توفي صباح اليوم الثلاثاء، الفنان مصطفى الزعري، بعد معاناة طويلة مع مرض السرطان، عن عمر يناهز 79. ونعى الفنان محمد الشوبي الراحل عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، حيث كتب: " الله أكبر الرحمة والمغفرة من رب كريم، رحم لله الفنان مصطفى الزعري". في وقت سابق نُقل الراحل الزعري إلى المستشفى العسكري بالرباط، بعد تدهور حالته الصحية جراء معاناته مع مرض السرطان، الذي ألم به خلال السنوات الأخيرة. ويشار إلى أن الزعري نشأ وترعرع في درب السلطان، بين درب اليهودي ودرب كلوطي، ذاق طعم اليتم منذ صغره، إذ توفي والده وعمره ثلاث سنوات وفضل تكوينه وتربيته يعود إلى والدته التي اشتغلت في ميادين عدة، أرسلته منذ صغره إلى نادي مسرحي للتخلص من شغبه ومشاكساته الطفولية ولتجنيبه الشارع أيضا، وهي لا تعلم أنها أرسلته إلى قدره المهني والإبداعي. التحق بفرقة الأخوة، التي كان يرأسها الفنان عبد العظيم الشناوي، وبعدها بالمعهد البلدي، ثم بعدها بفرقة البدوي، فدخل عالم التمثيل من باب الممارسة وليس من باب التكوين، وبالضبط في سنة 1963 خلال المخيمات الصيفية، حيث كان الزعري مربيا ومدربا في الشبيبة والرياضة بحكم كونه سبق وأن كان أستاذا وقدم استقالته من الميدان لأنه لم يجد ذاته فيه، فاستطاع أن يجعل من موهبته في السخرية والدعابة قنطرته نحو الشهرة. كون مع الفنان مصطفى الداسوكين، ثنائيا ساخرا سطع نجمه خلال الثمانينيات، وكانت انطلاقته بمسرحية «النواقسية» مع عبد القادر البدوي، وهو أول عمل جمع الثنائي الزعري والداسوكين في المسرح، وقُدِّم مباشرة على شاشة التلفزة المغربية في 1967. تنقل بعد ذلك بخفة بين الخشبة والتلفزيون والسينما ومن مسرحية «النواقسية» بدأت انطلاقته الفنية، وتوالت الأعمال ب«بنت الحراز»، «حلوف كرموس»، «العائلة المثقفة»، و«دابا تجي دابا»، وفي التلفزيون، شارك في أعمال كثيرة، منها «ستة من ستين»، و«بيوت من نار» و«سعدي ببناتي». وفي مجال السينما، شارك في العديد من الأفلام المغربية والأجنبية منها «الطفولة المغتصبة» و«الرسالة»، مكنه اشتغاله في المحافظة العامة والتنسيق بين الإدارة وقسم الإنتاج من اكتساب تجارب مهمة، من خلال تعلمه مهنة التمثيل، ومشاهدة تجارب المخرجين الأجانب وعلاقاتهم مع الممثلين عن قرب.