تحل اليوم الذكرى ال 43 للمسيرة الخضراء التي شكلت ملحمة وطنية تاريخية، ودرسا من دروس المقاومة السلمية لاسترجاع الأقاليم الجنوبية التي كانت تحت الإستعمار الإسباني إلى حضن الوطن. وتفاعلا مع تخليد الشعب المغربي لهذه الذكرى الوطنية الغالية، أبرز رئيس جمعية الصحافيين البولونيين ماريك تراشيك أن المسيرة الخضراء هي “رمز حي جدا لاستكمال الوحدة الترابية للمغرب، ومثال حي لنضال الأسرة الملكية والشعب المغربيين من أجل وحدة وسيادة البلاد”. كما أبرز ماريك تراشيك، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة الذكرى الثالثة والأربعين للمسيرة الخضراء المجيدة، أن “المغرب، ملكا وشعبا، فتح بالمسيرة الخضراء الطريق أمام دول أخرى للمطالبة بحقوقها بالوسائل السلمية مع الاحترام التام لحقوق الإنسان”. وفي هذا السياق، أعطى ماريك تراشيك مثالا بجمهورية بولونيا، التي استلهمت روح المسيرة الخضراء في عام 1989 كوسيلة سلمية لوضع حد للشيوعية، وتنفيذ الإصلاحات السياسية والاقتصادية، التي فتحت الطريق نحو الديمقراطية من بابها الواسع. وأضاف أن عبقرية المسيرة الخضراء تتجلى في تمكين الأمة المغربية من صون سيادتها الوطنية، وحفظ وحدتها الترابية واستعادة حق مشروع قوضه المستعمر الإسباني، كما كانت اللبنة الأولى لبناء أسس تنمية متكاملة في الأقاليم الجنوبية، مؤكدا أن المملكة المغربية، تحت قيادة الملك محمد السادس، تواصل بنفس العزيمة والإرادة العمل التنموي في هذا الجزء من البلاد، ما شكل منه نموذجا للتنمية، ليس فقط للمناطق المغربية الأخرى، بل ولإفريقيا برمتها. وأشاد رئيس جمعية الصحافيين البولونيين، الذي سبق وأن زار الأقاليم الجنوبية للمملكة، بفلسفة الملك محمد السادس التي تعد نموذجا جديدا للتنمية من خلال تعبئة الاستثمارات الموفرة لفرص العمل، وجعل هذه المنطقة من المملكة مركزا اقتصاديا وجسرا رابطا بين المغرب وامتداده الإفريقي. وفي نفس السياق، أشاد بالنموذج المغربي للتعاون جنوب-جنوب الذي أطلقه ملك المغرب، وفقا لرؤية متكاملة ومهيكلة وسديدة للاستغلال الأمثل للموارد وتبادل الخبرات. وحسب ذات المصدر، فإن المغرب وضع تجربته في التعاون القاري مع دول إفريقيا كنموذج متكامل وناجع للتعاون الذي يجب أن يقوم بين دول الجنوب، مشيرا في هذا السياق إلى توقيع المملكة أكثر من 1000 اتفاقية تعاون مع 28 بلدا إفريقيا على مدى ال15 سنة الأخيرة، والتي همت قطاعات حيوية مثل قطاعات الطاقة والأمن الغذائي والهجرة ومكافحة تغير المناخ. وقد تم التوقيع على هذه الاتفاقيات خلال الزيارات العديدة التي قام بها الملك لهذه الدول. وخلص ماريك تراشيك، إلى أن التعاون الذي أطلقه المغرب مع القارة الإفريقية يظل نموذجا يحتذى به كجزء من استراتيجية مبتكرة للتعاون مع إفريقيا من خلال منحها موقعا اعتباريا في محيطها الدولي.