أثارت المداخلة ذات النفس المعارض لنور الدين مضيان، رئيس الفريق النيابي الاستقلالي للوحدة والتعادلية، استغرابا وغضبا شديدين داخل حزب الاستقلال المكون للأغلبية الحكومية، وذلك أمس الأربعاء خلال الجلسة العمومية الخاصة بمناقشة البرنامج الحكومي الذي تقدم به رئيس الحكومة، عزيز أخنوش أمام مجلسي البرلمان. وتفاجئ الاستقلاليون كما فرق الأغلبية بمجلس النواب بمداخلة مضيان التي تحدث فيها وكأنه من فرق المعارضة، وهو الأمر الذي عبر عنه أيضا رئيس الحكومة عزيز أخنوش في رده على مداخلات مختلف الفرق النيابية، وذكر مضيان بالإسم ودعاه للاشتغال سويا مع كل المكونات لإنجاح التجربة الحكومية الحالية. مصادر حزبية من داخل البيت الاستقلالي كشفت للقناة أن خطوة مضيان لم تكن محسوبة سوى من طرفه، موضحة أن الأمر يتعلق بمداخلة صاغها مضيان بشكل شخصي ما يعني أنها تلزمه نفسه ولا تلزم الحزب الاستقلالي، حيث أن أعضاء الفريق النيابي لم يطلعوا على تلك المداخلة المثيرة، وهو ما يثير أكثر من تساؤل حول المنهجية التي يمضي بها حزب الاستقلال في صياغة مواقفه داخل المؤسسات الرسمية، وهل هناك دور لأمينه العام واللجنة التنفيذية في التحكم في صياغة مواقف الحزب العتيد بمنطق تشاركي أو انفرادي. المصادر ذاتها كشفت أيضا أن مضيان أقدم على تلك الخطوة كونه رد فعل غاضب على عدم استوزراه في حكومة أخنوش، خاصة وأن مضيان يرى في نفسه قيدوما سياسيا وحزبيا بامتياز داخل حزب علال الفاسي، وأن عدم ضمه إلى تشكيلة حكومة أخنوش، وتجاهل اقتراحه من طرف نزار البركة، شكل صدمة له وهو ما حاول التعبير عنه في تلك المداخلة الغريبة. وصادق مجلس النواب، أمس الأربعاء خلال جلسة عمومية، بالأغلبية، على البرنامج الحكومي الذي تقدم به رئيس الحكومة عزيز أخنوش أمام مجلسي البرلمان، حيث حظي البرنامج الحكومي بثقة 213 نائبا ومعارضة 64 نائبا، فيما امتنع نائب واحد عن التصويت. وبهذا يكون المجلس قد منح ثقته للحكومة الجديدة بناء على ما ينص عليه الدستور في فصله 88 الذي جاء فيه "تعتبر الحكومة منصبة بعد حصولها على ثقة مجلس النواب، المعبر عنها بتصويت الأغلبية المطلقة للأعضاء الذين يتألف منهم، لصالح برنامج الحكومة".