تباينت آراء الجالية المغربية المقيمة بهولندا، بخصوص تصدر الحزب اليميني المتطرف، بزعامة خيرت فيلدرز، الانتخابات التشريعية ب"بلاد الطواحين". وبدأ حزب "الحرية" اليميني مشاورات قد تمتد لأسابيع بعد حصوله على 37 مقعدا، من أجل إقناع الأحزاب الأخرى بالانضمام إليه لتشكيل ائتلاف يضمن تأييد 76 عضواً في البرلمان المؤلف من 150 مقعداً. في محاولة لطمأنة مخاوف الأقليات بعد الانتخابات، أكد فيلدرز أنه يريد أن يكون "رئيس حكومة كل الشعب الهولندي، بغض النظر عن الديانة أو الميول الجنسي أو اللون"، وقال "عندما تكون رئيساً للحكومة، فإن دورك يختلف عن دور زعيم المعارضة". "خطر على المجتمع الديمقراطي" وقال رئيس المركز الأورومتوسطي للهجرة والتنمية، عبدو المنبهي، في تصريح لجريدة "القناة"، إن النتائج التي أفرزتها الانتخابات التشريعية يوم 22 نونبر الجاري، سجلت "سابقة في تاريخ هولندا، بفوز زعيم عنصري مناهض للهجرة والمسلمين". وأكد المنبهي، أنه على الرغم من أن نتائج الانتخابات مشروطة بتكوين حكومة ائتلافية، إلا أن التأثير الكبير يبقى لحزب "خيرت فيلدرز" اليميني. وعبر رئيس المركز الأورومتوسطي للهجرة والتنمية، عن قلقه من توجه الحزب المتصدر للمشهد السياسي بهولندا، والذي يبني شرعيته على "وقف الهجرة وحق اللجوء، ومنع المدارس الإسلامية والمساجد"، مشيرا إلى أن برنامج الحزب المذكور مبني كله على "حملة الكراهية والعداء تجاه المسلمين والمهاجرين". وعن انعكسات هذا التطور في المشهد السياسي الهولندي، يستطرد عبدو المنبهي "يشكل خطرا على المجتمع الديمقراطي في هولندا بصفة عامة، وعلى الجاليات المسلمة بصفة خاصة". وحسب المتحدث ذاته، فإن حزب "خيرت فيلدرز"، يسعى إلى "تقسيم هولندا إلى قسمين"، موضحا "القسم الأول يتعلق بمنح المواطنين الهولنديين حق العمل والتعويضات، وحرمان القسم الثاني أي غير الهولنديين من نفس الحقوق، وهذا أصل الخطورة من نجاح هذا الحزب"، على حد تعبيره. لا خوف على حقوق الجالية بالمقابل، تحدث نورالدين بوعياد من مؤسسة الهداية من شمال هولندا، لجريدة "القناة" بنبرة تفاؤلية، مؤكداً أن "المجتمع الهولندي اختار التصويت على هذا الحزب ومنحه الأغلبية". وأفاد بأن "برنامج الحزب يتضمن أمورا صالحة للمجتمع الهولندي برمته، وعلى رأسها تلك التي تهم ذوي الدخل المحدود، وهي أمور إيجابية بالنسبة لنا كجالية مقيمة بهذا البلد". واستطرد نورالدين بوعياد، أما في الشق الديني والعقائدي "فالدستور الهولندي يحمي حقوقنا، ولسنا الأقلية الوحيدة هنا، فهناك أقليات وديانات أخرى، بل وإيديولوجيات متنوعة تتعايش في هولندا، وحقوقها محفوظة طبقا للقوانين المحلية، وكذا قوانين الاتحاد الأوروبي". ودعا بوعياد إلى "الخروج من هذا النطاق السلبي في تأويل نتائج الانتخابات التشريعية التي أعطت الصدارة لليمين المتطرف، مذكرا أنه "يشكل حزباً واحدا ضمن 26 حزباً داخل البرلمان، مما لا يمنحه الحرية المطلقة في الحكم". وتابع: "هولندا وقعت على اتفاقيات دولية تحفظ حقوق المهاجرين"، مشددا على أن "الحقوق تكتسب ولا تعطى، لذلك هذا التطور الجديد يجب أن ينظر إليه كحافز للجالية المغربية من أجل التكتل والاتحاد من أجل الدفاع عن حقوقها ومطالبها". وخلص إلى أن "الإسلام يتم عرقلته منذ سنوات ليس من طرف هذا الحزب لوحده، بل من طرف أحزاب وحكومات من قبله".