أكد سفير المغرب بجنوب إفريقيا، يوسف العمراني، أن المسيرة الخضراء ليست حدثا تاريخيا لحظيا، وإنما هي، في واقع الأمر، فلسفة تلهم الأمة المغربية في تمسكها بالثوابت التي تشكل المملكة. وأبرز العمراني في عمود تم نشره بصحيفة (ذي إندبندنت "آي أو إل") الجنوب إفريقية، أن ذكرى المسيرة الخضراء "تعكس في مجملها رمزية وجوهر الالتزامات والنضالات الموصولة للمملكة في مواجهة الاستعمار"، مشيرا إلى أن قيم هذه المسيرة التاريخية لا تزال إلى اليوم تشكل صلب الهوية المغربية. وأوضح سفير المملكة أن هذه القيم هي في الوقت ذاته انعكاس وترسيخ للخيارات التي لا رجعة فيها لمملكة تجعل من التماسك والوحدة والتضامن محركات تطورها، معربا عن اعتزازه بكون "أكثر من 350 ألف مغربي شاركوا، في هذا اليوم التاريخي ل6 نونبر 1975، بقيادة المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني، في المسيرة المشهودة والسلمية ضد الاحتلال الإسباني لأقاليمنا الجنوبية". وأشار الدبلوماسي إلى أنه اليوم، وبعد 46 عاما، لم تضعف روح المسيرة الخضراء قط ولم تفقد بريقها، مضيفا أن هذا الحدث المجيد كان دليلا، إذا تطلب الأمر ذلك، على انخراط الشعب المغربي برمته لفائدة سيادة المملكة على أراضيها التي كانت آنذاك محتلة من طرف إسبانيا، مذكرا بأنه على مر السنين، واصل المواطنون والمواطنات المغاربة وسيواصلون الدفاع بنفس الحزم وبلا هوادة عن الطابع المقدس وغير القابل للتجزئة للوحدة الترابية للمملكة. وقال العمراني، في هذا الصدد، إن الملك محمد السادس ما فتئ يدعو المغاربة إلى التحلي ب"الوضوح" و"التبصر" في مواجهة تحديات الحاضر والمستقبل، مضيفا أن الملك كان قد قال، في هذا السياق، في خطاب وجهه إلى الأمة: "وها نحن اليوم، نربط الماضي بالحاضر، ونواصل الدفاع عن وحدتنا الترابية، بنفس الوضوح والطموح، والمسؤولية والعمل الجاد، على الصعيدين الأممي والداخلي". وأضاف العمراني أن "سيادة المغرب على صحرائه هي سيادة حقيقة تاريخية، وشرعية قانونية وإرادة وطنية يترجمها المغرب بشكل تام بجميع مكوناتها الإنسانية والاجتماعية والسياسية والثقافية والدينية والاقتصادية". وقال إن الكثيرين يعتبرون اليوم أن الإنجازات التنموية في الأقاليم الجنوبية ليس لها مثيل، مشيرا إلى أن المغرب وظف إمكانيات لا حصر لها للارتقاء بهذه الأقاليم إلى مستويات استثنائية من الازدهار. وأبرز في هذا الصدد أن الأقاليم الجنوبية التي كانت منطقة صحراوية بدون أي بنية تحتية أو خدمات صحية أو تعليم ، تتوفر اليوم على طرق وطرق سيارة ومطارات وموانئ ومدن وخدمات صحية ومدارس ومحطات لتحلية المياه وشبكات للكهرباء، مضيفا أن هذه التنمية الاقتصادية المذهلة تعد اليوم واقعا تحقق بفضل الإرادة السياسية وتعبئة المجتمع المغربي برمته بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس. وفي هذا السياق، شدد السفير المغربي في جنوب إفريقيا على أن "قضية الصحراء بالنسبة للمغرب ليست مجرد نقطة عادية في جدول أعمال مجلس الأمن الدولي، وإنما تمثل ظلما تاريخيا طال المملكة في استرجاع وحدة أراضيها". وقال إن الأمر يتعلق هنا بقضية ترتبط بكرامة وسيادة الشعب المغربي.