يقال إن في الليلة الظلماء يفتقد البدر وفي مباراة أمس أمام بنين في ثمن نهائي أمم أفريقيا افتقد منتخب المغرب لهدف يترجم الفرص الكثيرة التي سنحت له والأهم من لديه نسبة نجاح عالية جدا في تسديد ركلة الجزاء، والحديث هنا عن عبد الرزاق الحمد الله هداف الدوري السعودي وأفضل لاعب في الدوري الموسم المنصرم. واستحوذ المنتخب المغربي على الكرة أغلب فترات المباراة أمام بنين، وتناوب مهاجمو « أسود الأطلس » على إضاعة الفرص، وكانت بينها فرص محققة قبل أن تلفظ المباراة أنفاسها الأخيرة. وفي الدقيقة الأخيرة من الوقت المحتسب بدلا من الضائع سقط أشرف حكيمي داخل المنطقة بعد تدخل متهور من ستيفان سيسينيون لاعب بنين المخضرم، لكن حكيم زياش نجم أياكس أمستردام، سدد في القائم. واستغل المغرب تفوقه العددي منذ الدقيقة ال97 بعد طرد أحد لاعبي بنين، ليسيطر تماما على اللعب، وأهدر زياش فرصة جديدة بعدما سدد فوق العارضة من مسافة قريبة في الدقيقة 118، لتستمر خيبة أمل المغرب، أحد المرشحين التقليديين لإحراز اللقب. ولكي يزداد الطين بلة -عندما احتكم الفريقان لركلات الترجيح- لم ينجح المغرب إلا في محاولة واحدة من ثلاث، بينما سجل سيبو ماما الركلة الحاسمة لبنين لتفوز 4-1 بركلات الترجيح، وتواجه أوغندا أو السنغال في ربع النهائي. هذا السيناريو ناهيك عن إقرار الفرنسي هيرفي رونار أنه « لم نستطع إيجاد الحلول المناسبة في الملعب، وبنين لعب بإستراتيجية معينة، وحاولنا تفادي المخاطرة ولم ننجح في استغلال الفرص التي سنحت لنا في المباراة »، يطرح سؤالا كيف بفريق أن يفرط بهداف أحد أقوى الدوريات في آسيا ب34 هدفا واللافت أنه لم يستبدل به مهاجما بل مدافعا هو عبد الكريم باعدي. وبالعودة لأزمة الحمد الله التي وصفها رونار بال »مشكلة الصغيرة »، فكان واضحا تأثير اللاعب بالفريق خاصة في العمق الهجومي. صحيح أن منتخب المغرب تأهل لثمن النهائي بالعلامة الكاملة ولكن التدقيق بإحصائيات المباريات التي فاز بها يظهر لنا أنه تأهل بصعوبة بالغة. – ففي المباراة الأولى ضد ناميبيا، فاز بها المنتخب بهدف عكسي في الدقيقة ال89. – في المواجهة الثانية الصعبة تفوق منتخب المغرب أيضا بهدف نظيف من توقيع المهاجم يوسف النصيري. – أما المباراة الثالثة فانتزع المغرب الفوز بشق الأنفس وعبر لاعب خط الوسط المخضرم مبارك بوصوفة في الدقيقة الأخيرة من المباراة. وما سبق يشير أن الفريق كان يعاني الأمرّين في خط الهجوم وغياب الهداف الذي يترجم الفرص الكثيرة التي سنحت له في المباريات الثلاث، ولهذا كان يتأخر في حسمها، وتجلت المشكلة أمام بنين ولكن في دور المجموعات قد يكون التعويض ممكنا ولكن في الأدوار الإقصائية « الخطأ قاتل ». ولم يكن حمد الله ضمن تشكيلة رونار في كأس العالم 2018، وسبق أن اعتذر عن عدم الانضمام للمنتخب الوطني، بينما ظهرت مشكلة جديدة في مباراة ودية هذا الشهر بعدما انتزع منه فيصل فجر الكرة ومنعه من تسديد ركلة جزاء. وأهدر فجر الركلة وخسر المغرب 1-صفر أمام غامبيا. وبعدها رحل اللاعب ولم يعد. *الجزيرة