تراهن الأحزاب السياسية التي تخوض غمار استحقاقات 8 شتنبر الجماعية والجهوية والتشريعية، على مستوى جهة كلميم – واد نون، على برامج انتخابية تتوخى من خلالها الاستجابة لانتظارات الساكنة المحلية ومواكبة الأوراش التنموية الكبرى بالجهة. وإذا كانت كل هذه الأحزاب قد قدمت مرشحين تعتبر أن لهم القدرة اللازمة للظفر بمقاعد، سواء في قبة البرلمان أو المجالس المنتخبة، فإن ما تطمح إليه ساكنة الجهة هو بزوغ نخبة سياسية مؤهلة للدفاع عن انتظاراتها والتجاوب أكثر مع تطلعاتها، وقادرة على تنزيل البرنامج التنموي الجديد والجهوية الموسعة. وفي هذا الإطار، قال الباحث في العلوم السياسية، بوبكر أونغير، في تصريح لوكالة المغرب العربي لأنباء، إن هذه الانتخابات من المنتظر أن تحمل رهانات كبرى بالنسبة للمغرب عموما ولجهة كلميم – وادنون على وجه الخصوص، فهي لحظة ديمقراطية بامتياز تعرف مشاركة شعبية من أجل فرز وجوه سياسية قادرة على استكمال الأوراش التنموية الكبرى التي انخرطت فيها المملكة في عدة مجالات اجتماعية واقتصادية وتنموية. وأبرز أن ساكنة جهة كلميم – وادنون تنتظر من هذه الاستحقاقات إفراز نخبة جهوية قادرة على تنزيل البرنامج التنموي الذي يحمل طموحات وآمال الساكنة، ومواكبة مشاريع ملكية كبرى كالسدود والطريق السريع. كما يتطلع ناخبو الجهة، يضيف الباحث، إلى أن تمنح هذه الاستحقاقات ريادة للشباب وذوي الاحتياجات الخاصة وكذا التمكين السياسي والاقتصادي للمرأة وفئات أخرى من المجتمع، مبرزا أن هذه الانتخابات تعد رهانا أساسيا على مدى تقدم المغرب في هذه الأوراش، كما أنها رسالة قوية داخليا وخارجيا على أن المغرب ينعم بالاستقرار وبديمقراطية محلية رائدة. من جهته، أكد مبارك أوراغ، الأستاذ بجامعة ابن زهر بأكادير، في تصريح مماثل، أن هذه الانتخابات تمثل محطة هامة في المسار الديمقراطي للمملكة لأن من رهاناتها الأساسية تنزيل برامج الأحزاب على المستويين المحلي والجهوي، وإفراز نخب سياسية قادرة على التنزيل الجيد للأوراش التنموية كالبرنامج التنموي الجديد والجهوية المتقدمة، خاصة وأن الجهة تشهد اليوم تقدما في مجموعة من البرامج التنموية تفرض إفراز وجوه شابة تحمل هم تنمية الجهة والرقي بها باعتبارها بوابة للأقاليم الجنوبية وأيضا بوابة المغرب نحو إفريقيا. وشدد على أهمية الرفع من جاذبية وتنافسية هذه الجهة التي تزخر بمؤهلات طبيعية ومزيج ثقافي متنوع يسمح لها بأن تكون في مقدمة جهات المملكة، داعيا في هذا الصدد، إلى تسويق إعلامي دولي ووطني وجهوي للجهة من أجل تحقيق هذه الجاذبية. كما أكد على أهمية تنزيل البعد البيئي وإدماجه في السياسات العمومية. من جانبه، أبرز هشام عميد، أستاذ باحث في العلوم السياسية، أن انتظارات الساكنة من هذه الانتخابات، التي تعد استثنائية في ظل جائحة كورونا ولكونها تجمع بين الاستحقاقات الجماعية والجهوية والتشريعية، هي مرتبطة أساسا بالتشغيل والصحة والتعليم وبمطالب شبابية، وكذا إشراك الساكنة في إعداد البرامج التنموية في كل مراحلها (من إعداد وتتبع وتقييم). وأضاف الباحث، وهو أستاذ زائر بكلية الحقوق بمدينتي سطات وأيت ملول (أكادير)، أن الساكنة تراهن من خلال هذه الاستحقاقات على إفراز نخب قوية قادرة على إنتاج سياسات ترابية بجهة كلميم – وادنون، التي انخرطت في مشاريع تنموية مهيكلة وقادرة على مواكبة تطلعات الساكنة بخصوص هذه المشاريع. ومع دخول الحملة الانتخابية، التي اتسم أسبوعها الأول ب"الهدوء"، مرحلة العد العكسي، بدأ المرشحون في حشد كل وسائلهم والخروج للميدان في مختلف الأحياء والدوائر الانتخابية التي ترشحوا بها، ضمن مجموعات وقوافل من السيارات، بهدف تقريب الناخبين من برامجهم الانتخابية وحثهم على التصويت لفائدتهم. وتتنافس 21 لائحة من أطياف سياسية مختلفة، على المقعدين المخصصين لإقليمكلميم للانتخابات التشريعية (الدائرة المحلية)، فضلا عن 16 لائحة نسوية تتنافس على المقاعد الخمسة المخصصة للدائرة الجهوية للانتخابات البرلمانية. كما تتنافس 23 لائحة على المقاعد ال 14 المخصصة لإقليمكلميم بمجلس الجهة. ويبلغ عدد الناخبين على مستوى إقليمكلميم حوالي 130 ألف و766 ناخب.