحور الشيعي هو من يساند غزة بعد تخلي دول الجوار        نادي عمل بلقصيري يفك ارتباطه بالمدرب عثمان الذهبي بالتراضي    مدرب كريستال بالاس يكشف مستجدات الحالة الصحية لشادي رياض    مواقف زياش من القضية الفلسطينية تثير الجدل في هولندا    مناهضو التطبيع يحتجون أمام البرلمان تضامنا مع نساء فلسطين ولبنان ويواصلون التنديد بالإبادة    توقعات أحوال الطقس لليوم الأحد    إعطاء انطلاقة خدمات 5 مراكز صحية بجهة الداخلة وادي الذهب        بعد الساكنة.. المغرب يطلق الإحصاء الشامل للماشية    ما هو القاسم المشترك بيننا نحن المغاربة؟ هل هو الوطن أم الدين؟ طبعا المشترك بيننا هو الوطن..        الإعلام البريطاني يعتبر قرار الجنائية الدولية في حق نتنياهو وغالانت "غير مسبوق"    الدكتور محمد نوفل عامر يحصل على الدكتوراه في القانون بميزة مشرف جدا    فعاليات الملتقى العربي الثاني للتنمية السياحية    موجة نزوح جديدة بعد أوامر إسرائيلية بإخلاء حي في غزة    الأمن الإقليمي بالعرائش يحبط محاولة هجرة غير شرعية لخمسة قاصرين مغاربة    "كوب-29": الموافقة على 300 مليار دولار سنويا من التمويلات المناخية لفائدة البلدان النامية    موسكو تورد 222 ألف طن من القمح إلى الأسواق المغربية    الصحة العالمية: جدري القردة لا يزال يمثل حالة طوارئ صحية عامة    ثلاثة من أبناء أشهر رجال الأعمال البارزين في المغرب قيد الاعتقال بتهمة العنف والاعتداء والاغتصاب        ترامب يستكمل تشكيلة حكومته باختيار بروك رولينز وزيرة للزراعة    الأرصاد: ارتفاع الحرارة إلى 33 درجة وهبات رياح تصل 85 كلم في الساعة    ⁠الفنان المغربي عادل شهير يطرح فيديو كليب "ياللوبانة"    قاضي التحقيق في طنجة يقرر ايداع 6 متهمين السجن على خلفية مقتل تلميذ قاصر    عمر حجيرة يترأس دورة المجلس الاقليمي لحزب الاستقلال بوجدة    الغش في زيت الزيتون يصل إلى البرلمان    مظلات ومفاتيح وحيوانات.. شرطة طوكيو تتجند للعثور على المفقودات    أفاية ينتقد "تسطيح النقاش العمومي" وضعف "النقد الجدّي" بالمغرب    الاحتفال بالذكرى السابعة والستين لانتفاضة قبائل ايت باعمران    كوب 29: رصد 300 مليار دولار لمواجهة التحديات المناخية في العالم    قوات الأمن الأردنية تعلن قتل شخص بعد إطلاقه النار في محيط السفارة الإسرائيلية    المغرب يرفع حصته من سمك أبو سيف في شمال الأطلسي وسمك التونة    دولة بنما تقطع علاقاتها مع جمهورية الوهم وانتصار جديد للدبلوماسية المغربية    المغرب يعزز دوره القيادي عالميا في مكافحة الإرهاب بفضل خبرة وكفاءة أجهزته الأمنية والاستخباراتية    هزة ارضية تضرب نواحي إقليم الحسيمة    لقجع وبوريطة يؤكدان "التزام" وزارتهما بتنزيل تفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية بالمالية والخارجية    مؤامرات نظام تبون وشنقريحة... الشعب الجزائري الخاسر الأكبر    المخرج المغربي الإدريسي يعتلي منصة التتويج في اختتام مهرجان أجيال السينمائي    حفل يكرم الفنان الراحل حسن ميكري بالدار البيضاء    كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة    نمو صادرات الصناعة التقليدية المغربية    الطيب حمضي: الأنفلونزا الموسمية ليست مرضا مرعبا إلا أن الإصابة بها قد تكون خطيرة للغاية    بنسعيد: المسرح قلب الثقافة النابض وأداة دبلوماسية لتصدير الثقافة المغربية    الأنفلونزا الموسمية: خطورتها وسبل الوقاية في ضوء توجيهات د. الطيب حمضي    لَنْ أقْتَلِعَ حُنْجُرَتِي وَلَوْ لِلْغِناءْ !    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قراءة في كتاب: التوجهات العنصرية في مناهج التعليم “الإسرائيلية” – دراسة تحليلية الكتاب من إعداد خليل السواحري وسمير سمعان
نشر في طنجة الأدبية يوم 23 - 04 - 2018

هذا الكتاب هو محاولة لإبراز جوانب التربية العنصرية في مناهج التعليم الصهيونية، وذلك من خلال عينات ونماذج مختارة من الكتب الدراسية اليهودية في المواد الأساسية وهي: (التربية الدينية- التاريخ- الجغرافيا- التربية الوطنية- والأدبيات المتداولة في مدارس الكيان الصهيوني من قصص وروايات).
أوضح الكتاب أنه في عام 1953 قام الكيان الصهيوني بسن قانون التعليم للدولة حيث تنص المادة الثانية منه على “أن التعليم في (دولة إسرائيل) يجب أن يرتكز على قيم الثقافة اليهودية والولاء (لدولة إسرائيل) والشعب اليهودي وتحقيق مبادئ الريادة في العمل الطلائعي الصهيوني”.
وفي ضوء ذلك يقول “آحاد هاعام” وهو أول من دعا إلى إنشاء جامعة عبرية في فلسطين:” إن بناء مدارس صهيونية وأماكن علمية لتربية جيل يهودي سليم، سيسمح بتخرج الشباب وقد تربوا على حياة جديدة تمكنهم من دخول المعارك ضد العدمية وغير اليهود”.
وعن الوهم المتولد لدي البعض حول تأثير عمليات السلام على العملية التعليمية الصهيونية يقول البروفيسور (داني بارل طال) في كتابه “تأثير عملية السلام على مضامين كتب التدريس” والذي صدر عام 1997:
(إن من يعتقد أن تغييراً جدياً طرأ على كتب التدريس منذ عام 1953 وحتى اتفاقية أوسلو، تكون خيبة الأمل من نصيبه، ففي البحث الذي أجريته على كتب التعليم التي أُلّفت بعد أوسلو في سنوات 1995 1996 وجدت أن التغيرات التي أُجريت على المناهج الإسرائيلية لم تكن سوى تغييرات تجميلية، وبعد أن قمت بتحليل (124) كتاباً في اللغة، الأدب العبري، التاريخ والجغرافيا والتربية الوطنية المقررة كلها للتدريس بعد عام 1944، وجدت أن غالبية هذه الكتب تشدد على بطولة الشعب اليهودي، وتبرزه بشكل فوقي سوبرماني، فهو صاحب قضية عادلة، يحارب من أجلها ضد عدو عربي ومسلم يرفض الاعتراف بوجود الشعب اليهودي في (إسرائيل)، كما وأن الحديث عن اليهودي يتم عبر جميع الأوصاف الإيجابية، فهو صاحب أخلاق، مبشِّر بالتطور والازدهار، بينما يفكر العربي دائماً وفقاً لأفكار نمطية سلبية، والتعامل معه يجب أن يتم من خلال إلغاء شرعيته وإنسانيته).
بعض النصوص العنصرية في المناهج الصهيونية كما بينتها الدراسة الراهنة
أولاً.. موقف المناهج الصهيونية من رسول الله صلى الله عليه وسلم
يأتي ذكر حبيبنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في المناهج التعليمية الصهيونية مجرداً، حيث يذكر (محمد) فقط، وهناك الكثير من القذف والتعدي والكذب في حق رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم والذي يحتاج إلى اعتراض إسلامي صريح، فقد ورد في الصفحة (29) من كتاب (اليهودية بين المسيحية والإسلام) الصادر عن مركز المناهج الدراسية التابع لوزارة المعارف والثقافة الصهيونية والمقرر على الصف السابع الابتدائي في الكيان الصهيوني:
(إن التعاليم التي انطلقت من شبه الجزيرة العربية، أوجدت وأيقظت قلقاً عميقاً في القلوب، لقد قاد “محمد” حرب إبادة لجميع الشعوب والقبائل التي لم تتقبل تعاليمه، فأباد قسماً كبيراً من اليهود في الجزيرة العربية).
وفي سلسلة كتب (شعب إسرائيل) المقررة على الصف السابع وفي الصفحة “225” تم سرد حدث تاريخي بطريقة تثير الضغينة والروح الثأرية الانتقامية وذلك بالصورة التالية:
(إن بني قريظة وُضعوا من قبل جماعة (محمد) مدة 225 يوماً في منطقة معزولة حتى اضطر هؤلاء اليهود إلى الاستسلام، فكان مصيرهم مظلماً، أسوأ من مصير إخوانهم من بني قينقاع وبني النضير. فأسر المسلمون جميع الرجال الذين بلغ عددهم (600) وذُبِحوا بطريقة (مفزعة جداً)، واستمرت عملية القتل طيلة تلك الليلة حتى الفجر، ثم أُلقيت جثث القتلى في الآبار التي حفرت خصيصاً لهذا الغرض، أما الأطفال والنساء فقد بيعوا كالعبيد والإماء).
وفي كتاب (إسرائيل والشعوب)، للمؤلفين (يعقوب كاتس) و(موشيه هرشكو)، والصادر عن قسم المناهج والكتب المدرسية التابع وزارة المعارف والثقافة الصهيونية وصف المؤلفان (العرب) في صفحة 18 بالوصف التالي:
(إن العرب، أفراداً وجماعات، هم مجرد قبائل رحل يقيمون في الصحراء، يعتمدون في رزقهم على النهب والأشغال الوضيعة).
وفي صفحة (19) من ذات الكتاب عمد المؤلفان إلى تشويه الدين الإسلامي بالصورة التالية:
(إن النبي (محمد) بذل جهداً مضنياً لمطابقة ومماثلة دينه مع العادات اليهودية، فقد أمر أتباعه بصيام يوم الغفران، والتوجه في الصلاة نحو القدس، ومع كل هذا كان أبناء الطائفة اليهودية يعرفون أن (محمداً) ما جاء ليتبع ناموس التوراة والوصايا، وأن دينه يختلف عن دين اليهود في كل تفاصيله، لذلك رفض اليهود التخلي عن عقيدتهم، فسخروا منه بسبب ضآلة معرفته بشؤون التوراة والوصايا، وعندما أدرك (محمد) أن اليهود لن ينجذبوا إليه ولا إلى عقيدته، قرر أن يفرض عليهم قبول دينه عنوة أو طردهم من المدن التي يقطنونها. وحين أدرك (محمد) أن اليهود لن يستجيبوا له بالانضمام إلى دينه، توقف عن محاكاتهم وتقليدهم، ومن ثم قرر توجيه المسلمين أثناء الصلاة نحو مكة، وبدل أن يقوم أتباعه بصيام يوم الغفران لليهود، فرض عليهم صيام شهر رمضان، كما أن موعد صلاة الجماعة تحول من السبت إلى يوم الجمعة. وأمر بالصلاة خمس مرات وكل صلاة يجب أن يسبقها غسل اليدين، وأثناء الصلاة يركع المسلم على ركبتيه ثم يسجد، كما فرض (محمد) عدم تناول لحم الخنزير كما يفعل اليهود).
وفي كتاب (روما في عظمتها وسقوطها- العرب والإسلام) تأليف دائرة المناهج التعليمية بوزارة المعارف والثقافة الصهيوينة بإشراف البروفيسور (غلومر) والمؤرخة (حفا لستروس يافه) ورد في الصفحة (78) الآتي:
(أمر (محمد) المسلمين بالتوجه في صلاتهم نحو الكعبة بدل القدس، بعكس ما كان الحال في بداية الدعوة حين كانت علاقته جيدة باليهود).
وفي موقع آخر من نفس الصفحة يقول الكتاب:
(إن الأحاديث التي نقلها (محمد) إلى المؤمنين برسالته كتبت ووضعت في كتاب دعي فيما بعد بالقرآن).
وفي كتاب (الجغرافيا) للصف الخامس بالتعليم الصهيوني تأليف (د. كيطوف وي.إرني) يقول المؤلف كذباً وافتراءً في الصفحة (102):
(وبقوة السيف أجبر العرب الشعوب المغلوبة على القبول بدين (محمد)، فلم يكونوا ليعرفوا الشفقة في الحرب، فقد فنيت قبائل كبيرة، على أن تقبل بالدين الإسلامي).
وفي كتاب (دروس في التاريخ) الذي يدرس في المدارس الرسمية الحكومية الصهيونية كمقرر على المرحلة الثانوية، تم تشويه معتقد الإسراء والمعراج وتقديمه على أنه (أسطورة) حيث ورد الصفحة (199):
(إنه حسب (الأسطورة العربية) انطلق (محمد) في إحدى الليالي راكباً على حصانه المجنح، من منزله في مكة إلى جبل الهيكل (في أورشليم) ومن هناك اعتلى فوق حجر صعد به إلى السماء للزيارة. وبعد أن أنهى زيارته أعاده حصانه المجنح إلى منزله في مكة قبل أن ينبلج الفجر؛ والمكان الذي ربط به (محمد) حصانه حسب (الأسطورة) هو الحائط الغربي ومازال المسلمون يسمونه بحائط البراق).
ثانياً.. .الموقف من خلفاء المسلمين
في ذات الكتاب (دروس في التاريخ) المقرر على المرحلة الثانوية الصهيونية ورد في الصفحة (223) تعدياً وسباً في حق فاروق الأمة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وذلك بالصورة التالية:
(إن الخليفة عمر بن الخطاب (مختل)، وقد تزوج إحدى بنات ملك فارس، بينما أهدى ابنته الثانية، بعد سبيها، إلى رئيس الطائفة اليهودية).
وفي سلسلة (وقائع تاريخ شعب إسرائيل)، وفي الكتاب المقرر لدراسة (تاريخ شعب إسرائيل) للصف السابع الابتدائي الصهيوني، تأليف (ب. أحيا) و(م. هرباز) شوه المؤلفان جريمة اغتيال عمر بن الخطاب رضي الله عنه حيث ذكرا أنها تمت على يد (نصراني) كان يعيش في فارس.
وعن طريقة إنفاق الخلفاء لأموال المسلمين أدعى مؤلفا كتاب (دراسة تاريخ شعب إسرائيل) المقرر على الصف السابع الابتدائي في الصفحة (28):
(أن جزءاً من المال المتدفق على بيت مال المسلمين كان يذهب لصالح الخليفة ورجال بلاطه ليتمتعوا به).
وفي نفس الكتاب الصفحة (210) ادعى الكتاب:
(أن الخلفاء العباسيين كانوا يحبون الشرب وحفلات المجون).
وتكرر ذلك التشويه في كتاب (روما في عظمتها وسقوطها- العرب والإسلام) حيث جاء في الصفحة (104)
(إن الخليفة العباسي كان يمضي يومه في شرب الخمر وإقامة الحفلات).
وقد عززوا أكاذيبهم بصور نشرت في الكتاب، منها صورة لامرأتين تقومان بالرقص وتلوحان بزجاجات الخمر في قصر الخليفة العباسي في (سامراء) شمال بغداد.
وعن وصف الكتب الدراسية الصهيونية للحال مع الدولة العثمانية ورد في كتاب (شعب إسرائيل في العصور الأخيرة) الجزء الأول الصفحة (28):
(منذ القرن السادس عشر كانت (إسرائيل) جزءاً من الإمبراطورية العثمانية، وتميز حكم الأتراك بثورات البدو ضد الحكم المركزي وصراعات بين الحكام الأتراك، وتميز هذا الحكم بكثرة أعمال السلب والسرقة والنهب والقتل، وتدني مستوى الأمن على طرقات البلاد، وتوجه معادٍ من قبل الحكم التركي لليهود في “أرض إسرائيل”).
ثالثاً… وصف المرأة العربية في المناهج الصهيونية
في كتاب (دولة إسرائيل وانتشارها في عصرنا) والذي هو فصول تعليمية لتلاميذ المدارس الثانوية، تأليف (ميخائيل زيف) وحول مكانة المرأة في الإسلام، وعند العرب؛ ورد في الصفحتين (120) و(121) تلك الادعاءات المضحكة:
(إن مكانة المرأة العربية متدنية فهي لا تنعم بأي نسمة من نسائم الحرية، منذ ولادتها، فلا تفرح بها العائلة، حقوقها مهضومة، وتتزوج وهي صغيرة رغم إرادتها، وترتبط بعد زواجها بأسرتها لتكون وصية عليها، وغالباً ما تحرم المرأة من ميراث أبيها، وهي تعمل في البيت رغماً عنها من الصباح حتى المساء، ويتزوج العربي أربع نساء بالإضافة إلى الجواري، وهذا شائع في الطبقات الغنية ويقل في الطبقات الفقيرة).
رابعاً… الجيوش العربية في المناهج الصهيونية
في كتاب (القرن العشرون- القرن الذي غير أنظمة العالم) تأليف (إيال نافيه)، من منشورات وزارة المعارف والثقافة الصهيونية جاء في صفحة 187:
(لا هدف للجندي العربي سوى خدمة أسياده، ففي الجيوش العربية، القادة والجنود ينتمون إلى عوالم مختلفة، الفلاح المصري أو العراقي وجد زعماءه وأسياده في الجيش بثياب ضباط، وعيه السياسي متدنٍ، ظروف حياته صعبة وكرامته مداسة، لماذا يقدم حياته من أجل قضية خاسرة لا علاقة له بها؟).
ويتأكد هذا الطرح الساخر في قصة (جيوش العدو) ل(يتسحاق سديه)، والتي تدرس ضمن (قراءات إسرائيل) للصف الرابع، حيث يقول المؤلف:
(وأما القادة العرب الذين كانوا واثقين من النصر علينا، خلال أسبوع أو أسبوعين، فقد فوجئوا بانتكاستهم، لأن هناك فرقاً بين جندي يعرف لماذا يخرج للقتال، رُبّي وترعرع على خدمة الشعب والوطن، وبين جندي آخر خرج للقتال لأنهم حمّلوه بندقية وألبسوه بزة عسكرية وأرسلوه إلى ساحة القتال، بناءً على أوامر صارمة، وليس بدافع وطني، وهكذا فإن الجندي المصري برأي القادة المصريين لا ينبغي له أن يفكر، وجواب الجنود الوحيد لضباطهم دائماً هو: نعم سيدي).
خامساً… الموقف من مصر في المناهج الصهيونية
في كتاب (تحولات جذرية في جغرافيا الشرق الأوسط) الذي أقر تدريسه لطلبة المدارس الثانوية العليا والتعليم العالي بالكيان الصهيوني، وقام بتأليفه البروفيسور (أرنون سوفير) أستاذ الجغرافيا والتربية الوطنية في جامعة حيفا، ورد في الصفحة (125):
(إن الطريق المعبد (إيلات شرم الشيخ السويس) الذي بنته (إسرائيل) بجهدها وبعمل أبنائها الشاق قبل انسحابها من سيناء، تستخدم اليوم محوراً للحركة السياحية في شواطئ خليج إيلات وحركة ملايين المصريين والعرب القادمين من دول الخليج والأردن والعراق باتجاه مصر، هذه المنطقة التي كانت سابقاً مقفرة جرداء في الثمانينات تتحول اليوم إلى منطقة تنبض بالحياة، فعلى مصر والإنسان المصري أن يدركا بأنهما مدينان بالفضل (لإسرائيل)، لشقها هذا الطريق الحيوي الذي يعود بالفائدة على الشعب المصري).
وعن الخوف من المواجهة مع مصر يقول المؤلف في الصفحة ذاتها:
(إن تزايد السكان في مصر وسواها من الأقطار العربية، يشكل عامل عداء بفعل تزايد ظاهرة الصدام والاحتكاك على الحدود، وذلك بالرغم من التوقيع على اتفاقية السلام بين مصر و(إسرائيل) منذ عام 1979، لذلك فعلى (إسرائيل) أن تكون يقظة لما يجري في سيناء من إقامة المشاريع الإسكانية، فإن هذا من شأنه أن يعمق الحقد في العالمين الإسلامي والعربي ويزرع المخاوف والريبة لدى (إسرائيل)، لأننا نخشى من أن تدير مصر لنا ظهرها وتعود إلى عهد المواجهات والحروب).
ويعمل الكاتب على تنمية هاجس الترقب الدائم للمواجهة القتالية كما في الصفحة 152 بقوله:
(إن تقديم الدعم من قبل دول الخليج للأردن ومصر على الصعيدين المالي والعسكري، يشجع هذه الدول على المغامرة العسكرية، ويحولها إلى خطر دائم على “إسرائيل”).
سادساً.. الموقف من السعودية في المناهج الصهيونية
في الصفحة125من كتاب “تحولات جذرية في جغرافيا الشرق الأوسط يقول المؤلف:
(إن السعودية تنفق على الوعظ والإرشاد الإسلامي أموالاً طائلة من شأنها تحقيق إنجازات كبيرة على صعيد اليقظة الإسلامية التي أخذت تتعاظم في كل مكان، وفي سائر الدول المجاورة والمحيطة (بإسرائيل) وفي (إسرائيل) ذاتها).
ويضيف المؤلف في موضع آخر من الكتاب المقرر على طلاب المرحلة الثانوية الصهيونية:
(إن “إسرائيل” لن تسلم من تأثير هذا التيار، فالموجة الإسلامية تجتاح وتكتسح السكان العرب في “إسرائيل”، والحركات الإسلامية في مصر والأردن وإيران والعراق وتركيا والجزائر والسودان وفي دول أخرى لها تأثير سريع ومباشر، بل وشديد على ما يجري على طول حدودنا وفي داخل “إسرائيل”، ويبدو أننا نشهد نهاية مرحلة نضطر معها جميعاً أن ننشغل بهذه اليقظة الإسلامية المتطرفة بتياراتها وأنشطتها، نحاربها بعنف أو نجد سبيلاً للتصدي لها).
سابعاً… التربية القتالية في المناهج الصهيونية
تقول الباحثة (حاجيت غور زئيف) من مركز التربية النقدية في معهد الكيبوتسات:
(إن تربية الطلاب على العسكرة تتم بأساليب مختلفة، ففي يوم الاستقلال يتسلق أطفال الروضات على الدبابات، ويزينون روضاتهم بأعلام وحدات الجيش “الإسرائيلي”. وفي الأعياد الدينية فإن غالب ما ينقل إلى الطلبة هو المفاهيم والقيم العسكرية، فدائماً هناك تمييز بين: “نحن وهم”، “الطيبون والأشرار” و “هم” دائماً تعني الأشرار، فمثلاً: في عيد الفصح نصور نحن اليهود بالطيبين والمصريون “الفراعنة” بالأشرار، وكذا العرب في عيد الاستقلال، والرومان في عيد العنصرة).
كما أوضح مؤلفا الكتاب الذي بين أيدينا بعض مظاهر التربية الصهيونية القتالية والتي منها أخذ الطلبة لمشاهدة معارض فنية لتخليد ذكرى الجنود الصهاينة، أيضاً سلط الكتاب الضوء على إحدى الظواهر البارزة في هذا السياق وهي تسلم ضباط كبار في الجيش الصهيوني مناصب ووظائف إدارية في المدارس، وذلك بعد إنهائهم خدمتهم العسكرية. كذلك أشار المؤلفان إلى مشروع “تسافتا” التابع لوزارة المعارف والذي يؤهل ضباطاً متقاعدين من الجيش وجهاز المخابرات (الشاباك) للعمل كمربين حيث يتلقون تدريبهم في معهد بيت بيرل، ثم يتم إلحاقهم فور تخرجهم بمدارس مختلفة في جميع أنحاء الكيان الصهيوني.
وهكذا يتم تربية أبناء الكيان الصهيوني على العداء والكراهية للإسلام والمسلمين، وتشويه التاريخ والرموز الإسلامية، والتأهب القتالي التام والمترقب للمواجهة مع المسلمين، فعلى ماذا يتربى أبناء المسلمين في مراحلهم التعليمية؟.
الهيثم زعفان
رئيس مركز الاستقامة للدراسات الاستراتيجية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.