باتت العنصرية الواضحة والفجة إحدى العلامات الفارقة لتبعات الحرب الروسية على أوكرانيا. عنصرية لم يعد أحد يأبه على ما يبدو بإخفائها والتستر عليها. فمن مقارنات بين اللاجئين بحسب جنسياتهم وخلفياتهم العرقية والثقافية والقومية وتفضيل الأوكرانيين لأنهم "أوروبيون" و"متحضرون" و"بيض" بحسب صحفيين وسياسيين عديدين ظهروا على وسائل الإعلام الغربية في الأيام الماضية، إلى الكيل بمكيالين من خلال التعامل مع النازحين إلى الحدود الأوكرانية البولندية، تتفاقم الأزمة وتحتل نقاشات وسائل التواصل الاجتماعي وتتصدر العناوين. ليال من البرد القارس ومعاملة اكتست على مايبدو طابعا عنصريا، زادت من معاناة مئات الأفارقة على الحدود البولندية حيث يحاولون جاهدين مغادرة أوكرانيا التي تتعرض لغزو روسي. وقد تداولت مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو وتعليقات مستخدمين، تصور حشودا من الأفارقة قامت عناصر من قوات الأمن الأوكرانية بصدهم ومنعهم من صعودهم القطار هربا من الحرب، وفق صفحة المستخدم دميلار. وقال عدد من هؤلاء الأفارقة الذي توجد بينهم عائلات أيضا، إنهم تعرضوا للضرب على أيدي القوات الأوكرانية التي صدتهم، وصدت هنودا أيضا لمنعهم من العبور قرب الحدود البولندية، موجهة أسلحة اوتوماتيكية نحوهم. وعلى صفحة "دكولونيال نيوز" وجه شاب إفريقي نداء استغاثة لمساعدة عشرات الأفارقة العالقين في أوكرانيا قرب منطقة حدودية، مبينا أن الأفارقة لم يمنحوا حق العبور عكس غيرهم من رعايا الاتحاد الأوروبي. وظهر في الشريط المصور عشرات الأشخاص افترشوا الأرض على جانبي طريق في البرد القارس. وعلى صفحتها على تويتر غردت المبعوثة الخاصة لدى منظمة الصحة العالمية د. أيودي ألاكيجا قائلة: "إن الأفارقة السود يتعرضون للعنصرية والازدراء في أوكرانيا وبولندا، وإن الغرب لا يمكنه أن يطلب من إفريقيا الوقوف معه وقفة تضامن، إذا لم يبد أدنى احترام للأفارقة، حتى وإن كان الظرف يتعلق بالحرب" وأضافت قولها: "تجاهلونا زمن الجائحة وتركونا نموت زمن الحرب". والأفارقة الموجودون في أوكرانيا هم خاصة من الطلبة، ويتحدر معظمهم من المغرب ونيجيريا ومصر، ويقارب عددهم 16 ألف شخص وفق وزارة التربية الأوكرانية، وهم يدرسون الطب الهندسة والشؤون العسكرية.