قال رشيد الطالبي العلمي، عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، إن حزبه يشتغل برزانة ووفق منهجية اشتغال محددة ومضبوطة وبأهداف مسطرة لمراحل معينة. وأضاف العلمي: "الدولة أصبحت تنظيما معقدا، يجب أن تستجيب لمجموعة متداخلة من الإشكاليات، وكذلك الحزب، إذ كان في البدايات يدافع عن خط إيديولوجي واحد، واليوم هو مطالب بالحفاظ على خطه الإيديولوجي وفي الآن نفسه ملزم بالاستجابة للقيم البراغماتية التي برزت في المجتمعات الحديثة بوسائل تواصل حديثةّ". وزاد القيادي ذاته بالقول: "الحزب الذي يحتوي التعبيرات المجتمعية بمختلف أصنافها قادر على التوفيق بين الخط الإيديولوجي وشؤون الدولة والمجتمع وبين المتطلبات اليومية للمواطن، وهذا هو الحزب الذي يمكن أن يستمر". وتابع السياسي ذاته: "وقع نوع من التجدد داخل حزب التجمع الوطني للأحرار، أنتج مجموعة من الشباب المنتخب، وهم حاملو مشعل تسيير البلاد. ويمكن أن أجزم بكون التجمع الوطني للأحرار في أياد أمينة، وسيشتغل على مدى الأربعين سنة المقبلة؛ أما الخطاب السياسي الذي ينتجه البعض، ويسمى بالشعبوي، فأنا لا أصنفه". واسترسل الطالبي "توعية ذلك الخطاب تنطوي على ترهيب وتضليل مقصود، وكمثال على ذلك: عندما أريد أن أدافع عن الشفافية أقول أنت فاسد لخلق وعي في المخيلة الشعبية، فأصنف كل الذين يختلفون معي بأنهم فاسدون، وهو خطاب، في طياته، غير قادر على إعطاء دليل"، وزاد: "خطاب حزبنا إيجابي، وتحدثنا عن مشروع مجتمعي، وهو الدولة الاجتماعية، ونسير في هذا الطريق، بخلاف السنوات العشر الأخيرة، إذ لم نسمع عن مشروع مجتمعي معين". وفي السياق نفسه، قال القيادي في "حزب الأحرار": "كان هؤلاء يعتبرون عزيز أخنوش رجلا طيبا (ولد الناس) ووزيرا ناجحا لما كان بعيدا عن المنافسة، لكن عندما دخل إلى دائرة المنافسة أصبح إنسانا فاسدا ونكون عنه صورة سلبية، والأمر نفسه بالنسبة لي". وأكمل "يريدون أن نفرغ لهم الساحة بأساليب الترهيب، وهو ما لن نفعله، لأن لدينا مشروعا سياسيا بالمفهوم النبيل للسياسة؛ فالخط النابض للخطاب السياسي لحزبنا هو عدم التفاعل مع ردود الفعل، فنحن ندافع عن مشروع، والخطاب وسيلة لتمرير مجموعة من الاختيارات والقيم". رشيد الطالبي العلمي، الذي كان يتحدث في ورشة بموضوع "الدولة الاجتماعية.. سؤال القيم وإشكالية الخطاب"، على هامش الدورة الرابعة لجامعة "شباب الأحرار" بأكادير، ختم تدخله بالقول: "الأهم أن هناك إدراكا جماعيا لكل المغاربة الذين يتحدثون عن الدولة الاجتماعية، وهو ربح سياسي كبير للمجتمع. وكل الإصلاحات اليوم هي بدايات، ونحن يقظون حذرون، نستمع، نرصد نحلل ونستعد للمستقبل دون الاختباء وراء مبررات، وستكون لنا الشجاعة للإفصاح عن المجالات التي نجحنا فيها والعكس"، مردفا: "اليوم وبعد سنة، نجحنا في مسألة واحدة، وهي هذا الوعي الجماعي لدى المغاربة، وهو تحول يصعب تحقيقه بين عشية وضحاها في مجتمع معقد".