توجه الناخبون بمدينة العيون ، صباح الجمعة ، إلى صناديق الاقتراع لاختيار ممثليهم في الانتخابات التشريعية، وذلك تعبيرا منهم، على غرار باقي سكان الأقاليم الجنوبية للمملكة، عن انخراطهم المتواصل في مسيرة الوحدة، ورغبتهم في تعزيز الإصلاح الديمقراطي. وهكذا توافد الناخبون منذ انطلاق عملية التصويت على الساعة الثامنة صباحا، على مكاتب الاقتراع التي أعدتها السلطات المحلية على صعيد الإقليم ، والبالغ عددها 246 مكتبا للتصويت و32 مكتبا مركزيا، وذلك لتمكين الهيئة الناخبة التي يصل عددها بهذا الإقليم الى 129 ألف و910 ناخبا، من أداء واجبها الوطني في أحسن الظروف . وحسب ما تمت معاينته بعدد من مقار الاقتراع، فإن وتيرة الإقبال على التصويت كانت بطيئة في الفترة الصباحية، لترتفع بشكل تدريجي بعد أداء صلاة الجمعة، حيث تحولت مكاتب التصويت إلى فضاءات تجلى فيها حرص الناخبين على المشاركة القوية في هذا الاستحقاق، متطلعين إلى إفراز برلمانيين قادرين على مواكبة المشاريع التنموية التي يشهدها الإقليم في اطار البرنامج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، وفي مستوى التحديات السياسية والتنموية التي تنتظر هذه المنطقة . ويشكل التجاوب الكبير الذي عبر عنه المواطنون، انطلاقا من مرحلة التسجيل في اللوائح الانتخابية، إلى يوم الاقتراع، مرورا بعملية سحب البطائق والمشاركة في الحملة الانتخابية، ، الرغبة في إنجاح هذه التجربة الهادفة إلى تعزيز الديمقراطية الوطنية، ومؤشرا قويا يعكس إرادتهم للتعبير مجددا عن تشبثهم الراسخ بالوحدة الترابية للمملكة. وأكد عدد من المواطنين بعد الإدلاء بأصواتهم ،في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن مشاركتهم في هذه الاستحقاقات هي رسالة مباشرة لخصوم وحدة المغرب الترابية لدحض الادعاءات التي أرادت التشكيك والنيل من شرعية هذه الانتخابات بهذه الربوع التي هي جزء لا يتجزأ من التراب الوطني. وقال (م.د) فاعل جمعوي (45 سنة) "لقد أديت واجبي الوطني انطلاقا من قناعتي بأهمية مشاركتي في هذه الاستحقاقات التي نأمل أن تسفر نتائجها عن انتخاب برلمانيين أكفاء لتحمل المسؤولية والاستجابة لتطلعاتنا وانتظاراتنا". وأضاف "ان انخراطنا في المؤسسات الدستورية ليس وليد اليوم، بل هو حقيقة نعبر عنها دائما كما عبر عنها آباؤنا في مناسبات متعددة وفي مختلف الاستشارات والاستحقاقات التي عرفها المغرب منذ استرجاع الأقاليم الصحراوية إلى الوطن الأم". وبدورها سجلت (ع.ب) موظفة (37 سنة) أن الأجواء الحماسية التي تمر فيها هذه الانتخابات، دليل على حرص أبناء الأقاليم الجنوبية عموما على الانخراط في مسيرة التنمية وتعزيز مسلسل الحداثة والديمقراطية. وتتنافس 19 لائحة انتخابية تضم 57 مرشحا من أجل الفوز بالمقاعد البرلمانية الثلاثة المخصصة للدائرة الانتخابية العيون. الداخلة.. عملية التصويت لحظة متميزة للممارسة الديمقراطية الفعالة أكد عدد من الناخبين، الجمعة بالداخلة، أن عملية التصويت تعتبر لحظة متميزة للممارسة الديمقراطية الفعالة كمدخل أساس لكل إصلاح منشود. واعتبروا، في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء بعد الإدلاء بأصواتهم في اقتراع سابع أكتوبر، أن المشاركة في هذه الاستحقاقات هي رسالة مباشرة لخصوم وحدة المغرب الترابية ومحطة تاريخية لتجسيد الإرادة القوية للمساهمة في إنجاح كافة الاستحقاقات الوطنية والتعبير عن التشبث بالوحدة الوطنية. وقال محمد العهدي، مستشار الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، إن الهيئة الناخبة لساكنة الداخلة على موعد مع عرس ديمقراطي، حيث لوحظ ارتفاع وعيها السياسي من خلال مؤشر انخراطها الإيجابي إيمانا منها بأن عملية التصويت حق دستوري وواجب وطني ولحظة متميزة للممارسة الديمقراطية الفعالة. وأكد أن مشاركة الأقاليم الجنوبية، التي دأبت على أن تكون نسبتها مرتفعة، والتي تتميز بالحضور اللافت للنساء والشباب، دليل قاطع على تشبثها بمغربتيها، وإرادتها القوية في دعم الإصلاحات الدستورية التي تعرفها البلاد. من جانبه، قال أحمد الرباني (إعلامي) إن هذا الاقتراع "فرصة لأبناء هذه الربوع الغالية من وطننا العزيز للتعبير عن وطنيتنا التي لم تكن يوما موضع نقاش أو مساومة إلا في مخيلة المتربصين والمغرر بهم من قبل أعداء وحدتنا الترابية". وشدد الرباني على أن انتخابات الجمعة تحمل في طياتها عدة رهانات من أبرزها أن المواطن المغربي مطالب بالتعبير عن حقه الدستوري وممارسة كامل مواطنته عبر التوجه إلى صناديق الإقتراع من أجل إعطاء دفعة للإصلاحات المنشودة في المشروع التنموي الجديد الذي أطلقه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وكذا اختيار نخبة قادرة ومؤهلة لتلبية تطلعات الساكنة وتحقيق تنمية شاملة على كل الأصعدة. من جهته، يرى بكار الدليمي إعلامي أن انتخابات سابع أكتوبر تتيح باعتبارها محطة سياسة وطنية هامة، المجال لساكنة الجهات الجنوبية للمملكة لحصر رهاناتها وانتظاراتها التي تغطي خصوصيتها المحلية، وأبرزها دعم التنمية المحلية، وإيجاد حلول لمجموعة من المشاكل الاجتماعية والبيئية. وتتطلع هذه الساكنة، يقول بكار، من خلال تصويتها المكثف، إلى إفراز نخبة قادرة على مواكبة التحول الكبير الذي تعرفه جهة الداخلة وادي الذهب على المستوى التنموي، ومن أجل الرقي بمستوى هذه الجهة.