لم تكن نسبة المشاركة المرتفعة في الانتخابات الجماعية والجهوية لÜ4 شتنبر الجاري المسجلة على مستوى الاقاليم الجنوبية للمملكة مجرد رقم يقيس فقط مدى تجاوب الناخبين مع الحملات الداعية للمشاركة، بل تشكل رسالة سياسية واضحة ولا لبس فيها ... إنه استفتاء تأكيدي لخيار الجهوية الموسعة والمسار الإصلاحي الذي انخرط فيه المغرب. فليس من باب الصدف أن تصل نسبة المشاركة إلى حوالي 80 في المائة في بعض المناطق الجنوبية (إقليم أوسرد 53ر79 في المائة) ، ذلك أن التفاعل مع نداء الواجب الوطني، وبهذا الشكل المكثف، يؤكد إصرار الغالبية المطلقة من ساكنة هذه المناطق على التموقع، كما هو الشأن في كل مناسبة وطنية، ضمن المتشبثين بخيار الوحدة الوطنية وبالمسار الإصلاحي الذي يعرفه المغرب منذ أزيد من عقد من الزمن. الأستاذ الجامعي والسياسي والخبير في العلاقات الدولية الحسان بوقنطار يرى أن المشاركة المهمة لساكنة الأقاليم الجنوبية في الانتخابات الجماعية والجهوية «تؤكد تشبث ساكنة هذه الربوع من المملكة بالوحدة الوطنية وبالخيار الديمقراطي، خصوصا أن الرهان الأساسي لهذه الاستحقاقات يتمثل في بناء الجهوية الموسعة». وأضاف بوقنطار، الأستاذ بكلية الحقوق بالرباط، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المشاركة المكثفة لسكان الأقاليم الجنوبية في هذه الاستحقاقات «مؤشر واضح على سلامة الطرح المغربي في تسوية ملف الصحراء وذلك على خلاف ما يروج له خصوم الوحدة الترابية للمملكة». الأجواء بعين المكان والتصريحات التي أدلى بها عدد من الناخبين بهذه الربوع من المملكة لوكالة المغرب العربي للأنباء عقب عملية التصويت ، تؤكد التجاوب المكثف والتلقائي للساكنة مع هذه المحطة التي اعتبرها ابراهيم بن المعطي (استاذ) محطة تاريخية تكتسي أهمية كبرى في دعم مسلسل الإصلاحات، وتعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان، والمساهمة في مسيرة التنمية، في إطار الوحدة والدفاع عن الثوابت الوطنية. وأضاف أن المشاركة المكثفة لسكان الاقاليم الجنوبية للمملكة في الانتخابات الجماعية والجهوية خطوة جديدة نحو تعزيز المسار الديمقراطي وبناء المؤسسات الدستورية. أما السيد المحفوظ ولد أبريك (العيون)، فأكد أن تصويته في هذه الاستحقاقات نابع من قناعته في الانخراط ، من أجل إنجاح هذه المحطة التاريخية، التي أراد لها جلالة الملك محمد السادس أن تكون منعطفا حاسما، للرقي بالمملكة إلى مصاف الدول المتقدمة العريقة في الديمقراطية. ومن جانبه ، أبرز عضو المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية ( السمارة) السيد نور الدين ظريف أن الانخراط الذي يعبر عنه سكان الأقاليم الجنوبية لإنجاح هذا الموعد الانتخابي، كما هو الحال بالنسبة لجميع الاستحقاقات الوطنية السابقة، يجسد رغبتهم الاكيدة في المساهمة في تعزيز مسلسل الإصلاح الديمقراطي من خلال تفعيل مضامين الدستور الجديد. وعبر السيد ظريف عن امله في أن تفرز هذه الاستحقاقات الجماعية والجهوية، نخبا تكون في مستوى تطلعات مختلف شرائح الشعب المغربي، وقادرة على رفع تحديات المستقبل في مختلف المجالات. إن هذه المشاركة، ذات الدلالات الوطنية العميقة، تجسد، بحسب العديد من الفاعلين، الرغبة الأكيدة لسكان هذه الأقاليم في الانخراط في عملية البناء الديمقراطي وتعزيز أسس التنمية وكسب رهان الجهوية المتقدمة. ومع