كشفت دراسة نشرتها المندوبية السامية للتخطيط أن أمد الحياة عند الولادة للفئة الأكثر ثراءً في المغرب هي أعلى مقارنة مع الفئة الأكثر فقرا بفارق يزيد عن أربع سنوات. وبينت نتائج الدراسة التي حملت عنوان "الاتجاهات والتفاوتات في مواجهة الموت بالمغرب"، أن متوسط العمر المتوقع عند الولادة شهد ارتفاعا كبيرا في المغرب منذ السبعينيات حيث كان يقدر بنحو 47 سنة في أوائل الستينيات بينما تجاوز حاليا حاجز ال 75 سنة، وأوضحت أن تحسين فرص البقاء على قيد الحياة في سن مبكرة كان العامل الرئيسي في زيادة متوسط العمر المتوقع عند الولادة. وأضافت أن سكان المدن يسجلون أمد حياة أطول مقارنة مع سكان القرى، عازية ذلك إلى مجموعة من العوامل مرتبطة بمستوى الفقر وصعوبة الوصول إلى الرعاية الصحية. وعلاقة بالتعليم، كشفت الدراسة أن مستوى تعليم الأم لم يعد يظهر كعامل مؤثر في وفيات الأطفال، حيث أشارت البيانات إلى "تقليص الفجوة بشكل كبير" في معدلات وفيات المواليد الجدد بين الأمهات غير المتعلمات والأمهات ذوات المستويات التعليمية المختلفة. وأشارت في موضوع ذي صلة أن ما يؤثر أيضا في معدلات وفيات الأطفال زواج القاصرات وإدارة الصحة الإنجابية للمرأة، موضحة أنه رغم استمرار انخفاض تزويج القاصرات إلى أن ما لا يقل عن 40 ألف فتاة قاصر تزوجت عام 2018. وقالت أيضا إن نقص الرعاية وعدم كفاية النضج البدني للفتيات القاصرات المتزوجات يعرضهن وأطفالهن للخطر، على أن المضاعفات أثناء الحمل والولادة هي السبب الرئيسي الثاني للوفاة بين الفتيات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 15 و19 سنة.