أكد راشيد الطالبي العلمي، عضو المكتب السياسي للتجمع الوطني للأحرار، اليوم السبت بأكادير، أن الحزب السياسي القادر على التوفيق بين الخط الإيديولوجي لشؤون الدولة وشؤون المجتمع والمتطلبات اليومية للمواطن، هو الحزب الذي يمكن أن يستمر لسنين، مشددا على أن الأحرار هكذا يشتغل منذ نشأته. وأوضح الطالبي العلمي في مداخلته خلال أشغال ورشة "الدولة الاجتماعية:سؤال القيم وإشكالية الخطاب"، ضمن فعاليات الجامعة الصيفية لشباب الأحرار بأكادير، أن بداية نشأة الدولة ليست هي الدولة اليوم، مضيفا أن الدولة اليوم أصبحت تنظيم معقد يجب أن يستجيب لمجموعة متداخلة من الإشكاليات، مردفا: "كذلك الحزب، في 2022 ليس هو الحزب الذي نشأ في البدايات، إذ كان يدافع عن خط إيديولوجي واحد معين، اليوم مُطالب بالحفاظ على الخط الإيدولوجي، والاستجابة في نفس الوقت على القيم البراكماتية التي برزت في المجتمعات الحديثة، بوسائل التواصل المختلفة". وفي هذا السياق، أشار عضو المكتب السياسي، إلى أن حزب الأحرار شهد نوعا من التجدد الذي أنتج قاعدة شبابية كبيرة، ضمنها 35 في المائة من بين 10 آلاف منتخبة ومنتخب، مضيفا "كما قال الرئيس عزيز أخنوش هادو الشباب لي غادي يسيرو المغرب غدا"، معربا عن ارتياحه لكون التجمع الوطني للأحرار في أياد امينة لي مرتاح أن التجمع في أياد أمينة، كما سيتشغل ل 40 سنة المقبلة. وبالنسبة للخطاب السياسي للمرحلة السابقة، يرى الطالبي العلمي أنه يستعمل الترهيب، إما ان تكون معه او تبدأ هذه الأطراف بالتهجم عليك، كما انه خطاب يصنف المختلفين معه، على أنهم فاسدين، وبالتالي فهو خطاب غير قادر على إعطاء البديل، مشيرا إلى أن هذا الخطاب خلق لدى الرأي العام توجها يعتبر السياسة أن يتكلم الجميع بنفس الخطاب النمطي كما تم ترسيخ عبر المجموعة من المصطلحات، إما فيه الترهيب أو الترغيب. وأضاف: "مثلا أخنوش كان راجل مزيان ولد الناس ووزيرا ناجحا لما كان بعيدا عن المنافسة ولما دخل إلى ميدان المنافسة أصبح فاسدا والمحروقات وغير ذلك، والطالبي العلمي رجل طيب نتحالفو معه لما دخل إلى المنافسة لا، استعملوا أسلوب الترهيب باش تسكت باش تبعد وتخوي الساحة باش يديرو ما بغاو وهادشي ما غادي نديروه حيت عندنا مشروع سياسي بالمفهوم السياسي النبيل". وتابع: "لما يكون عندك مشروع معين خص يكون الخطاب إيجابي، التجمع في الحملة الانتخابية تحدث عن مشروع مجتمعي اللي هو الدولة الاجتماعية، قابط الطريق، على خلاف ما سمعنا عن مشروع معين خلال ال 10 سنوات الأخيرة". الخطاب السياسي اليوم داخل التجمع الوطني للأحرار، بالنسبة للطالبي العلمي، هو وسيلة لتمرير مجموعة من الخطابات المرتبطة بمجموعة من الاختيارات والقيم، مضيفا "عند مراجعة خطاباتنا سنجد أننا لا نتفاعل في إطار ردود الأفعال، إنما ندافع عن مشروع وإلا فلتراجعوا تدخلات الإخوة والأخوات على مستوى مجلس النواب وعلى مستوى الحزب". وفي سياق آخر، أكد الطالبي العلمي أنه لا يمكن حل جميع الإشكالات، مستطردا "لكن الأهم بالنسبة لي، هناك إدراك جماعي لكل المغاربة الآن إذ أصبحوا يتحدثون عن الدولة الاجتماعية". وتابع: "إذا نجحنا اليوم، ليكون هناك إدراك جماعي، حتى نناقش الدولة الاجتماعية بهذا الشكل في قالب نقاش عمومي، هذا ربح سياسي كبير للمجتمع، كل يراها من زاويته، كأفراد هناك من ينتظر الصباح ليأخذ بطاقة الرميد ويتداوى في المصحة ويغادر، هل إذا عالجنا الصحة والتعليم سنحقق الدولة الاجتماعية؟ لا، تلك بداية فقط". وبعد أن ذكّر بصعوبة التحول في مجتمع معقد بين ليلة وضحاها، قال الطالبي العلمي: "استقبلت مجموعة من الأجانب البرلمانيين من مختلف الدول، أول سؤال يسألونه هو كيف وصلتم لما أنتم عليه ولا تمتلكون موارد نفطية نريد أن نفهم، أرد عليهم بأننا نستعمل بشكل جيد الإمكانيات المتوفرة". وفي الختام، أكد الطالبي العلمي على أن المجتمع المغربي يقبل الجميع وفيه اتساع لكل مواطنيه ومواطناته والاحترام واجب على الجميع، مضيفا "نؤمن بأننا خليط من الأمازيغ والعرب وغيرهم، ونحن البلد الوحيد الذي اجتمعت فيه كل الحضارات والذي صمد أمام جميع الأزمات ودولة عمرها 14 قرنا ولازالت قائمة وستظل قائمة".