بعد أن أخذ الموضوع حجمه الإعلامي، بادر عضو مجموعة البوب المغربية ‘فناير'، محسن تيزاف إلى الاتصال بابن مدينته مراكش، الموسيقي هشام تلمودي، من أجل توضيح ‘التشابه' الفني أو ما يسمى مهنيا وأخلاقيا في مجال الموسيقى ب'السرقة الفنية' عن المعزوفة الأصلية ‘أكوال سوس' أو ‘سلام'، والتي تعود حقوق تأليفها المسجلة لهشام تلمودي، بناء على الوثائق التي حصلت عليها ‘القناة'. وفي تفاصيل الحديث الهاتفي الذي جمعهما، قال محسن تيزاف لصاحب الأغنية الأصلية تلمودي، أنه كان يحتفظ بفكرة الاشتغال على أغنية ‘سلام' منذ سنة 2012، حيث كان قد سمعها صدفة من قبل فرقة أحواش، وفي إحدى المرات التي تردد فيها النجم سعد المجرد على تيزاف بالأستوديو، وقع غرامه على المعزوفة موضوع النقاش، وتوقع الأخير أن تكون من بين إحدى إصداراته الموجهة للعالمية. إلا أن موضوع تحفيظ حقوقها الفكرية، والتعاون الفني الموثق بين هشام تلمودي وفرقة أحواش، يؤكد تيزاف في مكالمته : ‘لم يكن بعلمي ولم أعلم قط أنك قد أنتجتها بتعاون مع أحواش بالتوزيع إياه'، أو أنك حاصل على وثيقة من أحواش تخولك حق استغلالها على الشبكة العنكبوتية'، وأضاف تيزاف أنه اشتغل على الأغنية مع سعد من منطلق أنها ملك للتراث الأمازيغي المغربي، وختم كلامه بأنه سيدرس الموضوع مع أمين الحناوي، مدير أعمال ‘فناير، من أجل إيجاد حل للموضوع، ثم الرجوع إليه. وقد علمت ‘القناة'، أن هشام تلمودي يستطيع إيقاف أغنية ‘سلام' التي أصدرها المجرد حديثا على موقع اليوتيوب، بحسب القوانين المعمول بها إلكترونيا، وانطلاقا من ‘وثيقة' مكتب حقوق التأليف التي بحوزة تلمودي، والتي تؤكد رسميا ملكيته لها برسم تقاضيه أجر مادي شهري من المكتب على نفس القطعة الموسيقية، إضافة إلى حيازته ‘وثيقة' رسمية عن الدعم المادي الذي تقاضاه من وزارة الثقافة والاتصال لإنتاج نفس العمل الفني سنة 2014. فضلا عن حيازته عقدا آخر يوثق تنازل فرقة أحواش عن حق استغلال أغنية ‘أكوال سوس' الأصلية لفائدة تلمودي، والذي يعود له حق ملكية تأليف الفكرة المتجلية في إعادة توزيع الأغنية الفلكلورية بالشكل إياه منذ سنة 2016، وهو ما وثقه الأخير أيضا عبر ورقة إرسال بريدية، بعثها لعنوانه الخاص ولم يفتحها إلى حدود الساعة، عبر بريد المغرب، تتضمن تحفيظ الفكرة وضمان حق تأليفها، ‘جميع الوثائق حصلت عليها ‘القناة'. وفي حوار خاص، قال أستاذ الموسيقى وعازف الكمان المحترف هشام تلمودي: ‘أنا لا أبحث عن افتعال ‘البوز' أو الركوب على موجة ما حققه سعد المجرد من نجاح بأغنية ‘سلام'، بالعكس انا سعيد جدا بالصدى الذي وصلت له الأغنية، لأن حب الفن والافتخار بالموروث الأمازيغي هو من دفعني لإنتاج الأغنية وإعادة توزيعها بهذا الشكل، كما أنني لم أبخل بكل إمكانياتي الإبداعية والمادية من أجل إنتاجها، أكيد الفنان سعد أوصلها بنجوميته إلى أبعد الحدود، لكن أسوء ما يستطيع أن يشعر به أي فنان هو التهميش أو الإقصاء، يكفيني رد اعتبار ولو بكلمة إطراء أو شكر' من قبل الجهة المسؤولة عن إنتاج الأغنية'. وتحت طلب تلمودي، تم الاحتفاظ بالوثائق التي سبق ذكرها مع عدم نشرها، كما أنه فضل التريث في توجيه أصابع الاتهام لأي شخص من الأشخاص المعنية بالموضوع، إلى أن يتوصل برد اعتبار يراضي كرامته المهنية أو تقدير على إبداعه الفني، خصوصا أن معزوفة ‘أكوال سوس' التي هي أصل أغنية ‘سلام'، تعتبر العمل الوحيد الذي يتقاضى عنه هشام تلمودي أجرا ماديا مباشرا من المكتب الوطني لحقوق التأليف المغربي، بحسب تصريحاته ل'القناة'.