دخلت الجزائر مرحلة السرعة القصوى لاستباق مرحلة مابعد بوتفليقة للتعامل مع ملف الصحراء المغربية خاصة بعد أن فشل حكام قصر لمرادية في احتواء تحركات المغرب في البلدان الافريقية جنوب الصحراء وعودة المملكة المغربية بقوة إلى الاتحاد الإفريقي. الأخبار الواردة من الجارة الشرقية تؤكد أن صقور الجيش الجزائري لم يتقبلوا الوضع الجديد الذي فرضته عليهم الديبلوماسية الملكية في البلدان الافريقية وباتوا مدركين أن الوضع الحالي أكبر من أن يجاروه وهو مادفع بهم إلى تبني قرار نقل المواجهة على الأرض من خلال خلق وضع انساني جديد لكسب تعاطف المنتظم الدولي وإحراج المغرب وهو السيناريو الذي بدأت ملامحه تظهر بمنطقة الكركرات في الأيام الأخيرة. الأخبار المسربة تؤكد انتهاء خلية أزمة من انجاز دراسة ميدانية للمكان الذي تعتزم الجزائر توطين مرتزقة البوليزاريو فيه بعد طردهم من تندوف تحت غطاء نزوح جماعي مفتعل وذلك بالتزامن مع حملة إعلامية مكثفة للتسويق للأمر وكأنه مسيرة شعبية في اتجاه ماتطلق البوليساريو عليه إسم «مناطق محررة». ويقتضي المخطط الجديد أن تقوم جبهة البوليساريو، بالعمل على ماسمته "إعمار جزء من الكويرة" ببناء بعض المخيمات هناك لإيواء عدد من المحتجزين في مخيمات تندوف. وتزعم الجبهة الانفصالية أن التوجه نحو تنفيذ مشروع بناء مخيمات، في هذه المنطقة بالذات، يمر عبر جسور للتنسيق مع الجزائر وموريتانيا والهيئات الدولية من أجل إيجاد الدعم اللوجستيكي، من خلال المساعدات الإنسانية، لتوفير السكن وغيره وتفيد المعطيات المسربة من الجزائر أن العائق الرئيسي في تنفيذ مخطط «النزوح الكبير» نحو المنطقة العازلة ليس التخوف من ردة فعل الأممالمتحدة بخرق اتفاق وقف إطلاق النار بين المغرب والبوليساريو؛ بل بالأساس لخوف قيادة البوليساريو ومعها حكام الجزائر من فرار المحتجزين بتندوف إلى المغرب وعدم التحكم في الوضع الجديد خاصة وأن بنية التحكم بتندوف صارمة ولاتترك مجالا لأي كان الفرار نحو المغرب إلا في حالات قليلة وأحيانا عند قيام الجزائر بدس مخبرين لها في المغرب بهدف إثارة القلاقل من الداخل. فحالة الغضب والاحتقان التي تسود المحتجزين في مخيمات تندوف فوق التراب الجزائري، بسبب منعهم من الحصول على بطاقة لاجئ وحرمانهم من ابسط الحقوق في التنقل والتجارة والتملك، واتخاذهم رهائن بمخيمات لا تتوفر فيها أدنى شروط الحياة، جعلتهم يطالبون الجزائر منحهم بطائق اللجوء أو السماح لهم بالحصول عليها خارج أرضها أو العودة إلى المغرب وهذا مايجعل الجزائر تتخوف من انقلاب السحر على الساحر وفرار المحتجزين وبالتالي كشف زيف الخطاب الجزائري. وتتخوف جبهة البوليساريو من مجموعة كبيرة من الساكنة التي تستنكر تنكر جبهة البوليساريو لمطالبهم، ونعتهم بالخونة لمجرد إبدائهم الرغبة في التمتع بقليل من الحرية على غرار غيرهم من بعض المحظوظين والمقربين من القيادة ممن يمتلكون جوازات سفر أجنبية منهم من تجنس بجنسيات دول أخرى، فيما تمنح الجزائر جنسيتها فقط للصحراويين من أصول جزائرية وتسمح لهم بممارسة المواطنة الكاملة فوق أراضيها، فيما يبقى السواد الأعظم من الصحراويين القادمين من الأقاليم الجنوبية محرومين من كل تلك الحقوق بل يمارس في حقهم ميز ويتم التعامل معهم بالكثير من الحذر. وتفيد التقارير الإعلامية من تندوف أن سجن «الذهيبية» يعرف حالة احتقان بعد إضراب عدد من سجناء الرأي والمعارضون لمرتزقة البوليساريو. المعلومات المتوفرة تفيد بوجود حالة احتقان شديدة يعيشها سجناء الرأي والمعارضون بسجن الذهيبية، مضيفة أن هؤلاء وبعد إضراب عدد منهم عن الطعام تعرضوا لشتى أصناف التعذيب.