مع اقتراب وقع الاقتراع لاختيار أعضاء المجالس الجماعية والجهوية والبرلمانية، يحتدم الصراع بين مرشحي مختلف الأحزاب بكل أطيافها للفوز بهذه الاستحقاقات عبر استمالة أكبر عدد من المواطنين المنتمين لهذه الدائرة أو تلك مع استخدام مختلف قنوات التواصل للإقناع وترجيح كفة هذا المرشح أو الآخر. وتعرف الجماعات القروية التابعة لعمالة مراكش، وتيرة مغايرة ومرتفعة للحملات الانتخابية عكس ما هو عليه في المدينة الحمراء، حيث ترتكز على الخصوص في تواصل مرشحي الأحزاب مع المواطنين في الأسواق الأسبوعية، باعتبارها من أبرز الفضاءات التي تحظى باهتمام خاص من طرف مختلف المرشحين للانتخابات لتنظيم حملاتهم الانتخابية، لاستمالة الناخبين، لكون هذه المواقع تستقطب كتلة ناخبة عريضة من مختلف الدواوير التي ينعقد السوق في نفوذها الترابي ومن جماعات مجاورة. وتسعى الأحزاب المتنافسة إلى كسب هذا الرهان بهذه الجماعات المتاخمة لمدينة مراكش بالنظر إلى التحديات الكبيرة التي تعرفها وللدور الذي تلعبه في الاقتصاد المحلي. وحسب معطيات السلطة المحلية بعمالة مراكش، فإنه في ظل هذه المنافسة الكبيرة بين الأحزاب، يخوض 1142 مرشحا ومرشحة سباق الانتخابات الجماعية وفق نمط الاقتراع الفردي للظفر ب 256 مقعد بالمجالس المنتخبة بعشر جماعات قروية بعمالة مراكش. ويمثل المرشحون الذين أودعوا ترشيحاتهم لدى المصالح المختصة بتلقي الترشيحات، أحزاب الأصالة والمعاصرة، التجمع الوطني للأحرار، الاستقلال، العدالة والتنمية، الحركة الشعبية، حزب التقدم والاشتراكية، الاتحاد الدستوري، الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، حزب التقدم والاشتراكية، حزب جبهة القوى الديمقراطية، حزب البيئة والتنمية المستدامة، الحزب الاشتراكي الموحد، حزب الإصلاح والتنمية، حزب الديمقراطيون الجدد، حزب الحركة الديمقراطية الاجتماعية، حزب العهد الديمقراطي، حزب النهضة والفضيلة. فعلى مستوى جماعة واحة سيدي إبراهيم، يتنافس 172 مرشحا ومرشحة في هذه الانتخابات من خلال التعريف بالبرامج الانتخابية لأحزابهم، على أمل الظفر بإحدى المقاعد المخصصة للجماعة وهي 30 مقعدا. وفي جماعة سيد الزوين، يتبارى 107 مرشحا ومترشحة للفوز ب 20 مقعدا، ويخوض 159 مترشحا ومترشحة غمار هذه الانتخابات للظفر ب 30 مقعدا بجماعة الويدان. وبلغ عدد المرشحين الذين دخلوا غمار هذه الانتخابات الجماعية 71 مرشحا ومترشحة للتنافس على 20 مقعدا بجماعة المنابهة، و94 مترشحا ومترشحة للفوز ب 30 مقعدا بجماعة السويهلة، و130 مترشحا ومترشحة للتنافس على 30 مقعدا مخصصا لجماعة الاوداية. ويتبارى 134 مترشحا ومترشحة للفوز ب28 مقعدا مخصصا لجماعة أولاد حسون، و113 مرشحا ومرشحة للظفر ب28 مقعدا بجماعة أكفاي، و89 مرشحا ومرشحة للفوز ب 20 مقعدا بجماعة أيت ايمور، و73 مرشحا ومرشحة للظفر ب 20 مقعدا بجماعة أولاد دليم. ومع دخول الحملة الانتخابية، مرحلة العد العكسي، بدأ المرشحون في حشد كل وسائلهم والخروج للميدان في مختلف الأحياء والدوائر الانتخابية التي ترشحوا بها، ضمن مجموعات وقوافل من السيارات، بهدف تقريب الناخبين من برامجهم الانتخابية وحثهم على التصويت لفائدتهم. وتراهن ساكنة الجماعات القروية من خلال هذه الاستحقاقات على إفراز نخب قوية قادرة على إنتاج سياسات ترابية بهذه الجماعات قادرة على مواكبة تطلعات الساكنة بخصوص هذه المشاريع. وتشكل الاستحقاقات الانتخابية المتعلقة بانتخاب أعضاء كل من مجلس النواب، ومجالس الجهات والجماعات، محطة هامة في المسار الديمقراطي للمملكة لأن من رهاناتها الأساسية تنزيل برامج الأحزاب على المستويين المحلي والجهوي، وإفراز نخب سياسية قادرة على التنزيل الجيد للأوراش التنموية كالبرنامج التنموي الجديد والجهوية المتقدمة، خاصة وأن جهة مراكشآسفي تشهد اليوم تقدما في مجموعة من البرامج التنموية تفرض إفراز وجوه شابة تحمل هم تنمية الجهة والرقي بها.