حاولت جبهة البوليساريو التغطية على فشلها في تنفيذ تهديداتها بمنع عبور رالي »أفريكا رايس »منطقة الكركرات بسلام، بعدما كانت قد هددت في وقت سابق باعتراض سبيل المشاركين لحظة دخولهم المنطقة العازلة في اتجاه موريتانيا معتبرة أن تواجدها الأخير بمنطقة الكركرات جاء بناء على قاعدة المعاملة بالمثل على أقل تقدير في مواجهة المغرب. وعبر جميع المشاركين بنجاح الطريق الرابطة بين مركز الحدود المغربي ونظيره الموريتاني في الكركرات من دون مشاكل. قيادة جبهة البوليساريو لم تستسغ سلوك منظمي السباق حيث لم يعترفوا بما يُسمى ب »الوضع الاستثنائي في الأقاليم الصحراوية » على حد زعمهم، خصوصا بعدما وضعوا على مسار السباق على الإنترنت العلمين المغربي والموريتاني. وأكدت جبهة البوليساريو أن التمركز الذي قامت به عناصرها في منطقة الكركرات » قرار واقعي » لا يتناقض مع توصيات مجلس الأمن الدولي موضحة أن من حقهم التواجد بالمنطقة « مدنيا » بحكم أن النشاط المدني مسموح به للمغرب لذلك تم إرسال سيارات « شرطة » وإذا تطلب الأمر شيئا آخر فهم مستعدون لفعله في تلميح منهم لسيناريو يتم حبكه لإحداث وضع جديد بالمنطقة. مصطلح التواجد المدني بالمنطقة والذي شرعت البوليساريو في الترويج له اعتبره خبراء في الشؤون الإفريقية أنه مقدمة لتواجد أكبر حيث تفيد الأخبار المسربة من الجزائر أن خلية أزمة كانت قد انتهت من انجاز دراسة ميدانية للمكان الذي تعتزم الجزائر توطين مرتزقة البوليزاريو فيه بعد تنقيلهم من تندوف تحت غطاء نزوح جماعي مفتعل وذلك بالتزامن مع حملة إعلامية مكثفة للتسويق للأمر وكأنه مسيرة شعبية في اتجاه ما تطلق البوليساريو عليه اسم « مناطق محررة ». ويقتضي المخطط الجديد أن تقوم جبهة « البوليساريو » ،بالعمل على ما سمته إعمار جزء من الكركرات " ببناء بعض المخيمات هناك لإيواء عدد من المحتجزين في مخيمات تندوف. وتفيد المعطيات المسربة من الجزائر أن العائق الرئيسي في تنفيذ مخطط « النزوح الكبير» نحو المنطقة العازلة ليس التخوف من ردة فعل الأممالمتحدة بخرق اتفاق وقف إطلاق النار بين المغرب والبوليساريو؛ بل بالأساس لخوف قيادة البوليساريو ومعها حكام الجزائر من فرار المحتجزين بتندوف إلى المغرب وعدم التحكم في الوضع الجديد خاصة وأن بنية التحكم بتندوف صارمة ولاتترك مجالا لأي كان الفرار نحو المغرب إلا في حالات قليلة. وكان أنطونيو غوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة، قد نبه « البوليساريو » إلى خطورة إقدامها على عرقلة الحركة التجارية والمدنية بالكركرات، والتهديدات المتواصلة بخرق وقف إطلاق النار من طرفها. ودعا إلى تهدئة الأوضاع وضبط النفس إلى أقصى درجة، وشدد على أن « انسحاب عناصر البوليساريو في أبريل 2017، إلى جانب الانسحاب المبكر للقوات المغربية من المنطقة العازلة، أمر في بالغ الأهمية لتهيئة أرضية مواتية لاستئناف المفاوضات والحوار تحت رعاية هورست كولر، المبعوث الأممي إلى الصحراء.