هو فصل جديد من فصول الخرجات الشعبوية التي دأب عبد الإله بنكيران مهاجمة المنافسين السياسيين لحزبه، إن لم أقل « خصومه » لأن حزب العدالة والتنمية حزب لا يؤمن بالديمقراطية كإديولوجية بل كأداة سببية لفرض توجهه الرجعي المبني على الحكم المطلق، وعلى عقدة » أنا الصالح » و »الأخر فاسد » بنكيران الذي خرج، بعد أن تجرع مرارة معركة الولاية الثالثة، ليضرب من جديد أغلبية حكومة العثماني، واستهدف وزير الفلاحة والصيد البحري ورئيس حزب التجمع الوطني للأحرار عزيز أخنوش، ولم يلبث أن وظف نفس الخطاب الذي استعمله من قبل لمهاجمة حميد شباط وإلياس العماري، في خطة محكمة تروم استهداف كل القادة السياسيين مهما بلغت شعبيتهم ليحاول حتى المس بمساعي جلالة الملك واستراتيجية المغرب الخارجية وخصوصا بإفريقيا بقوله « لا نقبل بإهانة المغاربة بينما الملك يفرج كربات شعوب افريقية » بنكيران السياسي الذي لا يعرف إلا الخطابات الشعبوية والإجراءات التقشفية لضرب الفئات الوسطى، حل ضيفا على المؤتمر الوطني السادس لشبيبة البيجيدي، وقال لشبيبة حزبه « إذا أراد أخنوش أن يربح الانتخابات المقبلة، ما عندي حتى مانع، لكن يقولينا شكون هي الشوافة اللي قالت له بللي غيربح« . على بنكيران أن يعلم أن الحق في التداول على السلطة مبدأ ينم عن الديمقراطية، والفوز بالإنتخابات حق لكل الأحزاب السياسية من مختلف مشاربها، كما هو حق لحزب العدالة والتنمية وهذا الحق لم يحترمه بنكيران في حالة البلوكاج الذي كان بنكيران سببا فيه، بتشبثه بحزب حصل على لأقل من 15 مقعدا مقابل رفضه لمشاركة حزب حصل على أكثر من ذلك وعبر عن رغبته في العمل من داخل الأغلبية، و لأن سلاطة لسانه أفقدته التحاور مع مختلف الفرقاء، فقد شكلت الحكومة بدونه و بقيادة العثماني الذي جرى اختياره لترأس الحزب بعدما لم يتوافق حتى مناضلوا البيجيدي على التمديد ل « الزعيم المخلوع ». ليست الشوافة هي التي تفتي بالفوز في الإنتخابات، بل العمل والمصداقية، هذه المصداقية التي وصف بها بنكيران سنة 2016 أخنوش قائلا » أخنوش يتمتع بالمصداقية » والمصداقية سلوك سياسي راسخ لا يتحول بين الزمان والمكان عند قادة الأحرار، لكنه قد يتحول عند بنكيران، بعدما فقد هاته البوصلة في تدبير رئاسة الحكومة. وقوله في ذات المجلس « من عند من أخذ أخنوش، الضمانة ومن قالها له ؟ ». مضيفا « إذا اعطيت له الضمانة من عند جهة ما أو أراد أن يكرر التجربة البئيسة الفاشلة للحزب المعلوم، خدم وخلي خدمتك تبينك .. ما تخلعناش من دابا لأننا لا نخاف« . فعلى بنكيران ان يعلم أن الضامن الوحيد لفوز الأحرار هو وفاء المواطنين وليس جهة معينة، وإن كان بنكيران يقصد جهة معينة كتلك الجهة التي أفتت عليه برئاسة الحكومة سنة 2011 لإطفاء فتيل الإحتجاجات فعليه أن يعلم أن حزب الأحرار حزب مؤسسات وحزب إستهل المسار السياسي بثبات وفق استراتيجية بسيطة تستمد مشروعيتها من « أغراس أغراس » أقصد بها « المعقول المعقول » وقول بنكيران « كيف ظهرت بين عشية وضحاها كزعيم وتريد أن تحل جميع مشاكل المغرب؟ » فهذا منطق الشعباوي بامتياز، فحل جميع مشاكل المغرب لا يستطيع أي حزب حله، حتى لو كان يستمد قوته ووحيه من اللاهوت، لكن حزب التجمع الوطني للأحرار يحق له فرضا أن يبني مشروعه التنموي، وأن يستهدف في ذات المشروع 3 قطاعات استراتيجية وهي « التعليم والصحة والشغل » وهي قطاعات تكلف الدولة الكثير، ودخول الأحرار في معالجة هذه القطاعات مغامرة سياسية وانتخابية، لكن الوطن أسمى من أن يفقد الأحرار بعض الأصوات على ان يفقد الوطن. إن الخطاب الوطني الذي ينم عن روح المسؤولية كحزب سياسي هو المحرك الوحيد للأحرار، وليس الشوافة أو الضمانات، وحزب الأحرار قرر دخول معترك السياسة بالعمل واللقاءات الجهوية التي صارت « تخيف » حزب العدالة والتنمية الذي تحاول شبيبته در شبهات « 20 درهم لبسيمة الحقاوي » و »سكر الداودي » وغيرها من زلات وزراءه. واختتم بنكيران طيشه الجديد بالقول « أن « زواج المال والسلطة خطر على الدولة« . والحقيقة أن زواج الدين والسلطة أخطر على الدولة أسي بنكيران ».