عبر نورالدين مضيان رئيس الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بمجلس النواب في مناقشة البرنامج الحكومي، عن الحرج الذي شعر به الفريق بخصوص التصويت لصالح البرنامج الحكومي من عدمه، بسبب الأحداث التي عرفها مسار تشكيل الحكومة، والمدة التي استغرقتها، دون أن يغفل الإشارة الى أمر إعفاء بنكيران، الأمين العام للبيحيدي. و قال مضيان في معرض مداخلته،" لا أخفيكم سرا مستوى الحرج الذي وصل إليه الفريق الاستقلالي، وهو يتداول بخصوص الموقف الذي سيتخذه فيما يتعلق بالتصويت على هذا البرنامج الحكومي، عندما وجد نفسه مطوقا بقرار برلمان الحزب من جهة، والمتغيرات الجديدة التي عرفها السياق العام الذي صدر فيه هذا القرار من جهة أخرى، سواء من حيث تعيين شخصية ثانية من حزب العدالة والتنمية رئيسا جديدا للحكومة، أو من حيث الطريقة التي تم بها تشكيل الفريق الحكومي، أو من حيث طبيعة الأغلبية الحكومية ومكوناتها وتوجهاتها واختياراتها، أو من حيث عدم إشراك الحزب في تقديم اقتراحات لتسهم في صياغة مشروع البرنامج الحكومي، هذا البرنامج الذي يخلو من البعد السياسي المفروض أن يكون حاضرا بقوة في مضامينه، برنامج يفتقد للأرقام المعبرة عن الإرادة السياسية في التنفيذ، برنامج أريد له أن يعكس طبيعة التحالف الحكومي، بمختلف مكوناته لتحقيق التحالف المنشود، برنامج يطغى عليه المنظور القطاعي، بدل مقاربة البرامج انسجاما مع القانون التنظيمي لقانون المالية الجديد، والكيفية التي تم بها تدبير مسلسل تشكيلها، وماهية هذه الحكومة التي ضربت الرقم القياسي في المدة الزمنية التي استغرق تكوينها، ومدى استجابتها للمعايير التي حددها جلالة الملك نصره الله، في خطاب دكار بمناسبة الذكرى 41 للمسيرة الخضراء". وتساءل رئيس الفريق الاستقلالي عن مدى انعكاس الإرادة الشعبية المعبر عنها على التشكيلة الحالية، والتي استطاعت ان تجمع خمسة أحزاب مختلفة التوجهات والرؤى. وفي نفس السياق، تساءل مضيان في ذات المداخلة عن رضى الأحزاب السياسية المشاركة في الحكومة من عدمه، ووجه سهام نقده لمواقف الأحزاب من الاستوزار، بدل مناقشة البرنامج الحكومي الشيء الذي تسبب في "التصدعات وتفشي عدوى الغضب من الاستوزار، دون أن نسمع أي خلاف بين قيادات هذه الأحزاب حول برنامج الحكومة وأولوياته، وكيفية إخراج البلد من الوضعية الاقتصادية والاجتماعية الصعبة؟"،حسب تعبيره. وعبر ذات المتحدث عن رفض حزب الميزان، تحرير المواد الأساسية المدعمة، الذي يدخل ضمن إصلاح صندوق المقاصة، معتبرا " أن الإجراء يضرب في الصميم القدرة الشرائية للمواطنين، واصفا إياه بالخط الأحمر". ولم ينس مضيان العودة إلى ما عرفه تشكيل حكومة بنكيران من عوائق وما تعرض له حزب الاستقلال حيث قال، "كنا في حزب الاستقلال نأمل أن تشكل الانتخابات التشريعية الأخيرة مدخلا رئيسيا لتقوية المشهد السياسي، بعيدا عن أي هيمنة من شأنها إضعاف الأحزاب السياسية وتقزيمها، وتشتيت المشهد السياسي، خاصة عندما صدرت تصريحات خولت لنفسها حق استعمال "الفيتو" ضد إشراك حزب الاستقلال في الحكومة، حزب الاستقلال الذي قاد الحركة الوطنية ضد الاستعمار، حزب الاستقلال الذي ربط بين استقلال البلاد وعودة محمد الخامس والأسرة الملكية من المنفى، حزب الاستقلال الذي حرص على الدوام أن يتمسك بثوابت الأمة ووحدتها الوطنية، حزب الاستقلال الذي يؤمن بأهمية التعددية الحزبية في تطوير المسار الديمقراطي، وينأى بنفسه عن التدخل في الشؤون الداخلية للأحزاب".