أيد سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة السابق، هجوم المعارضة المسلحة السورية على مدينة حلب والسيطرة عليها، واصفا ما حدث بأنه "عود مظفر". وقال العثماني في تدوينة على حسابه الشخصي بموفع التواصل الإجتماعي "فيسبوك": "سبحان مبدل الأحوال، تتسارع الأحداث في سوريا.. نازحوا الأمس من مدنهم وقراهم – وكانوا أطفالا وشبابا يافعين – يعودون مظفرين في عملية #ردع_العداون، ليحققوا لهم حلما وأملا كانوا يظنونه صعبا، فيسره الله مع تبدل الأحوا". وشبه العثماني في تدوينته بين الهجوم على حلب الذي أطلق عليه منفذوه عملية "ردع العدوان"، بهجوم 7 أكتوبر 2023، الذي شنته المقاومة الفلسطينية في غزة على إسرائيل وسمي ب "طوفان الأقصى". وعلق العثماني قائلا "ردع العداون أخ طوفان الأقصى، كلاهما ينشد أصحابه الحرية والكرامة، وسيكون لأحداث اليوم تأثير كبير في المستقبل إذا خلصت النيات لله، وكان هناك حرص على جمع الكلمة، وتواضع الجميع لأبناء وطنه، في بناء المشرق الجديد، الذي يمكن أن تسهم فيه الشعوب بوعيها وصبرها وتفانيها". انتقادات واسعة وطالت تدوينة العثماني، انتقادات كبيرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي؛ بالنظر إلى "التاريخ السيئ" الذي تحمله "هيئة تحرير الشام". واستغرب الأستاذ الباحث عبد اللطيف أكنوش، من موقف العثماني الداعم لهجوم المعارضة المسلحة السورية على حلب، قائلا "بالأمس كان مع حزب الله المدعم من إيران واليوم مع أشرس المقاتلين لأي شيء فيه رائحة إيران". من جانبه انتقد المحامي، نوفل البعمري، تدوينة العثماني واصفا إياها ب"الغير موفقة"، قائلا "رئيس حكومتنا السابق في هذه التدوينة الغير موفقة، يعلن عن دعمه لما يسمى بالمعارضة السورية المسلحة التي هي بقايا تنظيم جبهة النصرة الارهابي!!". وأضاف "رئيس حكومتنا السابق في هذه التدوينة المستهجنة، يعلن دعمه للعمل المسلح و التغيير بالسلاح و التدمير والتخريب و لو كان على أيادي الارهابيين؟ (..) وللحرب الأهلية في سوريا!!!". أما الكاتب والسياسي، بلال التليدي، اعتبر موقف العثماني من هجوم المعارضة المسلحة السورية على حلب، ب "غير موزون". وتسائل التليدي، عن سبب تسرع العثماني "للانفعال بشكل غير مدروس مع التطورات التي تجري في سوريا"، مضيفا "وزير الخارجية الاسبق ذهب به الامر حد وصف ردع العدوان بانه اخ لطوفان الاقصى". وأشار التليدي، إلى أن "المقترض يعرف انه ضمن مكونات ادارة العمليات العسكرية بسوريا اطراف محسوبة على تنظيم القاعدة، وبعض رموزها شغلوا مواقع في تنظيم داعش، والجميع يعلم ان تحرك هؤلاء كان يايعاز من قوى دولية". وأوضح أن "المغرب تريث في الموقف حكمة منه، وتركيا التي يعتبرها البعض مستفيدة من هذه التطورات تحدث وزير خارجيتها بقوة مع بلينكن يحذره من خطر الجماعات الارهابية على تركيا ومجلس التعاون الخليحي نأى بجانبه مكتفيا بالتأكيد على وحدة وسيادة سوريا". ولفت بلال التليدي، إلى أن "من "اصدقاء سوريا" الى التطورات الجارية اليوم تحركت مياه كثيرة تحت الجسر فحصل اتفاق الاستانة ورجعت سوريا للجامعة العربية، وتغير الموقف المغربي كثيييييييرا"، مضيفا "كان من الارزن والاليق ان ينتظر السيد العثماني موقف المغرب وحيثياته قبل ان يسارع لابداء موقف خفيف وغير". ويأتي تعليق العثماني الذي سبق له أن شغل أيضا منصب وزير الخارجية، في حكومة عبد الاله بنكيران، على الهجوم المباغث الذي شنّته فصائل معارضة سورية، الأربعاء الماضي، وأدى إلى سيطرتها على مدينة حلب، ثاني كبرى مدن سوريا، التي أصبحت خارج سيطرة الحكومة السورية للمرة الأولى منذ أن استعادت إحكام قبضتها عليها عام 2016، إثر هزيمة المسلحين المحسوبين على فصائل إسلامية متطرفة من بينها "جبهة النصرة". هيئة تحرير الشام وتتزعم فصائل المعارضة التي شنت هذا الهجوم الحالي "هيئة تحرير الشام" تدعمها فصائل حليفة لها. وتعود قصة "هيئة تحرير الشام"، المصنفة على قوائم الإرهاب دوليا، إلى بداية الصراع السوري إبان "الربيع العربي"، عندما ظهرت تحت لواء "جبهة النصرة" بتمويل من تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي سنة 2012، قبل أن تنضم إلى التنظيم الإرهابي الآخر "القاعدة". وكانت هذه الفترة، حسب مصادر متطابقة، مرحلة إعلان الأممالمتحدة وأمريكا أن "هيئة تحرير الشام" مدرجة ضمن قوائم التنظيمات الإرهابية، تزامنا مع تلقيها دعما من تركيا في المناطق السورية الشمالية الحدودية. ومنذ سنة 2017، حاولت الحركة المسلحة ذاتها، المعارضة لنظام بشار الأسد السوري، أن تؤكد "عدم ارتباطها بأي تنظيم"، عبر إعلانها فك الارتباط بتنظيم القاعدة الإرهابي.