عاشت جبهة البوليساريو الانفصالية يوم أمس الأربعاء، صدمة تاريخية بعد الموقف الكيني الجديد، الذي وضع حدا لأسطوانة دعم مقترح "الانفصال" وإعلان دعم مقترح الحكم الذاتي، كحل واقعي لطي ملف الصحراء، في سياق حضر فيه زعيم الوهم "بن بطوش" مراسيم تنصيب الرئيس الجديد وسط بروباغاندا إعلامية جزائرية ضخمة. ووقع "بن بطوش" الذي كان حاضرا في مراسيم تنصيب الجديد، في فخ "كسل المخابرات الجزائرية "التي وجدت نفسها هي الأخرى، مصدومة أمام تغير تاريخي في الموقف الكيني تجاه السيادة المغربية على الأقاليم الصحراوية، بعد تكلف الرئيس الكيني شخصيا بإعلان موقف بلاده بشكل رسمي في تدوينة على صفحته بالفايسبوك. وفي سياق متصل، قال خالد التزاني، أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية بجامعة محمد بن عبد الله بفاس، إن "زيارة زعيم الانفصاليين إلى كينيا وتصوير من يدعمه لمدى حفاوة الاستقبال حظي بها هناك، اصطدم بحدث لم يكن في الحسبان، وهو الخبر اليقين من كينيا وهذه المرة لصالح القضية الوطنية". وأضاف التزاني في تصريحه للقناة أن ما وقع في كينيا حدث تاريخي بامتياز، وستكون له تداعيات على المدى القريب. مبرزا في ذات السياق، أن "سحب كينيا لاعترافها بدولة الوهم سيشكل ضربة قاصمة لهذا الكيان، لتنضاف إلى الضربات التي تلقاها تباعا خاصة بعد الاعتراف الامريكي بمغربية الصحراء والذي تلاه أيضا الاعتراف الإسباني، ليكون بذلك الموقف الكيني آخر مسمار في نعش الأطروحة الانفصالية ". وأوضح التزاني، في حديثه للقناة أنه لا يجب أن ننسى بأن كينيا شكلت ولفترة طويلة أحد أهم المساندين والداعمين لجبهة البوليساريو، كما كانت من الأصوات التي تدافع عن أطروحتهم في جميع المحافل الدولية" مضيفا أن "كينيا كانت تصطف في محور جنوب افريقيا والجزائر ودول افريقية أخرى وهو المحور المعادي لمصالح المغرب، وقدم الدعم لجبهة البوليساريو لسنوات طويلة، وأنه بخروج كينيا من هذا المحور سيبدأ عقده في الانفراط ". وفي سياق متصل، أوضح التزاني، أن سحب كينيا لاعترافها بجمهورية الوهم هو مؤشر على انتصار ونجاح الدبلوماسية المغربية التي راكمت انتصارات متوالية في السنوات الأخيرة من خلال دفعها للعديد من الدول لسحب اعترافها بجمهورية الوهم ودفعها أيضا لفتح قنصليات لها في المدن الجنوبية للمملكة مشددا على أن المغرب استغل صداقة الرئيس الجديد لكينيا وليام روتو، الذي يتم وصفه بصديق المغرب، استغلال جيدا، والذي صرح مرارا خلال حملته الانتخابية بضرورة فتح علاقات جديدة مع المغرب، كما كان يطالب بوقف الدعم الذي تقدمه بلاده لجمهورية الوهم، وصرح مرارا بأن تمثيلية جمهورية الوهم في بلاده لا معنى لها.